الخميس 25، إبريل 2024
18º
منذ 5 سنوات

كيف نتصرف إذا لم يرغب الطفل في الأكل؟

كيف نتصرف إذا لم يرغب الطفل في الأكل؟
حجم الخط

شبكة وتر-كيف نتصرف إذا لم يرغب الطفل في الأكل؟ يشغل هذا السؤال بال الكثير من الآباء، والجواب لدينا.

تقول أخصائية التغذية الكندية جونيفييف أوكلمان إنه قبل كل شيء يجب تحديد الأسباب التي تقف وراء امتناع الطفل عن الأكل، سواء أكان ذلك لعدم إحساسه بالجوع أو لأنه لا يحب الطعام الذي نقدمه له.

وقالت أوكلمان "إذا لم يشعر الطفل بالجوع، فيجب احترام ذلك وعدم إرغامه على تناول الطعام، وإلا سيتسبب ذلك في تدهور قدرته على التحكم في شهيته".

ويجب أن يأخذ الوالدان بعين الاعتبار حقيقة أن الشهية تختلف من طفل لآخر، وإذا لم يكن الطفل جائعا فيجب أن يبقى جالسا مع العائلة حول طاولة الطعام ويتحدث عما قام به في يومه مثل باقي الأفراد.

وأفادت أوكلمان بأنه إذا تواصل انعدام الشهية لدى الطفل ليلة بعد ليلة، فيجب أن نبحث بعيدا لكي نكتشف الأسباب، إذ يمكن أن يكون السبب أن الوجبة المقدمة له في النهار كبيرة وسببت له التخمة، لذلك يجب تعويض بعض الوجبات بالفاكهة مثلا.

ومن بين الأسباب الأخرى شرب الطفل للكثير من العصير قبل وقت الطعام، وفي هذه الحالة يمكن تعويده على شرب الماء عوضا عن العصير. وقد يكون فقدان الشهية نتيجة عدم ممارسة الرياضة، وذلك وفقا لموقع قناة "كنال في".

وأشارت أوكلمان إلى أنه إذا قرر الطفل عدم تناول الطعام، فيجب على الوالدين أن يقنعاه بأن يتناول هذه الوجبة مع العائلة لأنه قد حان وقتها. أما إذا أحس بالجوع ليلا، فإن ذلك لن يؤثر سلبا على نموه. وبعد مضي ليلتين أو ثلاث، سيعتاد الطفل على تناول الطعام مع العائلة.

وأكدت أخصائية التغذية الكندية أنه إذا رفض الطفل تناول الطعام فقد يعزى ذلك إلى أن الطعام المُقدم له لم يرقه. ولتجنب ذلك يجب عرض من 10 إلى 15 نوعا مختلفا من الطعام على الطفل.

ولفتت أوكلمان إلى أنه يجب أحيانا أن نكون عنيدين مع الطفل ونواصل عرض نفس نوع الطعام عليه عندما يحين وقت الغداء، دون أن نفرض عليه تناوله بالقوة. في المقابل، يجب أن نشجعه على تذوق هذا الطعام دون أن نضغط عليه أو نجبره، وبذلك نترك له قرار اختيار الوقت المناسب لتناول هذا الطعام.

وقالت إن بعض الأطفال يقبلون على تناول الطعام من الوهلة الأولى، بينما يحتاج آخرون إلى الوقت من أجل التعود على هذا الطعام الذي يراه غريبا. وفي البداية يكتشف الطفل الطعام عبر حاسة البصر، ثم حاسة الشم، ومن ثم حاسة اللمس، قبل أن يتذوقه.

وأكدت أن الضغط الوحيد الذي يمكن أن يسلطه الطفل على والديه يتمثل في عدم تناول الطعام، فإذا أحس أن هذه الطريقة تجذب انتباه والديه فسيواصل فعل ذلك. وفي هذه الحالة، يجب على الآباء أن لا يستعملوا لغة التهديد أو الابتزاز، وأن يبقوا ثابتين على قرارهم، لأن ذلك سيساعد الطفل على تجاوز مشاكله في التغذية.

وذكرت أوكلمان أنه يمكن تشجيع الطفل على تناول الطعام عبر التلاعب بمخيلته من خلال رسم أطعمة مختلفة في صحون. ويمكن أن ندعوه إلى تحضير مائدة الطعام منذ صغره، حيث سيحس بالفخر لأنه يساعد العائلة، الأمر الذي سيفتح شهيته للأكل، كما سيساعده على تحديد مختلف مكونات الأطعمة التي حضرها مع العائلة.

ولكن، إذا كان لا يحب مكونات الطبق بأكمله، فهل نتركه بلا أكل؟ أجابت أخصائية التغذية بنعم، نتركه بلا أكل، على الرغم من أن هذا الأمر يبدو قاسيا نوعا ما على الوالدين. ولكن الأمر الأسوأ يتمثل في أن معظم الآباء يقعون في الفخ ويقدمون الطعام الذي يفضله أطفالهم. ومن النادر أن يكره الطفل حقا طعاما معينا.

كما أكدت الأخصائية الكندية أنه يجب أن نقلق على أطفالنا عندما يحسون بالتعب نتيجة عدم تناول الطعام، أو عندما يتخلون عن ممارسة أنشطتهم اليومية المعتادة. وفي هذه الحالة، يجب استشارة طبيب أو أخصائي تغذية ليقيم نموه الطبيعي ويقدم نصائح وقائمة بالأطعمة التي يجب أن يتناولها الطفل.

خلافا للطفل، فإن المراهق حساس جدا من ناحية الصحة، وهو أكثر إدراكا لأهمية تناول الطعام. ويمكن أن نشرح له الفوائد التي توفرها بعض الأطعمة للصحة، مع الحرص على عدم معاملته معاملة الطفل.