تاريخ النشر: 2016-10-20 09:21:55

تظاهرة نسائية ضخمة امام منزل نتنياهو تطالبه بالسعي الى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين

تظاهرة نسائية ضخمة امام منزل نتنياهو تطالبه بالسعي الى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين
شبكة وتر- تكتب "هآرتس" انه اختتمت مساء امس الاربعاء، امام منزل رئيس الحكومة في القدس، "مسيرة الامل" التي بدأت من رأس الناقورة، على الحدود اللبنانية، قبل اسبوعين. وجرت امام منزل نتنياهو تظاهرة حاشدة شارك فيها حشد كبير من النساء اليهوديات والعربيات من مختلف انحاء البلاد، واللواتي تطالبن رئيس الحكومة بالسعي الى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين. وقام حراس رئيس الحكومة بنشر ستار ضخم غطى مجال الرؤية في شارع بلفور، لكنه تم في كل مركز المدينة الشعور بحضور الآلاف من النساء للمظاهرة. · وقد بادرت الى التظاهرة حركة "نساء تصنعن السلام"، التي تأسست في 2014 بعد عملية الجرف الصامد. وبالذات في ظل طرح الموضوع السياسي على هامش جدول الاعمال القومي، كان من المفاجئ نجاح المنظمات باحضار عدة آلاف من النساء اللواتي ارتدت غالبيتهم ملابس بيضاء. وقد جالت المسيرة شمال اسرائيل وجنوبها، وصباح امس، وصلت الى مناطق السلطة الفلسطينية في منطقة اريحا. وحسب المنظمات فقد شاركت في المسيرة خلال الاسبوعين المنصرمين عشرات الاف النساء. · وكانت ضيفة المسيرة والتظاهرة الحائزة على جائزة نوبل للسلام في عام 2011، ليما بوئي، زعيمة حركة النساء التي ساهمت بوضع حد للحرب في بلادها، ليبيريا، والاطاحة بالطاغية تشارلز تيلور. وقالت بوئي ان مشاركتها للنساء الاسرائيليات والفلسطينيات في المسيرة "كانت ايام أمل، ايام نظرة الى المستقبل، ايام تقول بشكل مطلق ان السلام ممكن". وتحدثت عن اقامة حركة النساء في ليبيريا التي تشكلت في الأساس من نساء تعرضن للاغتصاب او الاصابة خلال الحرب المتواصلة "واللواتي لم تسمحن لأنفسهن بان تكن ساخرات". · وقبل ذلك استقبلت النساء بتصفيق متواصل خطاب الحاخامية هداسا فرومان، ارملة الراب مناحيم فرومان من تكوع، وخطاب كنتها ميخال فرومان، التي اصيبت خلال كانون الثاني الماضي، وهي حامل، في عملية طعن وقعت في المستوطنة التي تعيش فيها. وقالت ميخال التي صعدت الى المنصة مع طفلتها التي ولدت قبل اربعة اشهر، ان المخرب، فتى ابن 16 عاما، كان يمكن ان يقتلها، وانها طوال الطريق الى المستشفى كان واضحا لها بأن الله "يتوجه الي ويريد ايقاظي". · وقالت "ان اختيار الحياة هو اختيار رؤية كل مركبات الواقع هنا، الاعتراف بالحتمية، بالدفاع عن الحياة وكذلك رؤية الضائقة ومد يد مساعدة. من مات لم يعد يشعر، انا اخترت الشعور والتعبير عن كل مشاعري، عن الألم والغضب، ولكن ايضا عن الرحمة والمحبة. الموت يعني الفراق، الحياة هي لقاء، هي سلام، والحياة هنا ستكون ممكنة فقط اذا توقفنا عن اتهام احدنا للآخر، ونتوقف عن ان نكون ضحايا. يجب على الجميع التغلب وتحمل المسؤولية وبدء العمل الصعب من اجل الحياة هنا". · كما عقب الجمهور بالتصفيق على خطاب هدى العرقوب، الناشطة السياسية من الخليل، التي قالت خلال خطاب القته بالإنجليزية، بأنها تقف كامرأة حرة، وان "هذا هو الوقت الذي يجب ان تقول فيه النساء كلمتهن والعمل من اجل السلام والامن للجميع والاعتراف المتبادل". وقال في ختام خطابها "يوجد لكن شريك للسلام". · وتحدث رئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، باللغتين العربية والعبرية، وقال انه "يفخر بوجوده هنا ورؤية النساء اليهوديات والعربيات تسرن معا. هذه هي امكانية التعايش معا. كلنا نرسل من هنا رسالة واضحة لكل الذين لا يؤمنون بأن الانسان اغلى من الأرض". · وتحدثت المغنية ياعيل ديكل باوم، عن صلاة النساء المشتركة التي اقيمت صباح امس في قصر اليهود في منطقة اريحا. وقالت "كنا 4000 امرأة، نصفهن فلسطينيات. قالوا لي انه لا يوجد من نصنع السلام معه. اليوم اثبتنا ان هذا ليس صحيحا". · خلاف علني بين امريكا واسرائيل في مجلس الامن حول "بتسيلم" · كتبت "هآرتس" ان النقاش الشهري في مجلس الامن حول الوضع في الشرق الاوسط، امس، تحول الى خلاف علني وعلى الملأ بين اسرائيل والولايات المتحدة، حول نشاط تنظيم حقوق الانسان "بتسيلم"، فبعد قيام السفير الاسرائيلي داني دانون بمهاجمة "بتسيلم" ومطالبة الامم المتحدة بوقف تمويل التنظيم بادعاء ان ذلك يشكل مسا بالشؤون الداخلية لإسرائيل، خرج نائب السفير