تاريخ النشر: 2020-04-29 08:15:16

آهات المنتكسين في بيت لحم

آهات المنتكسين في بيت لحم

شبكة وتر- في السابع من هذا الشهر، كان لدى مرام أبو عيطة، ما يجعلها تحتفل، بعد أن أظهرت نتائج الفحص خلوها من فيروس كورونا، الذي أصيبت به، ومكثت في الحجر في فندق براديس في بيت لحم، المدة اللازمة.
استقبلت عائلة مرام، في بيت ساحور ابنتها، بالابتهاج والاحتفال، بعد تعافيها، ولكن فحصا جديدا للفيروس ، أظهر نتيجة إيجابية، فأصبحت ضمن حالات الانتكاس في فلسطين التي أعلنت عنها وزيرة الصحة الدكتورة مي كيلة، ووصفها الدكتور محمد اشتية رئيس الوزراء، بأنها أمر محير.
وحسب آخر إحصائية رسمية، على لسان كيلة، فإن عدد حالات الانتكاسة بعد التعافي من فيروس كرونا في فلسطين وصلت إلى 18 حالة.
ولم تظهر أية أعراض على مرام، وعلى غيرها من المنتكسين، وأظهرت فحوصات أكثر من عشرين من المخالطين لمنتكسين، عدم إصابتهم بالعدوى.
سمح لمرام بالبقاء في منزلها، مثلما سمح لآخرين من المنتكسين، ولكن أشهرهم نقولا قواس (29) عاما، وهو من أوائل المصابين بالفيروس في فلسطين، ما زال في مركز الحجر الصحي في بيت لحم، منذ أكثر من خمسين يوما، مع شقيقته ميرنا، وروزان الشاعر وآخرين.
يشعر قواس، بمرارة، لعدم إخلاء سبيله، معتبرا أن استمرار وجوده في الحجر الصحي يخالف بروتوكولات وزارة الصحة في التعامل مع فيروس كورونا.
وبث قواس، رسائله إلى الجمهور والمسؤولين، مباشرة، عبر صفحته على الفيسبوك، من داخل مركز الحجر، الذي أقيم في المركز الوطني لمعالجة الإدمان في بيت لحم.
وتحدث قواس، باسم المنتكسين، مستنكرا ما وصفها حالات التنمر التي يتعرضون لها من قبل محيطهم، وتوسع دائرة التنمر لتشمل عائلات وأقرباء المنتكسين.
وقال: "للناس كرامات، ومن المهم أن نتعامل معهم باحترام، والحالة النفسية للمريض نصف العلاج وقد تكون أكثر".
وتطرق لما سماها بعض القصص: "في الواقع فإن المنتكسين يتعرضون لأكثر من تنمر، مع أقاربهم، وينظر إليهم بأنهم وباء يمكن أن ينقلوا العدوى للآخرين، وهناك من يرمون قمامتهم على أبواب منازل المنتكسين، وأقاربهم، حتى يمنعوهم من الخروج من منازلهم. المصاب بالفيروس إنسان وليس وباء".
وجادل قواس في مواضيع طبية، مشيرا إلى أن تعريف الانتكاسة الصحية بشكل عام، يعني وجود مؤشرات على تدهور الحالة الصحية للشخص، والانتكاسة للمتعافين من فيروس كورونا، تعني أن الفيروس تغلب على مناعة المصاب، وعودة الأعراض، وأن مؤشر تركيز الفيروس عال في الجسم.
وتساءل: "هل الانتكاسات التي أعلن عنها هي فعلا انتكاسات؟ معظم من أعلن بأنهم انتكسوا، بعد تعافيهم، لا يوجد عليهم أية أعراض تتعلق بفيروس كرونا، وفحوصاتهم تشير إلى أن تركيز الفيروس هو على الحافة، أي أنه ليس تركيزا مرتفعا".
ويعتقد بعدم وجود دقة في مصطلح الانتكاسة، وأن ما يقال على المنصات الإعلامية الرسمية والإعلامية، حول الانتكاسات، قد يفهم بشكل خاطئ.
