الجمعة 29، مارس 2024
10º
منذ 4 سنوات

عميل إسرائيلي يُفجِّر أزمة خطيرة في لبنان!

عميل إسرائيلي يُفجِّر أزمة خطيرة في لبنان!
حجم الخط

شبكة وتر-إسم العميل: عامر الفاخوري وكنيته "جَزّار الخِيام", و"الخيام" هو السجن الشهير الذي خصّصته إسرائيل بعد احتلالها جنوب لبنان إثر غزو العام 1982 لسجناء المقاومة, الذين تصدّوا للاحتلال رفضاً وتحدّياً اضطر بعدها المحتلون الصهاينة للهرب في 25/5/2000 دون "إجبار" لبنان على توقيع اتفاقيات او بروتوكولات وغيرها من "تفاهمات" صهيونية مع بعض العرب, مُقابِل الحصول على "فتات" سياسية أو أمنية لا قيمة لها على أرض الواقع, إضافة الى ارضاء "الأم الحنون" واشنطن.



عامر الفاخوري كان مديراً "عسكرياً" لسجن الخيام، وهو اشتُهِر بساديته وتعذيبه وخصوصاً إذلاله للسجناء رجالاً ونساء, ولم يُوفّر أي وسيلة تعذيب او مسّ بكرامة السجناء والحط من إنسانيتهم إلاّ واستخدمها, حتى ان مُشغّليه الصهاينة كانوا "يتواضعون" أمام قسوته, وقدرته على إفراغ كل أحقاده في أجساد ونفوس أبناء جلدته, حد تصفيتهم جسدياً وإزهاق أرواحهم تحت التعذيب.

الفاخوري وبعد هروب أسياده المُحتلين شارَكهم الهرب ومكث في دولتهم ردحاً من الزمن, الى حين "هجرته" للولايات المتحدة واكتسابه جنسيتها ومحتفظاً بجنسيته اللبنانية. الى ان "حطّ" في مطار بيروت ايلول الماضي, وقيل بل تأكّد ان عودته الى لبنان كانت بـ"رعاية رسمية".

بمعنى ان جهات رسمية طمأَنته الى ان ضررا لن يلحق به, رغم انه مطلوب من القضاء اللبناني, وثمة اكثر من مذكرة اعتقال بحقِه, مِن قِبل الجهات ذات الصلة بمتابعة ملف العملاء "الضخم".

ما ان تسرّب خبر وصول عامر الفاخوري الى لبنان, حتى "استنفَرَ" معتقلو سجن الخيام وأهالي ضحاياه من مختلف الطوائف والمذاهب, وخرجت مسيرات احتجاجات وغضب تُنادي وتطالب بإعدام العميل والإقتصاص منه وفق القانون، بالتوازي مع ذلك كُله كانت الولايات المتحدة عبر سفارتها ومبعوثيها ومدير محطة (CIA) في بيروت, يضغطون على السلطات اللبنانية بمختلف مستوياتها ويُهددون بفرض عقوبات عليهم حال لم تطلق الفاخوري, ناهيك عن "الأحبولة" التي رُتبَت للفاخوري عبر إدعاء الإصابة بالسرطان، ومكوثه بالتالي في مشافي ومصحات عديدة, وخصوصاً "عدم" التحقيق معه لأسباب صحية, دون ان يعرف احد مكان وجود العميل الاسرائيلي, ولا حقيقة إصابته بالسرطان من عدمها.



ازاء الحال المُسربلة بالغموض في أوضاع الفاخوري, جاءت المفاجأة الصاعقة الاثنين الماضي بإطلاق الفاخوري دون قيد او شرط, بذريعة "مرور الزمن العشري" على التُهم المُوجهة اليه, ما عنى مغادرته البلاد قبل اغلاق المجال الجوي اللبناني اليوم الاربعاء. ولم يكن الحُكم ولا التوقيت صدفة بل مقصودان بذاتهما ولذاتهما, وبما يعكس وجود صفقة مُتعددة الاطراف, انخرطت فيه قوى في السلطة وأجهزتها وجهات خارجية عديدة...في مقدمتها واشنطن.



ردود الافعال الغاضبة التي ما تزال تتوالى على قرار المحكمة, تشي بأن تصدعاً جديداً اصاب بُنيَة "عهد" الجنرال عون, رغم كل ما كان يقال عن السيادة والاستقلال وغيرها من مهرجانات الزجل اللبناني, في وقت تتصاعد دعوات انصار حزب الله (حليف عون) اليه للتحرّك ووقف المَهزلة, لتجنّب تداعيات القرار الكارِثيّة...عليه.



المصدر:
عن "الرأي" الأردنية