الامريكي ديفيد فراسمان، للدفاع عن "بتسيلم". · وقال فراسمان: "نحن نشكر التنظيمات التي ظهرت امام مجلس الامن في الأسبوع الماضي – "بتسيلم" و"اصدقاء سلام الان" في الولايات المتحدة، على تقاسمهم معنا لخبرتهم المهنية. وكما نعترف بنشاط التنظيمات غير الحكومية الأخرى في انحاء العالم، والتي تسلط الاضواء على قضايا صعبه.. من الحيوي ان تدافع الحكومات وتخلق اجواء يتاح فيها سماع كل الأصوات". · وادعى دانون في خطابه ان "اسرائيل هي ديموقراطية فخورة واننا نقدر حرية التعبير، لكننا لا نحترم من ينشرون الأكاذيب عن اسرائيل. هناك ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة تقوم بتمويل "بتسيلم".. ليس صدفة انه تمت دعوة "بتسيلم" لتقديم وجهة نظر خبير خلال نقاش في مجلس الامن، الاسبوع الماضي. هذا تدخل مباشر في العملية الديموقراطية في اسرائيل من قبل جهات معادية لإسرائيل هنا في الأمم المتحدة. انا اطالب بوقف دعم مثل هذه التنظيمات المتطرفة من قبل الامم المتحدة". · وجاءت تصريحات دانون هذه والتي تمثل موقف الحكومة الاسرائيلية، بعد عدة ايام من قيام الادارة الامريكية بالدفاع عن بتسيلم، وتوجيه انتقاد شديد الى الهجوم الذي شنه رئيس الحكومة نتنياهو على "بتسيلم"، على خلفية مشاركتها في اجتماع مجلس الامن الذي ناقش موضوع المستوطنات. · وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الامريكية جون كيربي لصحيفة "هآرتس" ان الادارة الامريكية تقدر المعلومات التي ينشرها التنظيمان حول الاوضاع في الضفة الغربية، واكد ان الولايات المتحدة تعتقد ان على الحكومات الدفاع عن حرية التعبير وخلق اجواء يمكن فيها سماع كل الأصوات. · وقال كيربي: لا انوي التطرق الى كل ما قيل (عن بتسيلم وسلام الآن)، بشكل عام، نحن نؤمن بأن المجتمع المدني الحر والمحرر من القيود هو عامل حاسم في الديموقراطية. وكما قلنا في مرات كثيرة، نحن نؤمن بأنه من المهم ان تدافع الحكومات عن حرية التعبير وتخلق اجواء تتيح سماع كل الأصوات. نحن نشعر بالقلق ازاء تهديد هذه المبادئ في كل مكان في العالم". · وأضاف كيربي انه وكما قال نائب السفير الامريكي في الامم المتحدة، خلال النقاش في مجلس الامن، فان الولايات المتحدة تشكر الجهود التي تبذلها الجهات غير الحكومية في الولايات المتحدة واسرائيل، بما في ذلك اصدقاء "سلام الان" و "بتسيلم"، من اجل اطلاع الادارة على التطورات الحاسمة للأوضاع الميدانية، خاصة البناء في المستوطنات. واوضح: "نشعر بالقلق الشديد ازاء استمرار البناء في المستوطنات. كنا واضحين جدا في معارضتنا القوية لهذه الأعمال التي تخرب على هدف تحقيق السلام." · وتطرق كيربي بذلك الى البيان الذي نشره نتنياهو مساء السبت، والذي هاجم فيه هذين التنظيمين بسبب مشاركتهما في اجتماع مجلس الامن، يوم الجمعة، بل هدد بسحب وظيفة المتطوع من قبل الخدمة القومية في "بتسيلم". · كما نشر نتنياهو، على صفحته في الفيسبوك، هجوما على الحركتين، وصف فيه "بتسيلم" بأنه تنظيم "زائل وغير واقعي"، واتهم الحركتين بالانضمام الى "جوقة التشهير باسرائيل وكررتا الادعاء الكاذب بأن "الاحتلال والمستوطنات" هي سبب الصراع"، على حد تعبيره. كما ادعى ان توجه التنظيمات الى المجتمع الدولي "غير ديموقراطي"، كاتبا ان "ما لم تنجح هذه التنظيمات بتحقيقه في الانتخابات الديموقراطية، تحاول تحقيقه بواسطة الاكراه الدولي". · واضاف نتنياهو في منشوره على الفيسبوك ان "الحقيقة هي ان الفلسطينيين هاجموا اسرائيل طوال حوالي 50 سنة، قبل قيام مستوطنة واحدة. انهم يواصلون مهاجمة اسرائيل من قطاع غزة، حتى بعد خروجنا منها تماما. انهم يهاجموننا من يهودا والسامرة، من خلال مطالبتهم ليس بهذه المناطق فقط وانما بحق العودة الى يافا، عكا وحيفا. هذه المطالب هي التي تدعم التحريض القاتل الموجه ضدنا منذ قيام الدولة". · وحسب رأي نتنياهو فان "هذه الحقائق تثبت ان جدور الصراع ليست "الاحتلال والمستوطنات" وانما الرفض الفلسطيني المتواصل للاعتراف بالدولة اليهودية داخل اية حدود". · وكتب نتنياهو على صفحته ان "رئيس بتسيلم حث مجلس الامن على العمل ضد اسرائيل. ما لا تنجح هذه التنظيمات بتحقيقه في الانتخابات الديموقراطية، تحاول تحقيقه بمساعدة الاكراه الدولي. هذا عمل غير مناسب". واضاف انه "في الديموقراطية الاسرائيلية تتواجد ايضا تنظيمات زائلة وغير واقعية مثل بتسيلم، لكن غالبية الجمهور يعرف الحقيقة. سنواصل الدفاع عن العدالة وعن دولتنا امام الضغوط الدولية".