شبكة وتر- كتب حسن عبد الجواد - في يوم ميلاده الذي صادف، يوم أمس، زف الأسير الجريح رائد الصالحي ابن ال 21 عاما، المحسوب على الجبهة الشعبية، شهيدا في موكب مهيب إلى مقبرة الشهداء في قرية ارطاس المحاذية للمخيم، مرفوعا على الأكف، وملفوفا بالعلم الفلسطيني، وسط هتافات التنديد بجرائم الاحتلال، وزغاريد النسوة، وأغاني الثورة الفلسطينية التي كانت تصدح بها مكبرات الصوت.
وانطلق موكب تشييع جثمان الشهيد الصالحي من ساحة مستشفى بيت جالا الحكومي، محمولا على الأكتاف، وسط هتافات التنديد بجريمة اغتياله بدم بارد، والشعارات الداعية لمقاومة الاحتلال وإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية، مرورا بالطريق الرئيسي بيت لحم – الخليل، ودوار بوتين، وصولا إلى مدخل مخيم الدهيشة الرئيسي، حيث كان في استقباله ألاف من المواطنين.
وتوجه المشاركون في تشييع جثمان الشهيد الى منزل عائلة الصالحي، حيث ألقيت علية نظرة الوداع الأخيرة من قبل والدته وأشقاءه وشقيقاته وأقرباءه ورفاقه، ومن ثم انطلق المشيعون للصلاة على جثمانه الطاهر، في ساحة مدرسة الدهيشة.
وبعد الصلاة عليه انطلق موكب تشييع جثمان الشهيد الصالحي، بمشاركة الاف المواطنين، على الطريق الرئيسي مرورا بالدفاع المدني ومدخل قرية ارطاس، وصولا إلى مقبرة الشهداء، وهم يهتفون بحياة الشهيد وفلسطين والوحدة الوطنية ومواصلة مقاومة الاحتلال، ويرفعون الأعلام الفلسطينية والرايات الفصائلية، وينددون بجرائم المحتلين ضد الشعب الفلسطيني.
ولدى وصول المشاركين في تشييع الجثمان إلى مقبرة الشهداء، تمت موارة جثمان الشهيد الثرى، وألقيت كلمة باسم الجبهة الشعبية، نددت بجريمة اغتيال الشهيد الصالحي والعدوان المستمر من قبل قوات الاحتلال على مخيم الدهيشة، ودعت إلى استمرار مواجهة الاحتلال، وتعزيز خيار الوحدة الوطنية طريقا للحرية والاستقلال، والخلاص من الاحتلال.
وكان الصالحي الذي أصيب بسبع رصاصات خلال مداهمة منزل عائلته، استشهد الأحد الماضي في مستشفى هداسا عين كارم، متأثرا بإصابته من قوات الاحتلال، وتسلم الهلال الأحمر، جثمانه من الاحتلال على الحاجز العسكري 300 على مدخل بيت لحم الشمالي، حيث تم نقله الى مستشفى بيت جالا الحكومي.
وقالت والدة الشهيد الصالحي التي ودعته بحنان ودموع الأم : " الاحتلال جاء لاغتيال ابني، ولم يكن يهدف إلى اعتقاله. واضافت:" يصادف اليوم "امس" ذكرى ميلاده وها نحن نودعه ونحتفل بعيد ميلاده لكن بطريقة مختلفة."
هذا وقد عم الإضراب الشامل الذي دعت إليه لجمة التنسيق الفصائلي في المحافظة مدن ومخيمات وقرى محافظة بيت لحم، وأغلقت المحلات التجارية والمؤسسات والمدارس والجامعات أبوابها، حدادا على روح الشهيد، وتضامنا مع عائلته.
وحمّل وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع حكومة الاحتلال المسؤولية عن استشهاد الصالحي، متهما الاحتلال بإعدامه بإطلاق الرصاص الحي عند اعتقاله من مسافة صفر.
ونددت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم بجريمة إعدام الشهيد الصالحي برصاص قوات الاحتلال، وطالبت بتقديم مرتكبيها إلى المحاكم الدولية وعدم إفلاتهم من العقاب. وشددت على ان خيار الصمود والوحدة الوطنية هو الطريق الوحيد للخلاص من الاحتلال.
هذن واقيمت خيمة عزاء للشهيد الصالحي بالقرب من صرح الشهيد في مخيم الدهيشة حيث امها عدد كبير من المواطنين من المحافظة، ومختلف المحافظات الفلسطينية.