تاريخ النشر: 2020-10-17 12:19:56

المشاريع الاستيطانية في عمق الضفة وهجمات المستوطنين تتزايد

المشاريع الاستيطانية في عمق الضفة وهجمات المستوطنين تتزايد

شبكة وتر-في تحد متواصل للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واستخفاف لا حدود له بموقف المجتمع الدولي واستثمار علني لاتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين، صادقت سلطات الاحتلال مؤخرًا وبأثر رجعي، على العديد من مخططات البناء الاستيطاني، وفق ما جاء في التقرير الأسبوعي الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان.

وقال التقرير إن سلطات الاحتلال وافقت يوم الخميس الماضي، على خطة بناء 3212 وحدة استيطانية جديدة في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد شهر واحد من التوقيع على اتفاقيتي تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين برعاية أميركية في منتصف أيلول الماضي. وحسب مصادر جيش الاحتلال فإن هذه الخطة التي تم المصادقة عليها من "مجلس التخطيط والبناء في الإدارة المدنية" التابع لجيش الاحتلال، تأتي استكمالًا للمخطط الذي أعلن عنه يوم الاربعاء بشأن المصادقة على بناء 2166 وحدة أخرى، ليصل العدد الإجمالي إلى 5400 وحدة استيطانية.

وذكر التقرير أن الوحدات الاستيطانية الجديدة موزعة على عدد من المستوطنات، من بينها بناء 500 وحدة استيطانية في مستعمرة (تسور هداسا) على حساب أراضي المواطنين في قرية وادي فوكين، هذا إلى جانب البناء في مستوطنات، (عيلي، ونوكديم، ومعاليه مخماس، وفدوئيل، وياكير)، إلى جانب بناء أكثر من 1000 وحدة في مستوطنة (بيتار عيليت) القريبة من القدس المحتلة، و625 وحدة في مستوطنة (عيلي) في عمق الضفة الغربية على أراضي قرى وبلدات قريوت، والساوية، واللبن الشرقية، وسنجل وترمسعيا، بالإضافة إلى 560 وحدة في مستوطنة (جيلو) في القدس المحتلة، فضلا عن 286 في مستوطنة (هار برخا)، و181 في مستوطنة (عيناف)، و120 في مستوطنة (كيدم) و350 في مستوطنة (بيت إيل). وهي جميعا في عمق الضفة الغربية وتعد بعضها معزولة كما هو الحال مع مستوطنة ( هار براخا ) على كتف جبل جرزيم في نابلس. مشيرًا التقرير إلى أن هذا يعد أكبر رقم قياسي في السنوات الأخيرة للبناء، حيث قال مجلس المستوطنات (يشع)، "إن جهوداً بذلت من قبل قادة المستوطنين، دفعت لاستئناف البناء مجددًا"، مشددًا على ضرورة عدم استخدام البناء في المستوطنات كورقة مساومة في أي اتفاقيات سلام أو تطبيع.

وقالت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية المعارضة للاستيطان، "إن هذا التوسع الاستيطاني يشير إلى رفض إسرائيل إقامة دولة فلسطينية، ويوجه ضربة إلى آمال تحقيق سلام إسرائيلي عربي أوسع".

ورأت المنظمة في بيان لها، أن نتنياهو يمضي قدمًا وبكامل قوته نحو ترسيخ الضم الفعلي للضفة الغربية، وبأن وزير الجيش بيني غانتس، وهو رئيس الوزراء بالإنابة في حكومة الائتلاف التي يقودها نتنياهو، وافق هو الآخر على خطط البناء، ما يعني ذلك أن دولة الاحتلال ترسل إشارات إلى العالم حول تأييد أبرز حزبين فيها، إنهاء مفهوم حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية.

وأشارت المنظمة في بيانها، إلى أن هذا البناء هو الرقم القياسي منذ عام 2012 على الأقل، وأنها أحصت منذ مطلع العام وحتى الآن، الموافقة على (بناء) 12159 وحدة، لافتةً إلى احتمال أن تجتمع لجنة التخطيط للموافقة على بناء عدد إضافي من الوحدات الاستيطانية قبل نهاية العام.

