تاريخ النشر: 2021-03-29 08:40:24

إعادة تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس

إعادة تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس

شبكة وتر- أعيد تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس صباح اليوم الاثنين بعد نحو أسبوع من توقفها عن الحركة وعرقلتها المجرى الملاحي الحيوي، وفقا لما نقلته تقارير صحفية عن مواقع لرصد حركة السفن وشركة لخدمات الشحن.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن السفينة العملاقة إيفر غيفين (Ever Given) بدأت تتحرك، في حين نقلت وكالة رويترز عن مصدر ملاحي قوله إن إعادة تعويم السفينة تمت بشكل شبه كامل، وإنها ستخضع لفحص أولي قبل الإبحار.

وأفادت رويترز أيضا نقلا عن مصدر في قناة السويس بأنه جرى تشغيل محركات السفينة وأن الاستعدادات جارية لإبحارها إلى منطقة البحيرات.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا من خدمة "فيسل فايندر" (VesselFinder) لتتبع مواقع السفن، تظهر تحرير السفينة العالقة.

وكانت فرق الإنقاذ في القناة قد كثفت في وقت سابق جهود التكريك والقطر لتعويم سفينة الحاويات الضخمة التي سدت الممر المائي المزدحم، لكن مصدرين قالا إن الوضع تعقد بسبب كتلة صخرية أسفل مقدمة السفينة.

وذكرت شركة بي إس إم (BSM) التي تتولى الإدارة الفنية للسفينة في بيان أن قاطرة متخصصة وصلت حديثا للانضمام إلى جهود تعويم السفينة.

وقال البيان "محاولات أخرى لتعويم السفينة ستستمر حين تكون القاطرة في وضع آمن، إلى جانب 11 قاطرة أخرى موجودة بالفعل في الموقع".

وأضاف أن كراكة أخرى ستصل من قبرص بحلول 30 مارس/آذار.

على مدار الساعة

وقال رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، إن الهيئة تعمل على توسيع نطاق الحفر حول مقدمة السفينة الجانحة للوصول إلى عمق 18 مترا وذلك لتسهيل تعويمها.

وأضاف في بيان صحفي أنه يجري استخدام الحفارات أمام مقدمة السفينة لتسهيل سحبها وإزالة الآثار التي سببها الحادث.

وأشار بيان الهيئة إلى أن الكراكات رفعت حتى الآن حوالي 27 ألف متر مكعب من الرمال حتى عمق 18 مترا، وأن أعمال التكريك والشد بالقاطرات ستستمر على مدار الساعة وفقا لظروف المد والجزر واتجاه الرياح.

صخرة تعقد محاولات الإنقاذ

في المقابل قال مصدران بهيئة قناة السويس لرويترز إن كتلة صخرية عُثر عليها أسفل مقدمة السفينة قد تزيد جهود الإنقاذ تعقيدا.

وقال أحد المسؤولين المشاركين في عملية الإنقاذ إنه رغم ما تم من تكريك حتى الآن، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت السفينة عالقة على رمال ناعمة أو مدمجة أو طين، وهو ما سيحدد مدى سهولة تحركها.

وقالت شركة "بي إس إم" إن خبراء التربة موجودون في الموقع لتقديم المشورة بشأن جهود الإنقاذ وإن كراكة أخرى من المتوقع أن تصل بحلول 30 مارس/آذار.

كما نقلت رويترز أيضا عن مصدرين مطلعين على عملية الإنقاذ قولهما إن خزان الصابورة الموجود في مقدمة السفينة تضرر، وسيتعين فحص السفينة بمجرد تعويمها.

عرض روسي

عرضت روسيا على مصر المساعدة في تعويم سفينة الحاويات العملاقة العالقة في قناة السويس، في حين تتواصل الجهود لتعويم السفينة وسط توجه مصري لتخفيف أحمالها.

وقال السفير الروسي في القاهرة غيورغي بوريسينكو في تصريحات لوكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية الحكومية، إن موسكو مستعدة لتقديم أي مساعدة ممكنة.

وتابع أن القاهرة لم تطلب المساعدة من موسكو، لكنه قال إن روسيا "تتعاطف مع ما يحدث راهنا في قناة السويس" التي وصفها بأنها "مجرى مائي مهم للعالم أجمع".

من ناحية أخرى، نقلت صحيفة "ذي هيل" (The Hill) الأميركية عن مسؤولين بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قولهم إن توقف المرور بقناة السويس قد يؤثر على حركة السفن العسكرية الأميركية.

بيد أن المسؤولين أكدوا للصحيفة أن وزارة الدفاع الأميركية لديها بدائل لتخفيف تأثير تعطل قناة السويس، ودعم عملياتها بالمنطقة.

آخر الدواء.. إزالة الأحمال

من جانبه قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع لوسائل إعلام محلية إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمر بالاستعداد لسيناريو تخفيف أحمال السفينة الجانحة في القناة، لكن مصدرا في هيئة قناة السويس قال لرويترز إن أي عملية لتخفيف حمولة السفينة لن تبدأ قبل الاثنين.

ويبحث عمال الإنقاذ التابعون لهيئة قناة السويس وفريق من شركة "سميت سالفدج" الهولندية عما إذا كانت هناك حاجة لإزالة بعض حاويات "إيفر غيفين"، إحدى أكبر سفن الحاويات في العالم، باستخدام رافعة حتى يمكن تعويمها.

وحذر خبراء من أن عملية كهذه ستكون معقدة وطويلة، لكن ربيع قال إنه يأمل أن لا يكون هذا ضروريا، لكنه أشار إلى أنه إذا ما اتضحت أهميته، فإن بلاده ستطلب مساعدة دولية لتنفيذ تلك الإستراتيجية.

من جانبها، قالت مجموعة شحن الحاويات "سي إم إيه-سي جي إم" (CMA CGM) أمس، إنها قررت تحويل مسار بعض السفن لتدور حول رأس الرجاء الصالح بسبب تعليق حركة المرور في قناة السويس.

ويمر نحو 30% من حاويات الشحن في العالم يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية من جميع السلع.