السبت 20، إبريل 2024
18º
منذ 5 سنوات

فقد بصره ووظيفته فحوّل منزله لمصنع أحذية

فقد بصره ووظيفته فحوّل منزله لمصنع أحذية
حجم الخط

شبكة وتر-حسن خليل كفيف سوداني يبلغ من العمر 36 عاما، قرر أن يتحدى إعاقته وامتهن صناعة الأحذية الجلدية والطبية داخل منزله المتواضع غرب مدينة أم درمان في العاصمة الخرطوم.

قبل عشرة أعوام، فقد حسن بصره بالكامل بسبب خطأ طبي وخسر معه وظيفته، حيث كان عاملا في إحدى الشركات الهندسية في الخرطوم، ورأت الشركة حينها أنه أصبح غير لائق طبيا وسرّحته دون أن تؤمّن له بديلا يناسب وضعه الجديد.

يروي خليل للجزيرة نت أنه لم يحزن على ما أصابه من فقد البصر والوظيفة، وعلى الفور قرر الولوج إلى مهنة صناعة الأحذية، ولا سيما أنها استهوته ونجح في تعلم مهاراتها سابقا من بعض أقاربه العاملين في المجال.

حوّل خليل منزله المتواضع إلى مصنع تجد فيه أدوات العمل والمواد الخام، وقد وُضعت بعناية فائقة جعلت الوصول إليها وتحسسها أمرا سهلا.

مسمار ومنشار صغير ومجموعة من المواد اللاصقة والجلود والكرتون، أدوات تمكّن حسن من صناعة الأحذية النسائية والرجالية والطبية.

ألوان زاهية وتصميمات مختلفة ودقة متناهية، تلك سمات بارزة لما تصنعه أنامل حسن من أحذية نجح في تسويقها وإيجاد أماكن لها ضمن معروضات السوق الكبير بأم درمان، كما أنه يستقبل في منزله التجار وسكان الحي الراغبين في منتوجاته.

التسويق بالخارج

ويقول للجزيرة نت إنه نجح في إيصال كمية محدودة من منتوجاته إلى السوق السعودي عندما ذهب إلى هناك معتمرا وتفاجأ بنفادها، وهو ما اعتبره مؤشرا على نجاح صناعته في الخارج.

ويضيف أن ضيق اليد وغياب الدعم يظلان عائقا أمام طموحاته في تكرار التجربة رغم نجاحها.

لكن صناعة خليل لم تسلم من الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي ضربت السودان، فقد أثرت سلبا عليه بالنظر إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وغياب الدعم والرعاية الحكومية لمشاريع المكفوفين، مما قاده للتفكير في بدائل تسنده.

ويروي أنه اتجه حديثا نحو صهر النحاس بطرق تقليدية لصناعة الأواني المنزلية وعصي المكفوفين، إلى جانب عمله في صناعة الأحذية التي تراجع الطلب عليها بسبب زيادة تكاليف الإنتاج وارتفاع أسعارها.

ويأمل خليل في أن تعينه هذه الخطوة على تلبية احتياجات الحياة، حيث يعيل زوجته وطفليه وينتظر مولودا جديدا.

وطالب الحكومة بتشجيع العاملين في المهن المختلفة من المكفوفين والمعاقين، ولا سيما في ظل تصاعد الأسعار.