تاريخ النشر: 2019-10-15 22:07:19

عزون ... بلدة منكوبة

عزون ... بلدة منكوبة

شبكة وتر- إخلاص أبوزر - الساعة الآن السابعة صباحاً في بلدة عزون شرق قلقيلية ، شوارع فارغة ، محال تجارية مغلقة ، أول ما يتبادر لذهنك بأن هذه البلدة غير مسكونة أو أن أهلها أصابهم المرض جميعاً فالتزموا بيوتهم ، لكن سرعان ما سترى مركبة جيش الإحتلال تغلق مداخل هذه البلدة ، لتكتشف أن عزون التي تبلغ مساحتها اربع وعشرون ألف دونم قبل المصادرة والتي يبلغ عدد سكانها احدى عشرة ألف نسمة والمحاطة بست مستوطنات وهي : كرمي شمرون ، معاليه شمرون ، جنوت شمرون ، النبي مناحيم ، ألفيه منشيه وتسوفين ، قد أصبحت حسب وصف أهلها بلدة منكوبة .

 

يقول حسن شبيطة موثق انتهاكات الاحتلال في البلدة : " في البداية كانت الانتهاكات تتمثل في إغلاق بوابات البلدة عدا عن الحواجز اليومية والمداهمات الليلية لمنازل البلدة والتي يرافقها عادة إطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي والحي أحياناً إضافة إلى الاعتقالات المستمرة من حوالي عشر سنوات إلى يومنا الحالي ، لكن الاحتلال لم يكتفِ بهذا العقاب لسكان البلدة وأصبح ينتهج سياسة قديمة جديدة وهي فرض منع التجول كما حدث قبل مدة حيث فرضت قوات الاحتلال منع التجول على البلدة لثلاث أيام متتالية رافقها مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال وكان هناك العديد من الإصابات في صفوف الشبان . "

 

أما المواطن " م . ع " والذي يعمل في مجال الدهانات والجبصين فقال : " تؤثر عليّ الاغلاقات بالتنقل من وإلى مكان عملي سواء كان داخل أو خارج البلدة وبالتالي نضطر إلى سلوك طرق بديلة ما يعني تكلفة مادية وجهد ووقت أكثر ، أما إغلاق المحال التجارية في فترة منع التجول يصعّب علينا الحصول على احتياجاتنا الأساسية ."

 

منع التجول والإغلاقات المتكررة والحواجز اليومية لا تؤثر فقط على الحياة الاعتيادية واليومية في البلدة بل تطال سيارات الإسعاف كما يقول أحد مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني : " يتم منع الاسعاف من نقل الجرحى والمرضى للمستشفيات ما يضطرنا لسلك طريق بديل يزيد طوله بأربعمئة متر وبالتالي وقت أطول وأحياناً يضطر المواطنين لاستخدام سياراتهم الخاصة لنقل الجرحى والمرضى وسلوكهم لطرق زراعية وترابية وأحياناً يصلوا بعد ثلاث ساعات من الإصابة . "

 

الاغلاقات لم تشل فقط حركة المواطنين والمحال التجارية بل شلت الحياة الاقتصادية بالكامل ما جعل حسن شبيطة يصفها بالميتة ، حيث يؤكد حسن عزوف المتسوقين من خارج البلدة بالقدوم للتسوق منها بحجة الاغلاقات المفاجئة للبلدة ما تسبب بإغلاق العشرات من المحال التجارية ، على صعيد آخر يتم منعنا من الذهاب إلى أراضينا القريبة من الجدار والمستوطنات ما أثر على الاقتصاد الزراعي بالإضافة لسحب التصاريح من العمال الذين يعملون داخل الخط الأخضر ، كل تلك العوامل أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة في البلدة والتي وصلت إلى 42 % .

 

لم يكتفِ الاحتلال بشل الحركة الاقتصادية والتأثير على الحياة الاجتماعية بعزون بل سعى جاهداً كعادته لمحاربة العملية التعليمية حيث كان الجيش يتخذ من منطقة الحاووز بالقرب من المدرسة الثانوية للبنين نقطة عسكرية ، وكان الجنود والآليات يتواجدون بشكل دائم في ساحة الحاووز والتي هي ملاصقة للبوابة الرئيسية للمدرسة حيث كانت معلنة حالة الطوارئ بشكل دائم في المدرسة من قبل المعلمين والمدير بسبب وجود جنود الاحتلال وآلياتهم ، كانت ممنوعة استراحة الخمس دقائق " بين الحصص " حيث كانت تنتهي الحصة الأولى لتبدأ الحصة الثانية مباشرة وهكذا بالإضافة لمغادرة الطلاب المدرسة من الباب الخلفي حيث كان الباب الرئيسي مغلق حتى لا يكون هناك اعتقالات بصفوف الطلبة .

 

يؤكد حسن شبيطة على أن هدف الاحتلال من كل هذه الانتهاكات هو قتل روح المقاومة عند أهل البلدة ، وإجبار الشباب إلى الهجرة خارج الوطن أو السكن خارج عزون لكن ما يحدث هو العكس ، كما أنهم يصبون كامل تركيزهم على الأطفال حيث يقومون باعتقالهم  وعند تحررهم من الاعتقال يكون من الصعب إدماجهم مرة أخرى مع مجتمعهم ، كما أننا شهدنا العديد من حالات الطلبة المعتقلين الذين رفضوا عند تحررهم الالتحاق من جديد بمقاعد الدراسة بسبب تأخرهم عن جيلهم ، أما الهدف الأساسي للاحتلال من هذه الانتهاكات هو خلق جيل متعاون معهم .

 

حسن يعتبر عزون بلدة منكوبة ويناشد السلطات الرسمية ودولة رئيس الوزراء د . محمد اشتيه ووزارتي الزراعة والاقتصاد الوطني للإهتمام أكثر بالبلدة لتعزيز صمود أهلها من خلال المشاريع الصغيرة التي تساعد المواطن والمزارع ، واعتبر أن الطرق الزراعية المشتركة بين عزون وكفر ثلث هي العمق الاستراتيجي لعزون قبل قيام الاحتلال بإغلاقها بالسواتر الترابية ما منع أهالي البلدة من الوصول لأراضيهم المزروعة بشجر الزيتون حيث الأن موسمه .