وفي هذا السياق وكجزء من الخطة، وافقت الإدارة المدنية للاحتلال مؤخرًا وبأثر رجعي كذلك، على العديد من المستوطنات العشوائية (البؤر الاستيطانية) التي بنيت دون تصريح من الحكومة الإسرائيلية، ويترتب على هذه الموافقة، جعل هذه البؤر، قانونية بموجب القانون الإسرائيلي، وفق التقرير.

على صعيد آخر وفي أكبر عملية سرقة لأراضي الفلسطينيين، استولت سلطات الاحتلال على أكثر من 11 ألف دونم في الأغوار الفلسطينية لصالح ما يسمى بـ"المحميات الطبيعية"، حيث أعلن الاحتلال استيلاءه على 11.200 دونم لصالح 3 محميات طبيعية في الأغوار الفلسطينية. وتقع تلك المحميات في دير حجلة بأريحا، والأخرى جنوب الجفتلك قرب مستوطنة "مسواه" والثالثة شرق عين الحلوة والفارسية في الأغوار الشمالية في المنطقة الواقعة بين مستوطنتي "مسكيوت، وروتم" المقامتين على أراضي المواطنين في الأغوار، بحسب التقرير.

وأوضح التقرير أن الكثير من عمليات الاستيلاء على أراضي المواطنين تندرج تحت بند "المحميات الطبيعية" التي يجري تخصيصها لاحقًا للبناء الاستيطاني.

وأثارت هذه الموجة الجديدة من الخطط الاستيطانية ردود فعل منددة، باعتبارها مخالفة صريحة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بما فيها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334، فقد أعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف عن قلقه من التوسع الاستيطاني الكبير، مؤكدًا أن السلطات الإسرائيلية قامت بالمصادقة على أكثر من 5000 وحدة استيطانية، معظمها في مواقع بعيدة في عمق الضفة الغربية المحتلة، وفق ما جاء في التقرير.

كما أكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية يعرض إمكانية البقاء والتواصل الإقليمي لدولة فلسطينية مستقبلية كنتيجة لحل الدولتين المتفاوض عليه للخطر، بحسب ما نقل التقرير عنه.

وأكد بوريل أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وبأن الاتحاد الأوروبي لن يعترف بأي تغييرات لحدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، بخلاف تلك التي اتفق عليها الطرفان. كما دانت ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا وإسبانيا، قرار الاحتلال الإسرائيلي الموافقة على بناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية المحتلة. وقال بيان مشترك عن هذه الدول إنّ "توسيع المستوطنات يشكل انتهاكًا للقانون الدولي ويهدد بدرجة إضافية قابلية التوصل إلى حل الدولتين بهدف تحقيق سلام عادل ودائم في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني".

ومع بدء موسم الزيتون، قدرت وزارة الزراعة الفلسطينية حجم الخسائر الناجمة عن اعتداءات المستوطنين على الأراضي المزروعة بالزيتون في مختلف محافظات الضفة الغربية بما لا يقل عن 5% من إجمالي حجم إنتاج زيت الزيتون للموسم الحالي. وقد شهدت عدة محافظات انتهاكات خطيرة كان من بينها، إصابة المواطن خليل عميرة (75 عامًا) بجروح في رأسه إثر اعتداء نفذه مستوطنون على قاطفي الزيتون في قرية نعلين غرب رام الله، كما أصيب 4 مزارعين من قرية برقة شمال رام الله جراء تعرضهم لهجوم من مستوطني "ميغرون" المقامة على أراضي القرية، وذلك بحماية قوات الاحتلال، كما تعرضت قرية الجبعة جنوب غربي بيت لحم لسرقة محصول الزيتون من أراضي المواطنين المحاذية لمستوطنة "بيت عاين" إضافة إلى تكسير أغصان بعض الأشجار، وفق التقرير. ذاكرًا أن مستوطنين سرقوا ثمار الزيتون من أراضي المواطنين الواقعة خلف جدار الضم والتوسع العنصري بالقرب من مستوطنة "عيتس افرايم" المقامة على أراضي المواطنين شمال قرية مسحة وكسروا أغصانها، حيث تفاجأ المواطنون بتكسير أغصان نحو 60 شجرة مزروعة على مساحة 120 دونمًا في منطقة "ورعة الحمص".

