تاريخ النشر: 2020-03-13 10:24:39

هكذا تراجعت الإشاعات إلى حد التلاشي

هكذا تراجعت الإشاعات إلى حد التلاشي

شبكة وتر-في الأيام الثلاثة الأخيرة، خَلَتْ الصفحة الرسمية لوزارة الصحة، وكذلك تصريحات الناطق الرسمي من بيانات نفي الإشاعات، وانصبت الجهود على نقل المستجدات والإرشادات وآخر التطورات. في المقابل شهدت الأيام الأولى لإعلان حالة الطوارئ بيانا واحد على الأقل يوميا لنفي إشاعات هنا وهناك. فما الذي تغيّر؟

في وسائل التواصل يختلط الحابل والنابل، ويقوم الناس بمشاركة منشورات لا يعرفون مصدرها، غالبا بحسن نية لأن القصد تعميم الفائدة، أو ربما بهدف حصد الإعجابات والتنافس في النشر، لكن مصدر الإشاعة الأول (أي الذي يقوم بصناعتها وبثها لأول مرة) فغالبا ما تكون لديه أهدافه الخبيثة.

لم يكن تحرك الجهات المختصة كافيا في النصف الأول من أسبوع حالة الطوارئ لردع الإشاعة، وكانت النتيجةُ مزيداً من حالات الخوف والهلع مع سريان كل إشاعة، بينما شهد النصف الثاني من الأسبوع تحركا جديا ووضع عدد من مطلقي الإشاعات في السجن.

ويبدو أن الأدلة كانت كافية لدى القضاة الذين نظروا هذه القضايا فصدر خلال يومين تمديد توقيف 3 أشخاص لمدة 15 يوما بناء على طلب من النيابة العامة. فتحقق ردع كبير بعد انتشار هذه الأخبار كالنار في الهشيم، وهو ما ولّد شعورا عاما بتحمّل المسؤولية في حال نشر أي أقاويل غير موثقة من مصدر غير معروف.

وتحمل قرارات التوقيف القضائية بحق متهمين بإطلاق الإشاعات دلالات هامة، خصوصا أن السلطة القضائية سبق وأعلنت أنها تعمل بالحد الأدنى، وتنظر فقط في الطلبات المستعجلة.

ما حصل أوصل رسالة إلى أن مطلق الإشاعات في هكذا ظروف وبمعزل عن عقوبته في حال ثبوت التهمة لاحقا، هو شخص خطير يستحق التوقيف، في وقت فيه توجه عام لإخلاء سبيل السجناء والموقوفين غير الخطيرين لحين استقرار الوضع الوبائي

وشهد النصف الأول من أسبوع حالة الطوارئ صدور 3 تعميمات عن نقابة الصحافيين ولجنة أخلاقيات المهنة فيها، حاولت النقابة خلالها وضع ضوابط للتغطية في الحالة غير المسبوقة، بعد أن تلقت شكاوى من أطراف مختلفة، ونجح أشخاص بتضليل عدد قليل جدا من الصحافيين من خلال نشر معلومات مغلوطة لغاية في "نفْس يعقوب"، وكانت نتيجتها إثارة الهلع. ويوحي توقف صدور التعميمات من نقابة الصحفيين بحالة عامة تَنَبه فيها الصحفيون ووسائل الإعلام الرصينة إلى أهمية الالتزام بوحدانية المعلومة وهي الناطق الرسمي أو من ينوب عنه. والانطلاق إلى تغطية التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لفايروس كورونا، فضلا عن نقل قصص إنسانية تلامس الوجدان.

ورغم أن هناك من تسمح له نزواته الشريرة باختلاق إشاعات وضرب مناعة مجتمعه في أحلك الظروف، ووجود من يستخف بالحالة ويرى أنها فرصة للتسلية، أو من يسعى لاستغلال الحالة لتحقيق منافع خاصة وضرب خصومه ومنافسيه، إلا الجبهة الداخلية تبدو متينة وحالة التضامن بين المجتمع تتعزز، والمخفي من المبادرات الخلاقة للتكافل المجتمعي أكثر من المعلن، وكلها عوامل تزيد الضوء في نهاية النفق توهجا.