الأربعاء 24، إبريل 2024
18º
منذ سنة

المعلمتان "قزعاط" و"رمضان" تفوزان بجائزة أفضل 10 معلمين بفلسطين

المعلمتان
حجم الخط

شبكة وتر-عبر تطبيق "دليل مدن فلسطين السياحي" على الهاتف المحمول، تستعد المعلمة لندا رمضان (42 عامًا) داخل فصلها غرب مدينة غزة للسفر بالطالبات إلى المدن الفلسطينية التي لم يزوروها في حياتهم من خلال التطبيق الذي يُعرّف الطلبة بمدن وجغرافية فلسطين الموجودة في المنهاج بأسلوب سهل ومبسط.

وتقول "رمضان"، "أعمل في مهنة التدريس منذ 18 عامًا، حيث تم ترشيحي من خلال مديرية غرب غزة للمشاركة في المسابقة نتيجة المبادرات والإنجاز التي نفذتها وأثرها على الطلبة، ومن ثم طلبت وزارة التربية والتعليم عرض ملف الإنجازات لتقييمها".

وتتابع أن الوزارة شكلت لجنة تقييم مكونة من الاتحاد الأوروبي واليونسكو ووزارة التربية والتعليم العالي في رام الله، وذلك للمعلمين المشاركين في مسابقة المعلم المبدع، التي تقدم لها 300 معلم وتم اختيارهم بناء على إنجازاتهم التعليمية وطرق التدريس، وجاءت ضمن عشرة معلمين فائزين في المسابقة.

وتُوضح "رمضان" أن مبادرتها الأولى كانت عبارة عن تطبيق أسمته (دليل مدن فلسطين السياحي)، حيث يشمل 21 مدينة فلسطينية، لافتةً أنها استعانت بمبرمج لتصميم التطبيق من أجل تجهيزه وتوفير المعلومات وملاءمتها لجميع فئات المجتمع.

وتُبيّن أن فكرة التطبيق ولدت نتيجة صعوبة حفظ الطلبة للمدن لضخامة المنهاج التعليمي، حيث أن التطبيق سهل متابعة العملية التعليمية للطلبة بشكل كبير، منوهة إلى أنها عملت على جمع المعلومات حول المدن الفلسطينية من مراجع وكتب متخصصة من أجل تدقيق كافة المعلومات.

وتُشير إلى أن التطبيق يساعد الطلبة التعرف على المدن الفلسطينية ومشاهدتها عن قرب وكأنهم يسافرون عبر المدن المحرمون من زيارتها؛ نتيجة وجود الاحتلال الإسرائيلي.

وتذكر المعلمة "رمضان" أنها استعانت بصور للمعالم الفلسطينية لإضافتها على التطبيق ليكون شاملًا للطلبة، موضحةً أن أي تطبيق أو لعبة يحتاج إلى حبكة، حيث أضافت الأسئلة لكل مدينة فلسطينية للانتقال إلى المدينة الأخرى، وكأنها لعبة تجذبهم للاستمرار والتعرف على المدينة التالية".

وتستطرد أن التطبيق لا يقتصر على طلبة المدارس فقط، حيث نشرت رابط التطبيق بعد فوزها بالمسابقة لجميع الفئات لتعريفهم بهذه المدن. وأردفت أن التطبيق لاقى رواجاً في الدول العربية، ومن ذلك تونس وقطر للتعريف بالمدن قبل زيارتها.

وتؤكد "رمضان" أن الدراسة عبر التطبيق أسهل بكثير في حفظ المعلومات عن المدن الفلسطينية من الكتب المنهجية، وتساعد الطلبة على تحصيل معدلات عالية.

وتضمن التطبيق خرائط وكتبًا تفاعلية، فيما أطلقت "رمضان" مبادرة لكيلا ننسى، وعقدت مجموعة من ورش العمل لتدريب المعلمين على رسم الخرائط الكنتورية في علم الجغرافيا، والمواد الإثرائية مثل بنك الأسئلة وأطلس الجغرافيا.

من جانبها، تُعبر الطالبة رؤى الحلو عن إعجابها في تطبيق الدليل السياحي للمدن الفلسطينية، وقالت "التطبيق ساعدنا على التعرف على المدن والمعالم التاريخية، خاصة أننا لم نسافر إلى هذه المدن من قبل،" وتابعت أن الدراسة عبر التطبيق سهلت حفظ ومتابعة المادة مقارنة بالكتب المدرسية.

وتُشير "الحلو" إلى أنها تعرفت على مدن لم تسمع بها قبل ذلك، مضيفة أن التطبيق يجذبهم للاستمرار في التعلم وحفظ المدن والمعالم الفلسطينية بشكل أسرع.

كيمياء مبسطة..

في زاوية أخرى تقف المعلمة نسرين قزعاط (31 عامًا) داخل مختبر المدرسة شرق غزة، وذلك لشرح مادة الكيمياء للطالبات بطريقة إبداعية وبسيطة، وذلك بعد تحقيقها الفوز في المسابقة عن مبادراتها ونشاطاتها المتميزة في تدريس الكيمياء لطلبة المرحلة الثانوية.

وتعتمد "قزعاط" في شرحها لمادة الكيمياء على الطرق اللامنهجية كونها أبسط في إيصال المعلومات، مشيرة إلى أنها شاركت في المسابقة المخصصة لتكريم أفضل المعلمين على مستوى الوطن في يوم المعلم العالمي، وذلك عبر وزارة التربية والتعليم، حيث تم عرض أعمال وانجازات جميع المتقدمين وأثرها على الطالبات والمجتمع .

وتتابع أنها فازت بالمسابقة كونها تعتمد على توظيف العديد من الأساليب التدريسية لتبسيط المنهج التعليمي، منها المسرح، لعب الأدوار، الواقع المعزز، المحاكاة في الكيمياء، تشجيع الطالبات على إنتاج المجسمات والمشاريع العلمية، والشراكة والتوأمة العلمية.

وتُضيف "بعد فيروس كورونا واجهنا عزوف للطلبة عن التخصص في الفرع العلمي؛ نتيجة وجود فقد تعليمي لديهم، فكانت الأنشطة اللامنهجية وسيلة لإعادة نشاط الطلبة وتشجيعهم على البقاء في الفرع العلمي لتسهيل إيصال المعلومات."

وتُوضح أن مادة الكيمياء "جافة"، وتحتاج إلى أساليب متنوعة لتوصيل المعلومات للطالبات من خلال التجريب والمشاركة، ومن ذلك تنفيذ عدة مبادرات تعليمية، منها كن كيميائيًّا، حياتنا كيمياء، بيئتي مدرستي، الحديقة المائية، مشروع الاستزراع السمكي، ومبادرة آية وقيمة.

وتم تكريم المعلمتين لندا رمضان ونسرين قزعاط من قبل وزارة التربية والتعليم بمشاركة ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين بعد فوزهما بجائزة أفضل 10 معلمين على مستوى فلسطين للعام 2022، وهي مسابقة نظّمتها الوزارة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي واليونسكو، حيث فاز في تلك المسابقة أيضاً 8 معلمين من الضفة الغربية.