تاريخ النشر: 2022-09-23 09:10:32

لبيد بالأمم المتحدة: حلّ الدولتين "بما يضمن أمن إسرائيل" وتهديد طهران عسكريًّا

 لبيد بالأمم المتحدة: حلّ الدولتين

شبكة وتر-زعم رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، أنه يؤيد حلّ الدولتين في ما يخصّ الصراع الفلسطينيّ - الإسرائيلي، غير أنه أشار إلى أن ذلك يجب أن يتوفّر "بما يضمن أمن إسرائيل"، وذلك خلال خطاب ألقاه مساء الخميس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي تعقد دورتها السابعة والسبعين، والذي جدّد فيه التصريحات الإسرائيلية بشأن إيران، ومساعي تل أبيب لمنعها من حيازة سلاح نووي.

وقال لبيد إنّ "الاتفاق مع الفلسطينيين على أساس دولتين لشعبين هو الحلّ الأمثل لأمن إسرائيل واقتصادها ولمستقبل أطفالنا".

وعَدّ أنّ الاتفاق على أساس حلّ الدولتين هو "الحلّ الأمثل" لأمن إسرائيل واقتصادها، شريطة أن يلقي الفلسطينيون السلاح، إذ قال: "لدينا شرط واحد فقط، أن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية مُحبّة للسلام وأنّ تُلقي سلاحها، بعدها لن تكون هناك قيود"، على حدّ زعمه.

وفي هذا الصدد، خاطب لبيد الفلسطينيين، قائلً: "ألقوا أسلحتكم وأثبتوا لنا أن حركتَي ’حماس’ و’الجهاد’ الإسلاميتين، لن تسيطرا على الدولة الفلسطينية، التي تريدون إقامتها، ألقوا سلاحكم وسيحلّ السلام".

وادعى لبيد أن "غالبية كبيرة من الإسرائيليين تؤيّد... حلّ الدولتين، وأنا واحد منهم".

وفي ما يخصّ الشأن الإيرانيّ، قال لبيد إن إيران "دكتاتورية قاتلة، تبذل قصارى جهدها للحصول على أسلحة نووية، والطريقة الوحيدة لمنع إيران من ذلك، هي تشكيل تهديد عسكري حقيقي (ناجع)"، وعندها فقط يمكن التفاوض على اتفاق معها".

وتابع لبيد: "اليوم يختار العالم ألّا يؤمن بالأسوأ"، مضيفا: "لليهود اليوم دولة، ولدينا جيش، ولدينا صداقات كبيرة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية".

وذكر لبيد أن لدى إسرائيل "قدرات"، مشددا على أنه "لسنا خائفين من استخدامها". وأضاف: "لن نقف مكتوفي الأيدي، إزاء أولئك الذين يحاولون قتلنا".

وأضاف: "هناك دولة عضو واحدة فقط في الأمم المتحدة تعلن صراحة أنها ترغب في تدمير دولة عضو أخرى، صرّحت إيران مرارًا وتكرارًا أنها (تسعى) للتدمير الكامل لدولة إسرائيل".

ودعا لبيد الدول العربية والإسلامية إلى الانضمام إلى "اتفاقيات أبراهام"، خاصًّا بالذكر كلا من السعودية وإندونيسيا.

وفي وقت سابق الخميس، أفادت تقارير إسرائيلية بأن المؤشرات تؤكد أن لبيد لن يذهب أبعد من مجرد التصريح الذي يأتي في سياق انتخابي، وضمن الإطار الذي تحدده المصالح الأمنية والسياسية الإسرائيلية.

بايدن: حلّ الدولتين أصحّ شيء لأمن إسرائيل

بدوره، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في تغريدة عبر حسابه في "تويتر": "أرحب بتصريح لبيد الشجاع في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي جاء فيه أن 'الاتفاق مع الفلسطينيين (يجب أن يكون) على أساس دولتين لشعبين".

وأضاف بايدن: "إنه أصح شيء لأمن إسرائيل واقتصادها ومستقبل أطفالنا. لا يسعني إلا أن أوافق" على ذلك.

في السياق، علق التجمع الوطني الديمقراطي، على خطاب لبيد بالقول إن الأخير "نسخة عن (رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، بنيامين) نتنياهو".

