تاريخ النشر: 2018-11-03 08:28:38

في مرايا حانة

في مرايا حانة

شبكة وتر- هو غريب مثل حمام الساحات
لا نهر العابرين يشبهه، ولا سقوف المحطة القديمة الملبدة بالسخام، ولا القطارات.
السيدة، ذات القبعة الطويلة المزركشة، عائدة في المساء من عملها البهلواني في سيدني هاربر.
لا تفهم مغزى ابتسامته ولا ما يحسُّه من تشابهٍ بينهما.
بم يدخل المدينة؟
بأي شيء يكسر ما يحيطه من هالات الانفصال؟
بأي أذن يستقي الأصوات؟
هو الذي ترده إليه انعكاساته على الزجاج..
الذي يستعين بالنبيذ على الخرائط.
يجرُّ الغريب خلفه في حقيبة ضخمة
ذاكرةً قديمة، حالماً بالذهاب إلى حانة المدينة
يستحضر حياة ظلال
عبرت في المرايا هناك،
ينثر حقيبته على سرير في فندق،
أو ينتظر الباص ويراقب العشب!
كل ما يريده هو أن يسهو بسلام في حانة يضيء كراسيها الشاغرة ضوء النهار،
يحفّ به ندمان غائبون من أبناء الأبد.