الثلاثاء 23، إبريل 2024
10º
منذ 3 سنوات
قبل 25 مليون عام

دلافين ضخمة مفترسة كانت تهدد محيطات الأرض

دلافين ضخمة مفترسة كانت تهدد محيطات الأرض
حجم الخط

شبكة وتر-تمكن العلماء من تحديد هيكل عظمي شبه كامل لسلف دولفين طويل طوله 4.8 أمتار كان يعيش فيما تسمى اليوم ولاية كارولينا الجنوبية بالولايات المتحدة خلال العصر الأوليغوسيني، أي منذ نحو 25 مليون سنة.

يعتبر هذا الدولفين المفترس العلوي -وهو الحيوان الذي يكون في أعلى السلسلة الغذائية ولا توجد له مفترسات طبيعية- الأول الذي يعتمد على تحديد المواقع بالصدى، إذ تعتمد الدلافين والحيتان على الأنظمة الصوتية المرتكزة على الصدى لتحديد المواقع.

وهذا الدولفين حجمه كبير، ولديه أنياب كبيرة مثل الأسنان، ويظهر قدرة على التغذية والصيد بسرعة كبيرة مثل حوت الأوركا، وهو حوت قاتل مسنن ينتمي إلى عائلة الدلافين المحيطية، وهو أكبر عضو فيها.

وترتكز أهمية هذا الاكتشاف في أنه يساعد العلماء على فهم أفضل لكيفية تطور الميزات الفريدة مثل الزعانف ودفع الذيل لنوعين من الحيتان، وهي الحيتان المسننة، وتضم 73 نوعا، والحيتان البالينية، وتتميز بوجود صفائح بالينية تعمل على تصفية الغذاء داخل أفواهها.

وفي عام 1990 تم العثور على الهيكل العظمي لأسلاف الدلافين من نوع "أنكيلوريزا تيديماني" (Ankylorhiza tiedemani)، غير أن تصنيفه كان خاطئا في البداية، وكانت المرة الأولى التي يتم فيها تحليل الهيكل العظمي شبه الكامل، مما يساعد على فهم أشمل لرتبة الحيتان.

وقد نشرت نتائج دراسة هذا الهيكل في دورية كارنت بيولوجي Current Biology، وتناولها تقرير لموقع ساينس ألرت Science Alert في 12 يوليو/تموز الماضي.

يرتكز أحد المعطيات الأساسية لهذا الاكتشاف على أن العديد من سمات الهيكل العظمي -ومنها شكل الجمجمة والذيل وعظام الزعنفة وشكل الأسنان في كل من الحيتان المسننة والبالينية- قد تطورت بالتوازي وبشكل منفصل عن بعضها البعض بسبب تشابه البيئات المائية التي تعيش فيها.

ويشير المتخصص في علم الإحاثة في كلية تشارلستون (College of Charlston) في ولاية كارولينا الجنوبية روبرت بوسنكر إلى أن درجة التشابه بين الحيتان البالينية والدلافين في كافة القدرات على التكيف على السباحة حدثت بشكل مستقل بشكل فاجأه.

ومنذ نحو 23 مليون سنة انتهى عصر الدولفين العملاق كمفترس قديم بانقراضه، ومنذ ذلك الحين أخذت الحيتان والدلافين الأخرى بالتناوب، غير أن اليوم يعتبر حوت الأوركا الحوت الوحيد الذي يعتمد على الصدى لتحديد المواقع، وهو أيضا من المفترسات العليا.

ولا ترتكز روعة هذا الاكتشاف على الاعتقاد بأن حوت الأوركا الشرس والدولفين الحديث الوديع يرتبطان ارتباطا وثيقا، بل أن الدولفين المنقرض أنكيلوريزا كان يتغذى منذ عشرات ملايين السنين بطريقة مشابهة لحوت الأوركا اليوم.

ويقول بوسنكر إن "الحيتان والدلافين لديها تاريخ طويل ومعقد لا تظهره الأنواع الحديثة، وقد بين السجل الأحفوري هذا المسار الطويل المتعرج، ويمكن للأحافير مثل أنكيلوريزا أن تساعد في فهم ما حصل".

ويضيف بوسنكر فيما نقله تقرير ساينس ألرت "بما أن مجموعة المتغذيات بالترشيح (مثل الحيتان البالينية) والمجموعات التي تعتمد على الصدى تطورت في البدء في العصر الأوليغوسيني، وبما أن مواقع الثدييات البحرية كانت نادرة في ذلك الوقت في العالم فإن أحافير تشارلستون توفر النافذة الأكثر اكتمالا للتطور المبكر لهذه المجموعات".