تاريخ النشر: 2019-07-16 09:12:47

330 ملليلترا من المشروبات الغازية تؤذي الكبد

330 ملليلترا من المشروبات الغازية تؤذي الكبد

شبكة وتر-قال موقع صحيفة لوباريزيان الفرنسية إن دراسة حديثة كشفت لأول مرة أن شرب أكثر من 330 سنتيمترا مكعبا (ثلث لتر) من المشروبات الغازية (الصودا) في اليوم يشكل خطرا على الكبد.

وقال الموقع إن ضرر الصودا على الصحة لم يكن مجهولا، ولكن تحديد الكمية التي تصبح معها خطرة لم يكن واضحا، لعدم تمكن الأطباء من توضيحه في السابق، غير أن دراسة أجراها المعهد الفرنسي للبحوث الصحية والطبية (إنسيرم) قدمت إجابة علمية، تفيد بأن علبة من الصودا يوميا هي أكثر من اللازم.

ويقول لورنس سرفاتي، الأستاذ في مستشفى ستراسبورغ الجامعي وأحد منظمي هذا المؤتمر "من قبل، كانت لدينا تخمينات فقط، أما من الآن فصاعدا، فنحن نعلم أن استهلاك 330 سنتيمترا (من الصودا) يوميا يعرض الكبد للخطر".

وقال موقع الصحيفة "إن الأطباء يأملون في أن تكون المعلومات الجديدة بمثابة تحذير للمستهلكين من هذه المشروبات الغازية التي هي بالفعل قنابل غازية حقيقية"، مضيفا "يعرف كثير من الذين يشربونها يوميا أنها تشجع السمنة ومرض السكري، ولكنهم لا يفكرون أبدا في الكبد"، ويحذر سرفاتي بأن "الأمر مهم وعاجل".

وفي مواجهة التصاعد غير المسبوق لهذا المرض الصامت الذي يطلق عليه "مرض الصودا"، والناجم عن اتباع نظام غذائي مغال في استهلاك السكر والدهون، فإن نحو 20% من الفرنسيين تتراكم الدهون في الكبد لديهم دون أن يدركوا ذلك، مما قد يؤدي إلى التهاب يسمى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (ناش) Nonalcoholic steatohepatitis (NASH)، أو يتطور مع الزمن إلى تليّف الكبد أو السرطان.

خطر على الأطفال

وقال الموقع إن هذه الآفة التي أسيء تقديرها، تبعث اليوم الذعر في العالم -وفرنسا خاصة- حيث تتدهور حالة الكبد منذ عشرين عاما، ويصرخ المختصون اليوم مطالبين الناس بأكل متوازن، وبالتحرك لشطب عادة استهلاك المشروبات الغازية يوميا.

ويقول دومينيك لانز، اختصاصي أمراض الكبد والأمعاء في باريس ومؤلف كتاب (ناش.. مرض الوجبات السريعة) إن "الجسم لا يحتاج إلى مزيد من السكر، ولأن هذا السكر يأتي في حالة سائلة، يتم استيعابها بسهولة جدا من قبل الأمعاء ثم يبدأ الكبد في تحويله دهون، وهذا هو الخطر".

ويحذر الاختصاصي من أن هذه الظاهرة تكتسب زخما لدى الأطفال خاصة، متنبها إلى أن الآباء أصبحوا يضعون الكولا أو العصائر في رضاعات الأطفال، مما يجعلهم يتعودون الصودا ولا يرغبون في شرب الماء، بل يصبحون مدمنين على السكر، وحتى العصائر الطبيعية التي تحظى بشعبية كبيرة لا ينبغي شرب كثير منها.

ويقول رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى جامعة ليل البروفيسور ماثورين، إن المشروبات الغازية الخفيفة "دايت" أقل إشكالية، "لأنها لا تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد"، إلا أن المشكلة الحقيقية هي أن 90% ممن يشربون المشروبات الغازية العادية يوميا يتبعون نظاما غذائيا غير متوازن للغاية.

واختتم الموقع بأن الكبد يكره المشروبات الغازية، ولكنه لا يكره القهوة التي تقول الدراسة إن لها فضائل غير متوقعة، إذ لتناول الكافيين بجرعات معتدلة آثار إيجابية على الكبد.