وقال: "لا أرى ضرورة الإعلان عن انتكاسة، لمن يوصفون بالمنتكسين، فمثل هذا الإعلان، ليس سبقا صحفيا، لأن الحديث عن انتكاسة إذا فهمت بطريقة خاطئة قد يكون انعكاسها مدمرا".
وأضاف: "على الجميع أن يعلم، بأن ما يوصفون بالمنتكسين، لا ينقلون العدوى، أرجو عدم استخدام مصطلح انتكاسة، كي لا يحدث تجييش ضدهم".
ونوه: "سألت أكثر من طبيب، وتأكدت بأنه فيما يتعلق بالمنتكسين، فإن الفحوصات طبيعية، والأعراض طبيعية، لذا فإنني أنبه من الإعلان عن الانتكاسات، ومن مصطلح انتكاسة نفسه فيما يتعلق بالمتعافين، خصوصا وان إعلان انتكاسة في الانجازات الصحفية يشجع ضعاف النفوس لممارسة التنمر بأبشع صوره، وأتمنى من الذين تعرضوا لذلك أن يحكوا عن تجاربهم".
ودعا قواس لإطلاق حملة تفضح مروجي الشائعات عن المصابين والمتنمرين، على أشخاص لم يختاروا المرض، واتخاذ الجهات الرسمية المقتضى القانوني بحقهم.
وتحدث قواس عن تجربته، في المركز العلاجي، حيث يلقى المرضى، عناية طبية كبيرة، وقال: "أجريت فحصين متتالين، وكانت النتيجة سلبية، بينهما أكثر من 24 ساعة، ووفق البروتوكولات فإنه يجب فك العزل، والإعلان عن الشخص كمتعاف".
وقال إنه حسب منظمة الصحة العالمية، فإن المرضى يخلى سبيلهم، إذا لم تسجل وجود حرارة لمدة ثلاثة أيام أو أكثر، مع عدم وجود أعراض، وتحسن صورة الأشعة للرئتين.
ولكن لم يتم الإفراج عن قواس، الذي تحدث عن الفحص الذي خضع له للمرة الثالثة: "انتظرت ثلاثة أيام ولم تصل النتيجة، أخذت أدوية زيادة عن اللزوم. من حق الطبيب والإدارة الطبية أن تصلهم النتائج الدقيقة. اضطررت لتحريك الأمر، واكتشفنا أن العينة الثالثة التي أخذت مني نسيت، ولم يتعلق الأمر بي فقط ولكن بأربعة آخرين في المركز، المهم جاءت النتيجة سلبية، ولكي نطمئن أكثر خضعت لفحص رابع، وكانت النتيجة على الحافة".
وأضاف: "نحن كمصابين متعافين، أو المنتكسين لا تظهر عليهم الأعراض، وكل الفحوصات ممتازة، نحن بأفضل حال، بعيدا عن التنمر الذي نتعرض له. لماذا لا يفك عزلنا؟".
وطالب بإجراء فحوصات مخبرية لقياس المناعة للمحجورين، حتى يتم التأكد إذا ما زالوا مصابين أم أنهم تعافوا فعلا؟
وقالت الدكتورو كيلة، في الإيجاز الصحفي أمس: "بالنسبة للحالات التي ظهرت نتائج فحوصها ايجابية، فهذا يعني انه لا يزال عندها الفيروس أو بقايا الفيروس، استعرضنا الحالات التي لدينا، ودرستاها من حيث تاريخ الإصابة، والعلاج، حتى نستطيع أن نقول شيئا في الاجتماع الذي سيعقد بيننا وبين فنيين من منظمة الصحة العالمية بعد يومين".
وأضافت: "تبين أن غالبية المخالطين للمنتكسين، لم تنقل إليهم العدوى، لدينا مصابين منذ أكثر من 55 يوما في الحجر، ليس لدينا قرار قطعي بشأن إخراج المعزولين، وهم ليسوا معتقلين لدينا، نعرف أنه ليس لديهم أعراض، ويتوقون للخروج، ونحن ندرس الموضوع حاليا".
وقالت بأنها سمعت بعض المرضى يشكون من حالات تنمر، ووجهت مناشدة للمجتمع المحلي، باحتضان المصابين بالكورونا، مشيرة إلى أن كل واحد منا يمكن أن يصاب الفيروس. ودعت: "لا تنمر على أي مريض من مرضى الكورونا".