وفي محافظة نابلس، أقدم مستوطنون على سرقة ثمار الزيتون في بلدتي حوارة وبورين، وفي محافظة جنين أغلقت جرافات الاحتلال عددًا من الطرق الزراعية في بلدتي زبوبا وتعنك غربًا ووضعت مكعبات إسمنتية في عدد من الأراضي لمنع وصول المواطنين إليها، وفق تقرير المكتب الوطني للدفاع عن الأرض.

وفي الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب، فقد كانت على النحو التالي في فترة إعداد التقرير:

القدس: شرعت طواقم بلدية الاحتلال وما تسمى "سلطة الآثار والطبيعة" بأعمال حفر بآليات ضخمة بعدة جهات في وادي الربابة لفحص التربة وتهيئة البنية التحتية لإقامة جسر هوائي معلق في حي وادي الربابة ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، بدعوى تسهيل السياحة الدينية التوراتية ووصول المستوطنين المتطرفين إلى منطقة حائط البراق وباب المغاربة، إلا أن أصحاب الأراضي تصدوا لها ومنعوها من إكمال عمليات الحفر، ويبلغ طول الجسر الهوائي المخطط إقامته 200 متر وبارتفاع 30 مترًا عن سطح الأرض وقد خصصت ميزانية مليون و800 ألف شيكل لتنفيذه. وفي المدينة أيضًا، تم كشف النقاب عن تواطؤ جمعية "إلعاد" الاستيطانية والصندوق القومي اليهودي "كيرين كاييمت" لإخلاء عائلة سمرين من منزلها في بلدة سلوان.

الخليل: وضع مستوطنون حجرا منقوشا عليه الشمعدان التلمودي على "قنطرة" أحد المباني في سوق القزازين بالبلدة القديمة، وذلك في سياق عمليات التهويد التي تنتهجها سلطات الاحتلال في البلدة، كما أخطرت قوات الاحتلال بوقف البناء في سبعة منازل بمسافر يطا جنوبًا، والمنازل تعود للمواطنين: خليل مهانية ونجليه جهاد وإبراهيم، وعمران أبو صبيح، ونجيب الجعبري ونجله، وآخر لعائلة أبو عجمية.

بيت لحم: تتعرض المحافظة لاعتداءات ومضايقات في أكثر من بلدة وقرية ومنطقة لتمرير مخططات تخدم التوسع الاستيطاني، حيث تتعرض منطقتا "خربة عليا" و"أم ركبة" لهجمة استيطانية تتمثل في هدم عدد من المنازل وإخطارات أخرى بالهدم وإيقاف البناء، بهدف تفريغهما من السكان والاستيلاء عليهما لتوسيع حدود مستوطنة "أفرات".

وأعلنت سلطات الاحتلال تعديل حدود أراضٍ في قرية عرب التعامرة شرقًا، بهدف الاستيلاء عليها لصالح توسيع مستوطنة "تقوع"، وبموجب قرار السلطات سيتم الاستيلاء على عشرات الدونمات من: حوض طبيعي (٢) موقع فتورة، وقناني صقير، ورومان، والعرديات، والغزلان، وحوض طبيعي (٤) موقع مسطاح العنزيات، ووعر خريطون، وطواقي عين الناطوف، وشعب العين، وخلة صالح، من أراضي عرب التعامرة، بهدف توسيع حدود المستوطنة المذكورة. وأمهلت سلطات الاحتلال أصحاب الأراضي 45 يومًا من أجل الاعتراض على ذلك. وفي بيت تعمر قام الاحتلال بنصب سياج في محيط جبل الفرديس، وأراضي في بلدتي بيت تعمر وزعترة شرق بيت لحم، في وقت أكمل فيه مستوطنو "آيبي هناحل"، المقامة على أراضي المواطنين في قرية كيسان شرقًا تسييج أراض استولوا عليها سابقا خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وتقع جنوب غرب القرية، إضافة إلى نصب أربعة بيوت متنقلة "كرفانات" ليصبح العدد الإجمالي ثمانية، وشقوا عقب الاستيلاء على الأرض طريقا استيطانيا وجهزوا بنية تحتية، بهدف توسيع حدود المستوطنة المذكورة.

