الجمعة 26، إبريل 2024
10º
منذ 6 سنوات

المحاولة الإجرامية الفاشلة ودلالاتها

المحاولة الإجرامية الفاشلة ودلالاتها
حجم الخط

شبكة وتر-شبكة وتر-بقلم : المحامي زياد أبو زياد

بداية الحمد لله على سلامة دولة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله والأخ ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات والوفد المرافق .

ما إن تواردت أنباء المحاولة الإجرامية الفاشلة لإغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله إلا وانبرى بعض الناطقين في رام الله لاتهام حركة حماس والقول صراحة وعلنا ً بأنها هي التي نفذت المحاولة الفاشلة ونعتوها بأقسى العبارات والإتهامات النارية ، وكأن هؤلاء كانوا يجلسون على زنبرك بانتظار الفرصة للإنطلاق ! ويا حبذا لو تروى هؤلاء ولم يطلقوا العنان لحناجرهم وأقلامهم لأن اللحظة تستوجب كظم الغيظ وضبط النفس والعواطف لا تأجيج النيران وإثارة الفتنة.

وفي الحقيقة فإنه لا بد من التمييز بين اتهام حماس بالقيام بهذا العمل الإجرامي الجبان وبين تحميلها مسؤولية وقوعه.

فليس هناك عاقل يمكن أن يصدق بأن حركة حماس يمكن ان تفكر أو تُقدم على مثل هذا العمل وهي تُدرك النتائج الخطيرة التي يمكن أن تترتب عليه في الوقت الذي تحاول حركة حماس الخروج بذاتها من دائرة وصمة الإرهاب ، وتحاول أيضا ً معالجة الوضع الإنساني المتدهور في غزة والذي بات يهدد بالإنفجار في وجه الجميع.

ومع هذا ، فإن أحدا ً لا يستطيع إعفاء حركة حماس من المسؤولية عن وقوع هذا الإعتداء لأنها ببساطة هي التي تتحمل مسؤولية الأمن في قطاع غزة وتتحكم بالأجهزة الأمنية العلنية والسرية. وكان على حماس وبحكم هذه المسؤولية ، واعتبارا ً من اللحظة التي عرفت فيها متى سيصل الحمد الله إلى غزة إن تقوم بفحص وتأمين وتعزيز الحراسة الأمنية والعسكرية على طول الطريق الذي سيسلكه الحمد الله والأماكن التي سيتواجد فيها.

فوقوع هذه الجريمة تحت سمع وبصر حماس يشكل فشلا ً ذريعا ً لأجهزتها الأمنية ، ويقدم الدليل على ان هذا الفشل لا يتحمل فقط مسؤولية ما حدث أمس وإنما يتحمل مسؤولية انتشار الجريمة بكل أشكالها وعلى نطاق واسع في القطاع لخلل جذري موجود في أداء الحركة يتطلب علاجا ً جذريا ً لا يمكن أن يتوفر إلا بعودة الشرعية لممارسة دورها بالكامل وبكل حزم.

والذين حاولوا بالأمس اغتيال الحمد الله هم الجهة المستفيدة من استمرار الإنقسام والصراع الداخلي الفلسطيني ومثل هذه الجهة لا يمكن أن تكون فلسطينية بأي شكل من الأشكال والجواب على التساؤل عن هوية هذه الجهة يكمن في السؤال: من المستفيد !

وفي جميع الأحوال ، فإن زيارة د. رامي الحمد الله لغزة تكتسب أهمية خاصة لأنها تتم في نفس الوقت الذي يعقد جرينبلاط وكيشنر اجتماعا ً في البيت الأبيض لبحث ما أسموه كيفية مواجهة وحل المشاكل التي يواجهها قطاع غزة . والزيارة بحد ذاتها تشكل ردا ً بالفعل لا بالكلام على كل من يتباكى على الحالة الإنسانية في القطاع ويزعم الحرص على حلها ويحاول اختزال مشكلة القطاع في مشاريع إنماء متجاهلا ً أن المشكلة الأساسية في القطاع وفي كل فلسطين هي وجود الإحتلال واستمراره في نهب خيرات فلسطين والتنكيل بشعبها ، وإلى أن يزول الإحتلال فلن تكون هناك فرصة لأية حلول تجميلية تنظر إلى الشكل وتتجاهل الجوهر.

ومحاولة الإغتيال الفاشلة ضد رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله والوفد المرافق له هي أيضا لها دلالاتها لأنها تعكس حقيقة أن أعداء المصالحة لن يسلموا ولن يستسلموا بل ماضون في جهودهم ليس فقط لتعطيل المصالحة بل لتفجير الوضع الداخلي الفلسطيني ودفعه نحو المزيد من التشرذم والتفكك وتفجير الصراعات. والرد الحقيقي عليهم هو الإسراع في خطوات تحقيق المصالحة ورأب الصدع وتوحيد الكلمة والموقف . والمطلوب اليوم هو تشكيل لجنة تحقيق فورية تضم كل العناصر والفصائل لكشف هوية الجناة وفضح من يقف من وراءهم وإيقاع أشد العقوبة بهم.