وأضاف التجمع أن "لبيد يزعم أمام العالم أنه يؤيد حل الدولتين لشعبين، لكن على أرض الواقع يواصل الضم الزاحف وبناء المستوطنات واعتقال وقتل الشباب الفلسطيني، لدرجة أن عدد الشهداء برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية هذا العام وصل إلى 83 شهيدا، وهو الأعلى منذ 8 سنوات، ولم ينته العام بعد، إضافة إلى اقتحام المسجد الأقصى والتضييق على البلدة القديمة والمقدسيين، بهدف تهجيرهم. واقتحامات المستوطنين كذلك وصلت حدها الأعلى هذا العام".

وذكر التجمع في بيانه أنه "بعد يومين يحل عيد رأس السنة العبرية، ومنذ اليوم بدأت قوات الاحتلال في القدس بإبعاد الناشطين والمرابطين تمهيدا لاقتحامه من قبل قطعان المستوطنين، بعد أن اقتحمته أمس (الأربعاء)، واليوم (الخميس)، ومثله في عيد العرش وجميع المناسبات التوراتية، لا يمكن لأحد أن يصدق أصحاب العقلية الأمنية والاستعمارية، سيتحولون بقدرة قادر إلى ’حمامة سلام’، وفي انتهاكات حكومة التغيير أكبر مثال على ذلك، كما لا يمكن فهم أو تبرير الزحف للتوصية على مثل هؤلاء".

وفي ختام بيانه أكد التجمع أن "الحل الذي يتحدث عنه لبيد هو حل دولتين لشعبين، دولة يهودية وأخرى فلسطينية، أي أنه مبدأ المساواة مرفوض للفلسطينيين في الداخل، وعليهم العيش بدولة تكرس الفوقية اليهودية والعنصرية، وربما الفصل العنصري".

تعقيب الجبهة والعربيّة للتغيير

من جانبهما، ذكر حزبا الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والحركة العربية للتغيير، واللذين كانا قد قدّما قائمة ثنائية لخوض الانتخابات، بعدما تنصلا من اتفاق سياسي موقع مسبقا مع التجمّع، أدى إلى تفكيك القائمة المشتركة؛ أن خطاب لبيد "بدأ... بالحرب والدعاية، لكنه انتهى بدعوة لحل الصراع بواسطة حلّ الدولتين".

وأضاف الحزبان في بيانهما: "إذا توافدنا بكثافة على مراكز الاقتراع، سنكون في وضع يتيح لنا إجباره بالالتزام بأقواله، والعمل على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل".

وتابعا: "وبالطريقة نفسها، سنتصدى أيضًا للمنظمات الإجرامية وتكاليف المعيشة" في المجتمع العربي، وهي ذريعة سبق أن تذرعت بها القائمة الموحدة التي يرأسها النائب منصور عباس، والتي انضمت إلى حكومة يمينية برئاسة نفتالي بينيت.

ووفقا لمقربيه، وبما يتسق مع التصريحات التي صدرت عنه مؤخرا، يرى لبيد أنه على المدى القريب من غير الممكن الدفع باتجاه تجديد المفاوضات ومن المستحيل التوصل إلى اتفاقيات مع السلطة الفلسطينية لما يراه من ضعفها وفي ظل غياب الاستعداد السياسي من الجانبين، في حين يرى أنه يجب الحفاظ على "حل الدولتين" في الصورة، لتجنيب إسرائيل "كارثة الدولة الواحدة".

وفي حين لا توجد مخططات معلنة للقاء لبيد مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رغم تواجدهما منذ يومين في نيويورك، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد يكون طرح "حل الدولتين" إسرائيليا، من قبل لبيد، يهدف إلى محاولة بث "رسائل طمأنة" في مواجهة التوترات الأمنية في الضفة الضفة المحتلة وتصاعد العمليات ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه، وسط تصاعد الإنذارات التي تروج لها أجهزة الأمن الإسرائيلية من عمليات محتملة خلال الفترة القريبة المقبلة.

كما ذكرت التقارير أن لبيد يهدف إلى تجنب الأثر السلبي الذي قد يتركه خطاب الرئيس الفلسطيني على علاقات إسرائيل الخارجية، وصورتها أمام الرأي العام الدولي، في ظل التقارير التي صدرت مؤخرا عن جمعيات حقوقية ووصفت إسرائيل بأنها نظام فصل عنصري (أبارتهايد)، وفي ظل غياب المؤشرات لدى منظومة "الهسبراة" الإسرائيلية حول ما قد يحمله خطاب الرئيس الفلسطيني من مضامين، وقلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تأثيره على الواقع الميداني المتأجج في الضفة المحتلة.