الجمعة 29، مارس 2024
10º
منذ 4 سنوات

المكتباتي

المكتباتي
حجم الخط

شبكة وتر- لم تمر سنواته بسلاسة، هكذا أكد خلال جلستنا داخل مكتبته الخاصة شمالي بنغازي، كان الوقت يشير الى منتصف الليل، جالسين بين الأرفف الثقيلة، الكتب تبدو بأغلفتها تحت الأضواء الخافتة كحرس ديكتاتوري، فيما أخذ البحر يهدر من وراء عتمة الهدوء. كان يعيد ترتيب قطع حياته منذ ولادته الأولى. تحت الضوء الخافت. 
كان حديثنا. المجلدات صامتة، بأغلفتها الجلدية ذات الأحرف المذهبة التي تتراقص فيها الأضواء المنسابة من الطريق عبر نافذة المكتبة أو من المصباح المتدلي من السقف الرطب للممر الجانبي الذي يقود إلى صالة القراءة، رقصات الضوء ناعمة.

***

لم أكن قادراً على فهم تلك الضحكات، لكنني مع الوقتْ بدأتُ افهم تلك التحولات المفاجئة في طبعه، كنتُ أقبض على مواضيعه عقب الضحكات ثم أبحث ضمن مذكراته الشخصية سراً، حين يكون غائباً لسبب ما، أكون داخل غرفته، أبحث في مذكراته. فعلتُ ذلك عقب إحدى الجلسات، عندما انتهينا من أحاديث متفرقة حول قصص مضحكة عن سقوط الزعماء، روى قصة قديمة عن سقوط احد رجال الملك اثناء احدى الاجتماعات، داخل مطعم توسكاني في طرابلس. بعد مدة طويلة كنت أبحث عن سند لتلك الحادثة حين وجدتُ تلك القصة متفرقة ضمن عشرات الصفحات، مرقونة في أوراق ذات صفرة باهتة، ضمن ملفات مختلفة، إنما يوحدها ملف واحد، لا شك بأنها مسودات ما قبل النشر، أو ما قبل التبيض الأخير، مع ذلك لم أجد النسخة النهائية من النص مطلقاً إلا بعد مدة طويلة، فوجدتُ الحادثة التي تحدث عنها المسن ممتزجة بشيء من السيرة الذاتية 

اقرأ أيضا
الشيطان يحكي
الشيطان يحكي
السراب
السراب