تاريخ النشر: 2020-10-17 15:56:40

استثمار إماراتي في مشروع استيطاني ضخم لتهويد القدس

استثمار إماراتي في مشروع استيطاني ضخم لتهويد القدس

شبكة وتر-كشفت مسؤولة في بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، عن "استعداد وتحمس" إماراتي للاستثمار في المخطط الاستيطاني الذي يُعد لتهويد أجزاء واسعة من الأحياء المقدسية، وادي الجوز والشيخ جراح والمصرارة، عبر تحويل مناطق شاسعة منها لمركز استثماري استيطاني في مشروع يعرف بـ"وادي السيليكون".

وعملت نائبة رئيس بلدية الاحتلال في القدس، فلر حسن - ناحوم، التي زارت الإمارات الأسبوع الماضي ضمن وفد إسرائيلي رسمي، على تجنيد شركات إماراتية للاستثمار في المشروع التهويدي؛ وزعمت أن "هذه الخطوة تساعد على ربط إسرائيل بالإمارات من جهة وسكان القدس الشرقية بالبلدية من جهة أخرى".

ومكمن خطورة مشروع "وادي السيلكون" بأنه يحول أجزاء واسعة من القدس إلى منطقة جذب واستثمار استيطانية بفعل المناطق التجارية والسياحية الضخمة التي ستقام، بالإضافة إلى استغلاله لربط شرق المدينة بجزئها الغربي لتحويل القدس تدريجيًا "عاصمة موحدة لإسرائيل"، بموجب "صفقة القرن" الأميركية.

ويشمل المخطط إقامة بنايات ضخمة ستستخدم في قطاع التكنولوجيا و"الهايتيك"، كذلك إقامة حدائق ومكاتب ومبان حكومية. وأظهرت تقارير صحفية إسرائيلية أن المنطقة المهوّدة ستصبح مقرا لشركات تكنولوجيا المعلومات الاحتلالية بشكل يشبه "وادي السيلكون" التكنولوجي في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

ويقوم المخطط على أنقاض نحو 200 منشأة تجارية وصناعية بالمنطقة الصناعية في الحي المقدسي وادي الجوز، كما أن المرحلة الأولى من المخطط الذي أعلنت بلدة الاحتلال في القدس في حزيران/ يونيو الماضي عن الشروع بتنفيذها، عبر توزيع أوامر هدم على المقدسيين من أهالي وادي الجوز، تستهدف أكثر من 250 دونما من الأحياء المقدسية المحاذية للبلدة القديمة.

ويروج رئيس بلدية الاحتلال في القدس، موشيه ليؤون، وطاقمه، لمشروع "وادي السيليكون" من خلال الإعلام الإسرائيلي، عبر عقد جلسات عدة مع أصحاب الأراضي في المنطقة الصناعية وعرضه على أنه مشروع الهايتك الأضخم في القدس، وسيوفر أماكن تشغيل في مجال الهايتك لـ10 آلاف خريج من سكان الأحياء المقدسية.

وفي هذا السياق، ادعت حسن – ناحوم، في مقابلة مع صحيفة "ماكور ريشون" الإسرائيلية، أن "35% من سكان القدس يتحدثون اللغة العربية؛ ويعيش الكثير منهم في أحياء شرق المدينة. مصلحتنا توفير فرص عمل جيدة لهم. الحكومة ورئيس البلدية وراء هذا المشروع والآن رجال أعمال من الإمارات أبدوا حماسهم الشديد للمخطط واستعدادهم للمساعدة"، على حد تعبيرها.

وتابعت "حلمي أن تصبح القدس مركزًا للهايتك في الشرق الأوسط. هناك العديد من الطلاب العرب من خريجي هذا المجال في القدس وهناك فرصة لتقليل الفجوات داخل المدينة وأيضًا لربط عرب القدس الشرقية بالإمارات"؛ وادعت أن المقدسيين يأملون من الاستفادة من الاتفاقية الموقعة بين الإمارات وإسرائيل لتحسين وضعهم الاقتصادي.

كما زعمت أنه "إذا كانت هناك قطيعة قبل عشر سنوات بين المقدسيين والبلدية، فإن الوضع اليوم مختلف تمامًا. فهم السكان أن الخلاص لن يأتيهم من السلطة الفلسطينية، وبالتالي يسعون إلى تعزيز العلاقات مع البلدية وإسرائيل. يريد الناس أن يعيشوا حياة كريمة، وبالنسبة للعديد من الشباب المتخرجين من الكليات والجامعات، فإن مثل هذا المشروع يشكل بشرى بمستقبل واعد ومتقدم".

وأشارت حسن – ناحوم إلى ما ادعت أنه تعزز للنفوذ التركي في أوساط المقدسيين، وقالت إنها "شعرت بتخوفات الإماراتيين من تحركات الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان في القدس"، وأضافت "الحقيقة أنهم لم يعرفوا حجم النشاط التركي في القدس. وعندما عرضته عليهم، كانوا غاضبين للغاية وسرعان ما امتلأوا بنشاط لتعزيز العلاقات مع إسرائيل والاستثمار في القدس"، وتابعت " أرادوا اتخاذ إجراءات لتضييق خطوات الأتراك الذين يروجون لأيديولوجيا الإخوان المسلمين التي يعارضونها".