صحيح ان يقظة ادارة أوباما وكيري جاءت متأخرة في نهاية الولاية بعدما وعد أوباما في بداية ولايته الأولى بالعمل من اجل حل سلمي للقضية الفلسطينية.
والآن تستضيف فرنسا هذا المؤتمر الذي أعد له بطلب من وزير الخارجية، المبعوث الفرنسي الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط بيار فيمون، وهو احد ابرز ديبلوماسيي الخارجية الفرنسية والمعروف بكفاءته وقد عمل مطولاً على هذا الملف عندما كان مدير مكتب وزير الخارجية الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان ثم عندما كان سفيراً لفرنسا في واشنطن وبعد ذلك تولى منصب مساعد للمسؤولة عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وقام بجهد كبير على الملف مع سفيرة فلسطين السابقة في الاتحاد ليلى شهيد.
فيمون يعرف السياسة الإسرائيلية والوضع الفلسطيني معرفة عميقة وهو مدرك صعوبة الملف ولكن باريس لا تريد الاستسلام وهي عازمة على التأكيد عبر حضور ٧٠ دولة وغياب المعني الإسرائيلي انه لا يمكن للدولة العبرية ان تستمر بهذا النهج. ولكن التعنت الإسرائيلي هو المهيمن وحل الدولتين ابتعد في شكل كبير مع القيادات الإسرائيلية وحليفها ترامب اذا نفذ وعود حملته الانتخابية.
والمأساة ان اسرائيل على رغم قرار مجلس الأمن الذي يمنع الاستيطان ستزيده وتكثف مساكن المستوطنين في القدس والأراضي الفلسطينية لأنها ترفض مبدأ الدولة الفلسطينية، وتواجه التخوف من التوسع الديموغرافي للشعب الفلسطيني في الدولة العبرية ببناء مستوطنات ستزيد من التوتر وغياب الأمن. فالدولة العبرية المتمسكة بيهوديتها غير واعية لخطورة سياستها.
إن أهمية المؤتمر الفلسطيني هي في التأكيد للمجتمع الإسرائيلي أن سياسة قاداته ليست لمصلحته. فإسرائيل الآن مرتاحة جداً للحروب التي تحيط بها في العالم العربي، خصوصاً في سورية حيث «حزب الله» منشغل بحربه على الشعب السوري، والجيش السوري في حالة مزرية، وصديق اسرائيل الروسي بوتين مهيمن في الإقليم. فمؤتمر باريس الذي رفضته إسرائيل بقوة هو إصرار دولي على معايير السلام وحل الدولتين مع بداية عهد ترامب.