تاريخ النشر: 2020-09-22 08:39:07

الجبل السحري

الجبل السحري

شبكة وتر- من يقرأ "الجبل السحري" لتوماس مان، لا بد أن يتعذب. فالرواية، الصادرة حديثا عن "دار الجمل"، ترجمة علي عبد الامير صالح، في ألف صفحة تقريبا، لا تشكل تحديا لجلد القارئ وصبره وحسب، بل يمثل موت شخصياتها المأسوي، وأفولها "الحقيقي" والمتدرج، نوعا من التفريغ الممنهج للمكان المحدد، والتجريد المنظم للإيديولوجيات المنطوقة في العمل. بمعنى، إعادة القارئ إلى الأول، إلى فراغ بدائي، بعد امتلائه بنقاشات واحتدامات فكرية وإيديولوجية، سياسية ودينية، إضافة إلى الإشارات العلمية الطبية والكيميائية التي ترد في العمل. عندما كتب توماس مان المتأثر بشوبنهاور ونيتشه، عمله هذا، الذي يحمل كما هائلا من السوداوية وحضورا مباغتا وصادما للموت، على رغم عمله على تهيئة القارئ قبل صدمه بلحظة الغياب، كان يكتب زمنه "الحاضر" آنذاك. زمنه الذي كانت خطواته تتلمس عتبة التاريخ بعيد الحرب العالمية الاولى.