ولذلك فإننا سنتناول في هذا المقال بعض قصص الجواسيس الذين لمعت أسماؤهم في عالم الجاسوسية.
صُنفت كأخطر جاسوسة جندها الموساد الإسرائيلي لنقلها معلومات عن الجيش المصري في الفترة ما بين حربي يونيو/تموز 1967 وأكتوبر/تشرين الأول 1973.
هبة هي ابنة وكيل وزارة التربية والتعليم عبد الرحمن عامر سليم فى ذلك الوقت، وقد ورثت الشعور بالخيبة إثر نكسة 1967، وفقدت الثقة بالعرب وشعرت أن المستقبل كله لإسرائيل.
بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة عام 1968، سافرت إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي، والتقت هناك بفتاة يهودية دعتها ذات يوم لسهرة بمنزلها، وهناك التقت بلفيف من الشباب اليهود، وعلى مدى لقاءات طويلة مع الشباب اليهودي والامتزاج بهم بدأت تفكر في خدمة إسرائيل.
تم تجنيدها من قبل الموساد، وقامت بعد ذلك بتجنيد المقدم مهندس صاعقة فاروق عبد الحميد الفقي الذي كان عاشقاً لها منذ الطفولة، أما هي فلم تكن تبادله هذا الشعور، لكنها وافقت على خطبتها منه لأنه كان يشغل منصب رئيس أركان حرب سلاح الصاعقة.
وقد بدأت تدريجياً تسأله عن بعض المعلومات والأسرار الحربية، وبالذات مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا.
ومع استهداف الطيران الإسرائيلي المتواصل لمنصات الصواريخ المصرية كان الأمر يشير إلى وجود "عميل عسكري" يقوم بتسريب معلومات سرية جداً إلى إسرائيل.
ونجحت المخابرات المصرية في كشف أمر الضابط الخائن وتم القبض عليه، وفي التحقيق معه اعترف الضابط الخائن تفصيلياً بأن خطيبته جندته بعد قضاء ليلة حمراء معها.
هو جنوب إفريقي ولد في سبتمبر/أيلول 1877م، وقد حارب ضد البريطانيين عند استعمارهم لجنوب إفريقيا مما أدى للقبض عليه، لكنه تمكن من الهروب من السجن والوصول إلى بريطانيا وكله عزم على الانتقام.
تمكن فريديريك خلال فترة بسيطة من أن يتجنّد في الجيش البريطاني، وتم إرساله لجنوب إفريقيا للعمل مع الجيش هناك، واستغل موقعه ليقوم بعمليات تخريب ضد العمليات البريطانية مما أدى لسجنه مرة أخرى، ولكنه وكالعادة تمكن من الهرب مرة أخرى.
حاول تأسيس منظمة داخلية في بلده للانتقام بعد أن قتل المستعمر البريطاني أخته وقام بأسر أمه، ولكنه تعرض للخيانة وتم سجنه للمرة الثالثة وإرساله لبريطانيا، ولكن فك أسره بسبب دخول بريطانيا في حرب، وقد تمكن في ذلك الحين من تعقّب القائد Lord Kitchener وتمكن من قتله في إسكوتلندا.
وبعد قيام الحرب العالمية الثانية، استغل معاداة ألمانيا لبريطانيا وانضم للجيش الألماني وأصبح جاسوساً لهم، وساهم بشكل كبير في عمليات الجيش الألماني، مما أدى لمنحه "الصليب الحديدي"، وهو وسام ألماني يعطى لشجاعة الجندي.
وهي حسناء أردنية من أصول شركسية، ولدت عام 1939 بضواحي عمان ولم تحصل على مجموع جيد في الثانوية العامة بالأردن، فقرر والداها إرسالها إلى النمسا لمتابعة دراستها.
وقعت أمينة في حب طيار نمساوي يهودي، هو شقيق صديقتها اسمه موشي بيراد، عرض عليها التخلي عن الإسلام واعتناق اليهودية إن هي أرادت الزواج منه!
بعد ذلك سافرا معاً للاستقرار في الأراضي المحتلة بإسرائيل عام 1972، خوفاً على حياتها من ملاحقة أفراد عائلتها.
انضم موشي إلى الجيش الإسرائيلي كطيار في سلاح الجو، لكنه توفي مطلع عام 1973، بعدما تمكنت المدفعية المضادة للطائرات التابعة للجيش العربي السوري من إسقاط مقاتلته.
قررت أمينة أن تنتقم وتعمل مع الموساد الإسرائيلي الذي جندها لحسابه بسهولة تامة، وسافرت إلى لبنان في هيئة طبيبة عربية تساهم في إعادة تأهيل ضحايا المعارك المستمرة مع العدو الإسرائيلي.
وقد تمكنت بذكائها من التغلغل داخل المخيمات والوصول حتى إلى مكتب ياسر عرفات نفسه، وحصلت منه على توقيع يسمح لها بالتجول في المواقع العسكرية والمخيمات.
تسببت أمينة بخياناتها في إحباط الكثير من عمليات المقاومة، كما ساعدت الجيش الإسرائيلي في الكثير من المواقع المدنية والعسكرية.
قبضت عليها الشرطة وتم إبدالها باثنين من رجال المقاومة الفلسطينيين واستقبلها الموساد فى إسرائيل ومنحها 60 ألف شيكل.
ولدت ماتا هاري عام 1876 من أم أندونيسية وأب هولندي، واسمها الحقيقي "مارغريتا زيلا"، وقد فتنت جماهير باريس برقصاتها التي كانت تؤديها كراقصة في معبد هندي.
مرة فوجئت بأحد ضباط المخابرات الألمانية في حجرتها، وعرض عليها العمل مباشرة لحساب المخابرات الألمانية. وافقت وبدأت بتوطيد علاقاتها مع المسؤولين الفرنسيين وكبار قادة الجيش وأخذت المعلومات وسربتها للألمان.
كانت تلعب دور الممرضة في جيوش الحلفاء أثناء الحرب العالمية الأولى، وكان الضباط يعجبون بـ"ماتا هاري" الممرضة ويفتنون بها وينقلون إليها المعلومات العسكرية والخطط الحربية.
وضعت تحت المراقبة من قبل الأمن الفرنسي بعد أن أثيرت الشكوك حولها حتى اكتشف أمرها وبدلاً من إدانتها، انتهت باتفاق أن تعمل لحسابهم، وتم إرسالها في مهمة سرية إلى بلجيكا حيث التقت ببعض العملاء السريين الفرنسيين، وأعطتهم معلومات خطرة عن الألمان، وأصبحت "ماتا هاري" عميلة مزدوجة.
سرعان ما اكتشف الألمان أمرها وبدؤوا في مراسلتها بشكل صريح بخطابات مستخدمين شيفرة يفهمها الفرنسيون، مما جعل الفرنسيين يلقون القبض عليها بتهمة التجسس لحساب الألمان.