نابلس: أقدم مستوطنون على عرقلة عمل طاقم تلفزيون فلسطين خلال تغطية مباشرة لاعتداءات المستوطنين ومحاولتهم إقامة بؤرة استيطانية على أراضي قرية بيت دجن شرقًا، وحاولوا اختطاف رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي بيت دجن نصر أبو جيش. واقتحم مستوطنون منطقة "خان اللبن" في قرية اللبن الشرقية جنوب المحافظة بحماية من جنود الاحتلال بحجة وجود أحجار تاريخية تعود لهم في المنطقة، محاولين سرقتها. فيما شرع مستوطنون بشق طريق استيطاني في المنطقة الشرقية من أراضي عصيرة القبلية، وقطع مستوطنون من مستوطنة "ايش كودش" عددًا من أعمدة الكهرباء باستخدام منشار كهربائي في قرية جالود جنوب نابلس، الأمر الذي أدى إلى انقطاع التيار عن المنطقة، في وقت قامت فيه مجموعة من المستوطنين بسرقة ثمار الزيتون من أراضي تعود للمواطن مجد شحادة من سبسطية.

سلفيت: اعتقلت قوات الاحتلال المزارع عامر أبو حجلة ومتضامنا أجنبيا أثناء تواجدهما في أرض تعود للمزارع أبو حجلة لمساعدته في قطف ثمار الزيتون بمحاذاة مستوطنة "ياكير" المقامة على أراضي بلدة ديراستيا غرب سلفيت.

واعتدى جنود الاحتلال برفقة مستوطنين على مزارعين في قرية دير استيا أثناء قيامهم بقطف ثمار الزيتون في أراضيهم الواقعة في وادي قانا وتم احتجازهم في أراضيهم، بحجة أن المنطقة "منطقة تدريب" لإطلاق النار، فيما سرق مستوطنون ثمار الزيتون من أراضي المواطنين الواقعة خلف جدار الضم والتوسع العنصري بالقرب من مستوطنة "عيتس افرايم" المقامة على أراضي المواطنين شمال قرية مسحة وكسروا أغصانها، حيث تم تكسير أغصان ما يقارب 60 شجرة مزروعة على مساحة 120 دونمًا في منطقة "ورعة الحمص"، كما أغرق مستوطنو مستوطنة "ليشم" كروم الزيتون بالمياه العادمة مما أدى إلى تضرر نحو 800 شجرة زيتون.

جنين: أغلقت جرافات الاحتلال عددًا من الطرق الزراعية في بلدتي زبوبا وتعنك غربًا، حيث قامت بوضع المكعبات في عدد من الأراضي لمنع وصول المواطنين إليها، واستولت قوات الاحتلال على جرافة كانت تعمل في أرض المواطن سمير خليل ياسين بقرية عانين غرب المدينة.

طولكرم: اعتدت قوات الاحتلال على العاملين في مشروع استصلاح الأراضي الزراعية المهددة بالمصادرة في منطقة الكفريات، حيث حضرت قوات الاحتلال وضباط الإدارة المدنية إلى موقع تنفيذ المشروع وأطلقوا قنابل الغاز والقنابل الصوتية بدون سابق إنذار باتجاه المقاول والعاملين في المشروع، مما أدى إلى اندلاع حريق في الأعشاب والشجيرات في موقع العمل، وأتت النيران على ما يقارب من 80 دونمًا مزروعة بأشجار الزيتون، الأمر الذي استدعى تدخل طواقم الدفاع المدني من أجل إخمادها.

الأغوار: داهمت قوات الاحتلال عدة منازل في قرية عين البيضاء بالأغوار الشمالية وعبثت بمحتوياتها، عرف منها منزل غالب جميل فقها وثلاثة من أبنائه، كما أخطرت بإزالة خيمة سكنية تعود للمواطن رداد حامد رزق دراغمة من خربة الفارسية بالأغوار الشمالية، وأقام مستوطنون بركسًا في الخربة، وهي المنطقة ذاتها التي زرعوا فيها أشجار زيتون ووضعوا فيها خزان مياه ومعرشا قبل نحو ثلاثة أشهر.

وقامت القوات بطرد الرعاة وقطعان المواشي في منطقتي البرج والإثم بالمالح في الأغوار الشمالية أثناء إجراء تدريبات عسكرية في المكان.