تاريخ النشر: 2020-08-31 08:19:19

اليونان تطالب بمواجهة "الأطماع التركية".. أردوغان: سندافع عن حقوقنا ولن نرضخ للتهديد والابتزاز

اليونان تطالب بمواجهة

شبكة وتر- قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد إن بلاده ستواصل الدفاع عن حقوقها في شرق المتوسط، و"لن ترضخ للتهديد والابتزاز"، في حين تعالت الأصوات في اليونان للمطالبة بمواجهة ما سميت "الأطماع التركية".

وجاءت تصريحات أردوغان خلال كلمة مقتضبة ألقاها أثناء زيارته ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة.

وقال أردوغان إن "النجاحات الحاسمة التي حققناها في ساحات مختلفة -سواء في مجال الطاقة أو مكافحة الإرهاب، ومن سوريا إلى ليبيا، ومن البحر الأسود إلى شرقي المتوسط- هي إشارات واضحة على إرادة دولتنا على حماية حقوقها ومصالحها".

وأضاف أن "تركيا -خاصة شرقي المتوسط- لن ترضخ للغة التهديد والإملاءات والابتزاز، وستواصل الدفاع عن حقوقها وفقا للقوانين الدولية والاتفاقات الثنائية".

وفي تدوينة له بالمناسبة ذاتها، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن القوات المسلحة التركية مصممة وقادرة على حماية حقوق ومصلحة البلاد الوطنية والدولية مهما كان الثمن".

وأضاف أكار أن "القوات المسلحة التركية وكما قامت به في الماضي مصممة وقادرة اليوم على حماية وطننا وشعبنا وقيمنا الوطنية والمعنوية، وعازمة وقادرة على حماية حقوقنا ومصالحنا الدولية مهما كان ثمن القيام بهذا".

ويعتبر عيد النصر ويوم القوات المسلحة عيدا وطنيا في الجمهورية التركية وجمهورية شمال قبرص، حيث تحيي الدولتان في هذه المناسبة ذكرى الانتصارات التي أحرزها الجيش التركي بقيادة مصطفى كمال أتاتورك على قوات الحلفاء والجيوش اليونانية في 30 أغسطس/آب 1922.

رجب طيب أردوغان خلال الكلمة التي ألقاها أثناء زيارته ضريح أتاتورك (الأناضول)

موقف اليونان
وفي اليونان، تتعالى الأصوات في الحزب الحاكم، للمطالبة بمواجهة ما سميت "الأطماع التركية" في حقوق اليونان شرقي المتوسط، كما اتهمت أثينا أنقرة بـ"استخدام العنف ضد جيرانها بسبب ممارسة دورهم في الدفاع عن حقوقهم القانونية".

وقال وزير الطاقة اليوناني كوستيس هاتزيداكيس إن تركيا تستخدم تهديدات الحرب لمواصلة سياساتها خلال القرن التاسع عشر.

ووصف الوزير اليوناني التحركات والتصريحات التركية بمحاولة استعادة النفوذ التاريخي، قائلا إن جنون العظمة على الجانب الآخر من بحر إيجة يمثل أساسا ضعيفا لصنع القرار، حسب تعبيره.

ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية اليونانية في بيان سابق إن "الاحتمال غير المسبوق بأن تهدد تركيا دول الجوار باللجوء إلى القوة عندما تستخدم حقوقها يتعارض مع الحضارة السياسية المعاصرة".

مواقف أوروبية
بالمقابل، رفضت الخارجية التركية في بيان لها تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي قال فيها إن بلاده رسمت خطوطا حمراء أمام الأنشطة التركية شرقي المتوسط، وقال المتحدث باسم الخارجية إن أنقرة ستواجه بالموقف الحازم من يعتقدون أنهم يرسمون خطوطا حمراء ضد قضاياها  العادلة.

وأضاف أن تركيا قادرة على ردع من يحاول بالقوة المساس بمصالحها، وأن النزاعات شرقي المتوسط لن تحل من خلال تحريضات دول من خارج المنطقة.

ولوّح منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بإمكانية اتخاذ إجراءات ضد أنقرة إذا لم تحرز تقدما لحل الخلاف بشأن التنقيب عن الغاز شرقي المتوسط.

وقال بوريل إن الإجراءات يمكن أن تشمل الأفراد أو السفن أو استخدام الموانئ الأوروبية، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي سيركز على كل ما يتعلق بـ"الأنشطة التي نعتبرها غير قانونية".

وفي ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في برلين دعا بوريل أنقرة للامتناع عما سماها الإجراءات الأحادية، ملوحا بإمكانية فرض عقوبات اقتصادية عليها.

وأفاد مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر في الخارجية التركية أن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أجرى اتصالا هاتفيا مع بوريل، حيث بحثا آخر التطورات شرقي البحر المتوسط.

مناورات وتدريبات

وقد بدأت تركيا أمس السبت مناورات عسكرية جديدة في شرق البحر المتوسط من المفترض أن تستمر أسبوعين، في مؤشر على أن التوتر بين أنقرة وأثينا بشأن تقاسم موارد الغاز في هذه المنطقة قد يستمر لفترة طويلة.

وأشارت البحرية التركية في إشعار بحري (نافتكس) نشرته في وقت سابق إلى أنها ستجري "تدريبات إطلاق نار" في الفترة من 29 أغسطس/آب إلى 11 سبتمبر/أيلول في منطقة مقابلة لبلدة أنامور جنوب تركيا إلى الشمال من جزيرة قبرص.

وكانت أنقرة أعلنت الخميس الماضي أن تدريبات إطلاق النار ستُجرى يومي الثلاثاء والأربعاء في منطقة تقع إلى الشرق من هذا الموقع.

وتُجرى هذه المناورات العسكرية في سياق التوترات التي تخيم على شرق البحر المتوسط، حيث أدى اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز في السنوات الأخيرة إلى إحياء نزاع إقليمي طويل الأمد بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى.

وتفجر النزاع بين تركيا واليونان العضوتين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد أن أبرم الجانبان اتفاقيتين متعارضتين بشأن حدودهما البحرية مع كل من ليبيا ومصر.

وكدليل على حساسية وتقلب الوضع، قالت وزارة الدفاع التركية الجمعة إن طائرات تركية مقاتلة اعترضت ٦ طائرات يونانية في اليوم السابق لدى اقترابها من منطقة تقوم فيها سفينة تركية بالمسح الزلزالي، مما اضطرها إلى العودة أدراجها.

ووسط استمرار التصعيد تثور المخاوف من نشوب حرب في شرق المتوسط، في حين تطالب جهات إقليمية ودولية بالتهدئة وتحث أثينا وأنقرة على الانخراط في الحوار لحل الأزمة.

وحثت الأمم المتحدة الجمعة كلا من تركيا واليونان على مواصلة الحوار لحل الخلافات بينهما سلميا، وذلك إثر مواصلة أثينا اتخاذ خطوات أحادية بمنطقة شرق المتوسط.