راديواورينت-أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أن إسرائيل لن تمتثل للقرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي أمس والذي يدعو إلى وقف الاستيطان.
وقال مكتب نتنياهو في بيان: إن "إسرائيل ترفض هذا القرار المعادي لإسرائيل والمخزي من الأمم المتحدة، ولن تمتثل له" حسب تعبيره. وأضاف أن "إدارة أوباما لم تفشل فقط في حماية إسرائيل من هذه العصابة في الأمم المتحدة، بل تواطأت معها وراء الكواليس" حسب قوله.
وأوضح البيان أن "إسرائيل تتطلع إلى العمل مع الرئيس المنتخب (دونالد) ترامب ومع جميع أصدقائنا في الكونغرس، من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، لمحو الآثار الضارة لهذا القرار السخيف" حسب قوله.
وقال السفير الاسرائيلي لدى المنظمة الدولية داني دانون اثر تبني القرار: ان بلاده توقعت ان تلجأ واشنطن الى الفيتو "ضد هذا القرار المشين". واضاف "أنا واثق بأن الادارة الاميركية الجديدة والأمين العام الجديد (للأمم المتحدة) سيبدأان مرحلة جديدة على صعيد العلاقة بين الأمم المتحدة واسرائيل".
من جهته، اتهم مسؤول اسرائيلي أمس باراك اوباما ووزير الخارجية جون كيري بالوقوف خلف مشروع القرار. وقال المسؤول رافضا كشف هويته لفرانس برس: ان "الرئيس اوباما والوزير كيري يقفان خلف التحرك المشين ضد اسرائيل في الأمم المتحدة" حسب قوله.
واضاف ان "الادارة الاميركية دبرت سرا مع الفلسطينيين ومن خلف ظهر اسرائيل قرارا متطرفا معاديا لاسرائيل، سيفيد الارهاب وحركة المقاطعة ويؤثر بشكل فاعل على جعل الحائط الغربي جزءا من الاراضي الفلسطينية".
وذكرت القناة العبرية الثانية ان الرئيس محمود عباس حقق انتصارين خلال الأسبوعين الماضيين، "انتصار اليوم (أمس) في مجلس الأمن الدولي، والانتصار الآخر في مؤتمر فتح السابع". وقال رئيس حزب "هناك مستقبل" يئير لابيد: "لن يلزمنا أحد بأي قرار، لو سمعنا صوت العالم لما قامت اسرائيل بعد الهولوكوست". وقال عضو الكنيست عن المعسكر الصهيوني يوئيل حاسون: "القرار جاء نتيجة اهمال نتنياهو المشغول بنفسه".
وقالت تسيبي ليفني: "قرار مجلس الأمن سيئ لإسرائيل، وهي نتيجة خضوع نتنياهو لليمين المتطرف". وقالت زهافا غالؤون زعيمة حزب ميرتس اليساري: "سعيدة بأن الادارة الاميركية لم تستعمل الفيتو - الذي جاء ضد سياسة الضم والتوسع لحكومة نتنياهو وليس ضد اسرائيل. القرار جاء نتيجة قانون التسوية - فحين ينتهي الخجل من حكومة اسرائيل، ينفد صبر العالم".
وقال عضو الكنيست ايتان كابل من المعسكر الصهيوني: "يتضح أن نتنياهو ليس ساحرا. للأسف سيدفع الجمهور الاسرائيلي ثمنا باهظا". ووصف يوآف كيش، رئيس "منتدى ارض اسرائيل الكاملة" في الكنيست أوباما بـ "الخائن". وقالت عضو الكنيست عن المعسكر الصهيوني اييلت نحمياس- فاربين ان: "سياسة ادارة الصراع التي يقوم بها نتنياهو هي التي أدت الى هذه النتيجة".
وقال عضو الكنيست عن "المعسكر الصهيوني" ارئيل مرغليت: "القرار وصمة عار على جبين نتنياهو الذي قاد سياسة حل الصراع فأدى الى عملية سياسية ضد اسرائيل تشكل خطرا على المستوطنات الكبيرة".
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس أمس: إن الولايات المتحدة تخلت عن إسرائيل بامتناعها عن التصويت. وأضاف شتاينتس المقرب من نتنياهو لتلفزيون القناة الثانية "هذا ليس قرارا ضد المستوطنات.. إنه قرار ضد إسرائيل.. ضد الشعب اليهودي والدولة اليهودية. الولايات المتحدة تخلت الليلة (الماضية) عن صديقها الوحيد في الشرق الأوسط".
ودافع البيت الأبيض عن قراره الامتناع عن التصويت قائلا: إن التوسيع السريع للنشاط الاستيطاني يعرض للخطر حل الدولتين. ورفض بن رودس نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض أيضا انتقادات من الرئيس المنتخب دونالد ترامب للقرار الأميركي الامتناع عن التصويت قائلا: إن الرئيس باراك أوباما هو رئيس الولايات المتحدة حتى العشرين من كانون الثاني. ودعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري إسرائيل والفلسطينيين إلى تطوير آفاق حل الدولتين.
وقال كيري في بيان: إن الولايات المتحدة لم تتفق مع كل ما ورد في قرار مجلس الأمن لكنه قال: إن القرار "أدان بصورة صحيحة العنف والتحريض والأنشطة الاستيطانية ويدعو الجانبين لاتخاذ خطوات بناءة لتغيير التوجهات وتطوير آفاق حل الدولتين". من جانبه اعلن دونالد ان "الأمور ستكون مختلفة في الأمم المتحدة" بعد دخوله البيت الأبيض.
وكتب ترامب على تويتر "بالنسبة الى الأمم المتحدة، ستكون الأمور مختلفة بعد 20 كانون الثاني".
وندد رئيس مجلس النواب الأميركي بول ريان والسيناتور جون مكين وكلاهما من الجمهوريين بقرار إدارة أوباما الامتناع على التصويت.
وقال ريان في بيان: إن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت "مشين بالقطع" و"ضربة للسلام"، حسب قوله، بينما قال مكين: إن الخطوة تجعل الولايات المتحدة "متواطئة في هذا الهجوم الفظيع" على إسرائيل.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: إنه رحب بتبني مجلس الأمن للقرار. وقال المتحدث ستيفان دوجاريك: "الأمين العام ينتهز هذه الفرصة لتشجيع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين على العمل مع المجتمع الدولي لخلق أجواء مواتية للعودة لمفاوضات جدية". -