تاريخ النشر: 2018-12-07 10:30:46

محللون: كسبنا الجولة لكن نحتاج لإعادة ترميم علاقاتنا الدولية

 محللون: كسبنا الجولة لكن نحتاج لإعادة ترميم علاقاتنا الدولية

شبكة وتر-قال محللون سياسيون صباح اليوم، إن فشل الولايات المتحدة الأمريكية في تمرير مشروع قرار يدين حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة يمثل كسبًا لجولة المواجهة الدبلوماسية مع الاحتلال ومناصريه.

إلا أن هؤلاء أضافوا في منشورات مستقلة على حسابتهم في فيسبوك أن حصول مشروع القرار على موافقة 87 دولة يحتاج إلى وقفة جادة من أجل إعادة ترميم علاقاتنا الدولية (كان القرار يحتاج غالبية ثلثي أصوات الجمعية لاعتماده).

ويعد تفعيل الدبلوماسية الفلسطينية الرسمية وطاقات شعبنا الفلسطيني في الخارج مطلبًا أساسيًا لشعبنا الفلسطيني، لمواجهة الدبلوماسية والدعاية الإسرائيلية التي تدعمها لوبيات أمريكية ودولية.

وقال المحلل السياسي إياد القرا إن: "أمريكا فشلت في تمرير القرار؛ لكن نجحت في طرح القضية والحصول على دعم كبير من الأصوات مقارنة بالدعم المقدم للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة".

وأوضح القرا أن "إسرائيل" فشلت في الحصول على ثلثي الأصوات؛ لكنها نجحت في الأغلبية 50+1، وهي تعد فرصة لطرح وجهة نظرها. إلا أنه أشار إلى أننا كسبنا جولة، والأهم أن نعيد ترميم علاقاتنا الدولية، حتى لا نخسر غيرها.

وقال: "حماس نجحت في الإفلات من القرار، لكن لديها الكثير لتفعله في علاقاتها الخارجية، فمن صوّت لم يصوت لحماس والمقاومة، بل صوت لصالح القضية الفلسطينية وليس المقاومة".

وتابع القرا: "السعودية كممثل للعرب، والسلطة، فشلتا في طرح وجهة نظرهم، فمن صوت ليس لقناعته بهم بل جزء معارضة للولايات المتحدة، والاحتلال".

من جانبه، أشار المحلل السياسي مصطفى إبراهيم إلى أن شعور الخيبة والإحباط والهزيمة يحول الإنجازات البسيطة إلى انتصارات كبرى (في إشارة لتفاخر الدبلوماسية الفلسطينية بإفشال القرار، حسب قوله).

وأورد إبراهيم تعليق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على مقترح الإدانة بالقول: "وقفت أغلبية ساحقة من الدول ضد حماس، لم نحقق أغلبية الثلثين، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تصوت فيها أغلبية الدول ضد حماس".

وتعليقا على ذلك، قال إبراهيم: "صحيح فشلت الولايات المتحدة الأميركية، في تمرير المقترح ولكنه في ميزان إسرائيل نجاح، ويعبر عن تراجع في مواقف كثير من الدول التي كانت تساند وتقف مع الحق الفلسطيني".

وشدد على أن ذلك يعد دليلًا على عجز ليس الدبلوماسية الفلسطينية، إنما شيخوخة النظام السياسي الفلسطيني، وعدم قدرته على النظر فيما ما يجري حوله من تحولات في مواقف دول عربية وروسيا والهند والصين وافريقيا والبرازيل.

أما الباحث في العلوم السياسية خالد النجار، أكد أن التحول الخطير لدول العالم يُعد ضربة قاسية في خاصرة القضية الفلسطينية رغم فشل القرار.

وبين النجار أن 87 دولة أعطت ولاءها لأمريكا وحلفائها من قوى الشر العالمية، والعداء العنصري والعقدي لحماس والكل الفلسطيني، يقابلها 57 دولة فقط تصدوا للمشروع الأمريكي.

وأوضح أن الغالبية العظمى هيمنت على الحق الفلسطيني، وساندت القرار بعفويتها وجهلها أمام دبلوماسية حماس المنحسرة بين دول ومنظمات محدودة، والتي لا تكاد أن تتخطى شمال إفريقيا وبعض الأطراف الخليجية وبعض الدول الإسلامية في آسيا.

ولفت النجار إلى أن باقي الأعضاء الذين صوتوا ضد القرار جمعتهم مصالح العداء لأمريكا وحلفائها في المنطقة.

وأشار إلى ضرورة انفتاح حماس دوليًا والتوسع بدبلوماسيتها بصفتها تُمثل الحق الوطني الفلسطيني الذي يناهض عنصرية الاحتلال عبر المنظمات الدولية، وسعيها الحثيث لضرب الصورة الذهنية للاحتلال دوليًا.

وشدد على ضرورة أن تفعلّ دائرة العلاقات الدولية لتجييش طاقاتها من خلال تفعيل دور الشباب والمفكرين والأدباء، وهم نخبة العمل الوطني الذي يؤثر على السياسة الدولية والتصدي لعنصرية القوى والمنظومة الدولية المنحازة لـ "إسرائيل".

أما المحلل المالي رامي عبده (رئيس المرصد الأورومتوسطي سابقًا) قال إن "خارطة التصويت (في الجمعية العامة) مرعبة"، وهي "حصاد مُرّ لزرع بائس" (في إشارة إلى ضعف الدبلوماسية الفلسطينية).

كما قال الصحفي محمد المنيراوي إن: "فشل مشروع القرار الأمريكي أثبت أيضًا فشل الدبلوماسية الفلسطينية والسقوط المدوي لسفاراتنا حول العالم".

وأضاف: "دبلوماسيتنا لم تستطع تغيير رأي دولة من نعم إلى لا، بل ما حدث هو العكس، دول نعدّها صديقة صوتت ضدنا".

وكانت الولايات المتحدة الاميركية فشلت مساء الخميس في تمرير قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين حركة حماس.

ولم يتم اعتماد مشروع القرار الأميركي لعدم حيازته على أغلبية ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكانت المجموعة العربية في الأمم المتحدة قد دعت إلى التصويت ضد مشروع القرار الأميركي.

من جهتها، أشادت حركة حماس بكل الدول التي عملت على مواجهة القرار وإفشاله، ووقفت إلى جانب مقاومة شعبنا وعدالة قضيته، وصوتت لصالح حق شعبنا في مقاومة المحتل.

وطالبت حماس في بيان لها صباح اليوم، الدول التي وقفت مع الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي بالأمم المتحدة بمراجعة مواقفها، وتصويب هذا الخطأ التاريخي والخطير بحق شعبنا الفلسطيني المظلوم.