تاريخ النشر: 2019-12-03 10:10:40

مرحلة جديدة إذا جرت الانتخابات الفلسطينية

مرحلة جديدة إذا جرت الانتخابات الفلسطينية

شبكة وتر-
الانتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية، التي تأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ،يجب ان تؤسس الى مرحلة جديدة مختلفة تماما عن الواقع الحالي، وتقود الى تغيير الاوضاع القائمة على الساحة الفلسطينية، تتمثل في بناء علاقات فصائلية وتنظيمية اكثر قوة ومتانة تؤدي الى تماسك افضل واكثر قوة للنسيج الوطني الشعبي الفلسطيني، وتحقق نقلة نوعية في الاداء والعمل الفلسطيني داخليا وخارجيا والى اسقاط الانقسام المتواصل من ثماني سنوات تلقائيا، والانتقال بالشعب الفلسطيني الى مرحلة اللاعودة واللاتراجع في مسيرته النضالية والكفاحية في مواجهة الاحتلال الاستيطاني الاحلالي الاقتلاعي والتفرغ تماما للتصدي لهذا الاحتلال، والخروج من دائرة المناكفات والصدامات الداخلية.

الجميع يقف الان في المربع الاخير، فإما الانتقال الى الى تحقيق الهدف الوطني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، او القفز في الهواء نحو المجهول. 
بكل تأكيد ان اجراء هذه الانتخابات تقرره سلطات الاحتلال، التي تستطيع تعطيل الانتخابات او تسهيل اجراءها، من خلال الرفض او الموافقة على اجرائها في المدينة المقدس.

وموقف الاحتلال من اجراء الانتخابات يعتمد على تقدير الموقف، فاذا وجد ان هذه الانتخابات سوف تقود الى توافق فلسطيني داخلي وتعزيز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام الداخلي، فسوف يفشلها دون تردد. واذا اعتقد بأن اجراءها سوف يعمق الانقسام الداخلي الفلسطيني ويرسخ الفصل بين شطري الوطن الفلسطيني، الضفة الغربية وقطاع غزة ويزيد المسافة بين فتح وحماس، فانه سوف يقدم كل ما يستطيع من تسهيلات لاجرائها وانجاحها.

وهنا يظهر الذكاء في التكتيك الفلسطيني لتحقيق الاهداف الاستراتيجية الوطنية بعيدا عن المصالح الشخصية والفصائلية والحزبية والتنظيمية، وتقديم المصالح الوطنية العليا على كل تلك المصالح.


اذن، هذه الانتخابات اذا جرت، بغض النظر عن الرغبة والهدف الاحتلاليين، يجب ان تتجاوز البعد التنافسي الضيق بين فصائل وقوى العمل الوطني والاسلامي الفلسطينية، وان تأخذ بعدا وطنيا كاملا صافيا، نظرا لدقة وخطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية والتي تعتبر الاخطر منذ اكثر من سبعة عقود مضت.


على الفصائل والقوى الفلسطينية جميعا ودون استثناء، عدم السماح «للفأر الاسرائيلي» بالقفز بحرية ومتى شاء بين كفتي ميزان القوى في فلسطين، وبين شطري الوطن من خلال التضييق هنا والتسهيل هناك او العكس، وممارسة العابه القذرة التي لا تخفى على الشعب الفلسطيني وقيادته، لانه يدرك ان استمرار توفير الراحة والربح له كمحتل، لا يضمنه الا استمرار الخلاف الداخلي الفلسطيني.


الهدف الحقيقي من اجراء الانتخابات كما يراه الرئيس محمود عباس ،هو تغيير الواقع الفلسطيني الانقسامي الذي لا يخدم الا الاحتلال الصهيوني، والانتقال الى حالة توافقية تصالحية والعمل الجماعي تحت قيادة شرعية واحدة بكل تفاصيلها، مهمتها الاولى والاساسية انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على كامل حدود الرابع من حزيران 67.


الخيارات امام القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية ،في ظل استمرار تصاعد الهجمة الاستيطانية المسعورة التي تجتاح الاراضي الفلسطينية المحتلة طولا وعرضا ،ولا تفضيل عند العدو المحتل لاحد على الآخر.