الخميس 25، إبريل 2024
10º
منذ 4 سنوات

إلغاء التخفيض الإداري عن الأسرى (المنهلي) يُبدد انتظار وترقب عائلاتهم

إلغاء التخفيض الإداري عن الأسرى (المنهلي) يُبدد انتظار وترقب عائلاتهم
حجم الخط

شبكة وتر- أدخل إلغاء سلطات الاحتلال للتخفيض الإداري أو ما تسميه إدارة سجون الإحتلال "المنهلي"، وهي عبارة عن أيام يتم خصمها من مدة حكم الأسير ضمن معادلة تعتمدها إدارة السجون، أدخل ذلك عائلات الأسرى في حالة قلق وفوضى من مشاعر الترقب وهم ينتظرون إخلاء أبنائهم، حيث تعمد سلطات الإحتلال لترك الباب موارباً، ويتم الإفراج بدون موعد محدد.

عائلة نعالوه من ضاحية شويكة شمال طولكرم، واحدة من العائلات التي عاشت لحظات القلق والترقب هذه وهي بانتظار الإفراج عن الأسيرة الوالدة وفاء مهداوي، والاسير وليد نعالوه (رب الأسرة).

وتقول المحاضرة في جامعة النجاح فيروز نعالوة، شقيقة الشهيد أشرف نعالوه: "الاحتلال ينتقم منا بشكل مباشر من خلال أمور مختلفة، فقد تم هدم المنزل واعتقل والدتي المريضة وفاء مهداوي (55 عاماً) وأخضعها للتحقيق، وكنت أنا وأمي ووالدي وشقيقي جميعاً في التحقيق في وقت واحد، وبعد شهر من العذاب أفرج عني، وصدر بحق أمي حكم بالسجن لمدة 18 شهراً، ودفع غرامة بقيمة 45 الف شيقل، وانتظرنا موعد الإفراج عنها في التاسع عشر من آذار الماضي، لكن المفاجأة كانت بانهم ألغوا (المنهلي) في التعامل مع حالتها، وتم تأخير الإفراج عنها حتى السادس عشر من نيسان الجاري. كانت اللحظات قاسية ونحن نتخيل مشهد الإفراج عنها، إلا ان الاحتلال مارس عنصريته حتى اللحظة الأخيرة".

وتضيف: "في المحطة الثانية، انتظرنا الإفراج عن والدي الأسير المسن وليد نعالوه بعد 17 شهراً من السجن ودفعه غرامة مالية، كان الموعد في الثامن من نيسان الجاري، وفي هذه المرة أيضاً تم تأجيل الافراج عنه حتى العشرين من أيار المقبل، بحجة الغائهم المنهلي، وسنبقى نعيش حالة ترقب حتى ذلك التاريخ. أما شقيقي أمجد الذي صدر بحقه حكم بالسجن 24 شهراً، وردفع غرامة مالية باهظة قدرها 70 الف شيقل، فانه سينهي في الأول من أيلول المقبل حكمه، ويبدو أن ذات الإجراء سيطبق بحقه أيضاً".

لم تكن عائلة نعالوه الوحيدة هدفا لهذا النوع من "الانتقام" المتمثل بالغاء "المنهلي" كوسيلة للضغط على الاسرى وعائلاتهم عبر شتى السبل، فمعظم عائلات الأسرى في الأونة الأخيرة عاشت قلق الانتظار بعد تأجيل مواعيد الإفراج عن أبنائهم بذات الاسلوب.

ويقول المحامي وسام اغبارية من أم الفحم:"الغريب في الغاء المنهلي أنه جاء مع انتشار وباء كورونا، لا سيما وانه تم في ظل هذه الظروف الإفراج عن السجناء الجنائيين الخطيرين على المجتمع، ولم يشمل هذا الإجراء الأسرى الفلسطينيين. هذه معاملة تظهر فيها العنصرية، ومع الإفراج عن السجناء الجنائيين فقد انخفض عدد المعتقلين العام في دولة الاحتلال، ما جعل مدراء إدارة السجون يقدمون على الغاء المنهلي بحق الأسرى الفلسطينيين بزعم عدم وجود اكتظاظ في السجون. ومن الذين تم تأخير الإفراج عنهم من الأسرى الفلسطينيين كبار السن، المهددين أكثر من غيرهم بفيروس كورونا، فإدارة السجون لا تأبه لوضع الأسرى من كبار السن، والمرضى والأطفال في ظل جائحة كورونا، بينما تهتم بالسجناء الجنائيين لديها".

وقال الإعلامي د. أمين ابو وردة من نابلس، مدير موقع أصداء الإعلامي، وهو أسير محرر: "التلاعب في موعد الإفراج عن الأسرى هو تلاعب خطير في مشاعرهم ونفسياتهم وكذلك بمشاعر ونفسيات عائلاتهم، فأي تأخير يعني انتكاسة مشاعرية وإحباط نفسي، وجهاز المخابرات الاسرائيلية يتعمد هذه الأساليب لعلمه المسبق بقدسية موعد الإفراج عن الاسرى لديهم وعند عائلاتهم التي تنتظرهم".

وقال المحرر د. نصر شريم المحاضر في كلية الصيدلة في جامعة النجاح وصهر عائلة نعالوة: "لقد عشنا لحظات صعبة بعد تأخير الإفراج عن والدة زوجتي، الأسيرة وفاء مهداوي، وقبل أيام تكرر المشهد مع والد زوجتي الأسير وليد نعالوة، فالكآبة كانت تخيم على البيت، حتى أن أولادي الصغار عندما سألوا عن جدهم وجدتهم لم يكن لدي جواب على تساؤلاتهم، فهم لا يعرفون المنهلي، فهي كلمة لا يعرفها إلا من عاش الأسر وتفاصيله القاسية".

يشار أن أكثر من خمسة آلاف أسير وأسيرة يقبعون في سجون الاحتلال، وفي مراكز التحقيق الاسرائيلية، وقد أضاف انتشار فيروس كورونا، المزيد من القلق على مصيرهم، من السجن والمرض.