تاريخ النشر: 2019-04-13 07:49:52

الغابة النرويجية

الغابة النرويجية

شبكة وتر- الغابة النرويجية، وهو اسم لأغنية شهيرة لفرقة "بيتلز" (الخنافس)، عنوان يحيل منذ الوهلة الأولى إلى طقس شمال أوروبا القارس، ويدل على موضوع الرواية الذي تجنب الكاتب أن يفضحه. تقول ناوكو أحد أبطال الرواية "هذه الأغنية تجعلني أشعر بحزن جارف. لا أعرف. يتراءى لي أنني أتجول في غابة عميقة. وأنا وحدي في ظلمة باردة، لا أحد يأتي لإنقاذي. لهذا لا تعزفها رايكو أبداً ما لم أطلبها منها".
هاروكي موراكامي يأتي متأخّراً فهو (الابن الضالّ)، ليس فقط في اليابان، كخارج عن خصوصية أدباء المجتمع الياباني، بل وفي اللغات الأخرى التي ترجم إليها أدبه، حتى بلغت 38 لغة بينها العربية. وربّما تقف روايته (الغابة النرويجية) كأوضح تعبير عن الضلال الذي اختاره كسمة مميزة لأدبه، فرواياته، عموماً، ملأى بشخصيات تدمن الحياة الهامشية، ضمن روتين يومي هو مزيج من السحر السريالي والواقعية الفجة، التي تذهب في المفارقة حدّ العبث والبحث في أسئلة كبرى عن الهوية، لكن دون مباشرة، الأمر الذي يعطي أدبه مسحة بوليسية في تقديم الحبكة، دون أن يكون في المشهد شرطي، أو محامٍ، أو مجرم.
في (الغابة النرويجية) يقدم موراكامي اليابان بطريقة تجعل كل الأشياء بسيطة، من الموسيقا، إلى الصداقة، إلى الحبّ والموت، حتى يبدو أن كل موقف، وكل كلمة، في الرواية، واضحاً بشكل صارخ، ما يجعل الكتابة عن الرواية تتخذ صعوبتها من هذه الملاحظة. 

- علي العائد