وحسب المصادر فقد التقى هرتسوغ في الأيام الأخيرة مع نواب حزبه من اجل اقناعهم بالانضمام الى الحكومة. وادعى هرتسوغ على مسمع اعضاء الكنيست ان هناك خطوة سياسية تتطور في الشرق الاوسط، وان هذه فرصة يمنع تفويتها. وحسب المصادر فقد أصر هرتسوغ على تسلم حقيبة الثقافة والرياضة من اجل انتزاعها من الوزيرة ميري ريغف. وقال مصدر رفيع في حزب العمل ان معارضة الانضمام الى الحكومة ضعفت، واذا قدم نتنياهو ضمانات حقيقية بتنفيذ وعوده، لن يبقى هناك ما يمنع الانضمام الى الحكومة مع بداية الدورة الشتوية.
وقال مصدر في الليكود ان نتنياهو يحتاج الى حزب العمل من اجل صد خطوة سياسية محتملة امام الفلسطينيين في الأمم المتحدة، خلال الفترة الفاصلة بين الانتخابات الامريكية وتسلم الادارة الجديدة. وحسب المصدر لا يرغب نتنياهو المشاركة في مؤتمر سلام دولي من دون هرتسوغ، خشية ان ينسحب بينت من الحكومة ويقود الى انتخابات جديدة. وقال ان نتنياهو يريد تعزيز الائتلاف، ايضا، تمهيدا لهدم بؤرة عمونة المقرر في نهاية كانون اول القادم.
وتتكهن المصادر المطلعة بأنه اذا تم هذا الاتفاق وحصل حزب العمل على حقيبة الثقافة والرياضة فان ريغف ستحصل على حقيبة اخرى تسمح لها بالعضوية في المجلس الوزاري المصغر، واذا حصل العمل على حقيبة الزراعة ايضا، فمن المحتمل ان يواصل الوزير الحالي اوري اريئيل ادارة ملف لواء الاستيطان.
ويفاوض هرتسوغ حاليا باسم حزب العمل فقط، وليس باسم المعسكر الصهيوني الذي يجمع الحزب مع حزب الحركة بقيادة تسيبي ليفني، وحسب التقديرات سيحاول هرتسوغ اغواء ليفني على الانضمام للحكومة من خلال عرض حقيبة الخارجية عليها، فيما يتسلم هو منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة وملف المفاوضات مع الفلسطينيين.
وكتب هرتسوغ لأعضاء حزبه امس: "عدت اليوم من اربع ساعات صلاة في الكنيس لأجد نبأ غير مسنود نشر في احد المواقع حول امكانية تشكيل حكومة وحدة. انفي هذا النبأ بشكل قاطع، لم تجر اتصالات في ظل العيد ولم يطرأ أي تغيير على الوضع. اعتذر عن خرق راحة العيد واتمنى للجميع سنة طيبة ومباركة".
في المقابل كتب النائب ايتان كابل على صفحته في الفيسبوك انه لا يعرف عن أي تقدم في الاتصالات، واضاف انه "باستثناء ذلك انا اعارض كل خطوة تقود الى وحدة مزيفة لا تهدف الا تشغيل عدد من رفاقنا. اذا لم تثمر المفاوضات من قبل فمن ناحيتي ليس فقط لا يوجد سبب حقيقي لكي نكون جزء من الحكومة، وانما يمنع منعا باتا ان نكون جزء من حكومة ستكون جحيما للحركة التي ولدت ونشأت فيها، ولا توجد لدي أي نية لأكون جزء من هذا العرض الانتحاري اذا كان يجري اصلا".
وقالت النائب تمار زاندبرغ (ميرتس) تعقيبا على النبأ: "من نفي إلى آخر، حزب العمل يفقد بقية حيويته ويفشل بأداء الدور الحاسم للمعارضة الفاعلة امام الحكومة الاكثر يمينية في اسرائيل، وهذا بالضبط في الوقت الذي نحتاج فيه الى البديل. الضرر الخطير لا يصيب حزب العمل فقط وانما المعسكر السياسي الضخم المتعطش للتغيير، والذي لا يريد حزب هرتسوغ، بل لا يستطيع قيادته. يتضح من الاصوات الخارجة من حزب العمل ان هناك كما يبدو حزبين مختلفين، الاول تقليد لليمين والثاني حزب يساري كالمطلوب لإسرائيل حاليا".