تاريخ النشر: 2020-07-21 08:19:37

سد النهضة.. اتفاق نهائي مرتقب بقمة أفريقية مصغرة وتفسيرات في السودان لانحسار مياه النيل

سد النهضة.. اتفاق نهائي مرتقب بقمة أفريقية مصغرة وتفسيرات في السودان لانحسار مياه النيل

شبكة وتر- قال مصدر دبلوماسي أفريقي للجزيرة إنه من المنتظر أن يُوقع خلال القمة الأفريقية المصغرة -التي ستعقد غدا- اتفاق نهائي بشأن سد النهضة الإثيوبي، في حين قدمت جهات رسمية في السودان تفسيرات لسبب الانحسار المفاجئ في مياه النيل ورافديه.

وسيشارك في القمة -التي ستجرى عن بعد- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيسي وزراء السودان عبد الله حمدوك، وإثيوبيا آبي أحمد، وبرئاسة جنوب أفريقيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي.

وذكر المصدر الدبلوماسي في تصريحات للجزيرة أن الوساطة الأفريقية أجرت اتصالات مع قادة كل من مصر والسودان وإثيوبيا، وأن فريق المراقبين -الذي يضم إلى جانب الاتحاد الأفريقي كلا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة- شارك في مسودة الاتفاق، التي ستوقع كمقترح توفيقي في المسار القانوني والفني.

وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن فريق المراقبين سيكون ضامنا للاتفاق بين الأطراف الثلاثة.

وشكل سد النهضة مصدرا للتوتر في حوض نهر النيل بين الدول الثلاث منذ بدأت إثيوبيا بناءه عام 2011، وهو أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية. وترى مصر والسودان أنه تهديد لإمدادات المياه الحيوية لهما، في حين ترى إثيوبيا أنه ضرورة للتنمية، ومضاعفة إنتاجها من الكهرباء.

وكان وزراء الري في السودان وإثيوبيا ومصر أنهوا الاثنين اجتماعات عبر تقنية الفيديو كانوا قد استأنفوها في 3 يوليو/تموز الجاري، من دون التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد، وهي المفاوضات التي تجري برعاية أفريقية، وتتمسك أديس أبابا بملء وتشغيل السد خلال الشهر الحالي، في حين ترفض مصر والسودان هذه الخطوة قبل التوصل إلى اتفاق ثلاثي.

القضايا الخلافية
وستناقش القمة الأفريقية المصغرة القضايا الخلافية بشأن سد النهضة، وأبرزها معالجة آثار سنوات الجفاف القصيرة والمتوسطة والطويلة، أثناء تعبئة وتشغيل السد، ومدى إلزامية الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها بين الدول الثلاث، وكيفية فضّ النزاعات إذا نشأت حول الاتفاقات.

وقال مصدر حكومي سوداني للجزيرة -في وقت سابق- إن الخرطوم والقاهرة تتمسكان بضرورة إلزامية ما يتم الاتفاق عليه، وإخضاع الخلافات التي قد تظهر لمرجعية محددة، وأضاف المصدر أن إثيوبيا تقبل التفاوض كمرجعية لفض الخلافات.

وفشل مسؤولو الدول الثلاث في جولات تفاوض سابقة في التوصل إلى اتفاق، لا سيما على آلية ملء وتشغيل خزان السد بشكل لا يضر حصص دول المصب من المياه، وتبادلت مصر وإثيوبيا الاتهامات بالتعنت والسعي لإفشال المفاوضات.

وحثت الجامعة العربية ومصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد هذا الشهر حتى التوصل لاتفاق شامل، لكن إثيوبيا قالت إنها تعتزم ملء السد حسب خطتها في الشهر الحالي، وهو منتصف موسم الأمطار الموسمية في البلاد، من دون أن تعلن موعدا محددا لذلك.

محطات بالخرطوم
وفي سياق متصل، قال مصدر سوداني مسؤول للجزيرة إن النقص المفاجئ في محطات تنقية مياه الشرب بولاية الخرطوم يعود للانخفاض في المياه الواردة من النيلين الأبيض والأزرق خلال يوليو/تموز الحالي، والذي يحدث لأول مرة.

وأضاف المسؤول السوداني أن الجهات القائمة على هذه المحطات اضطُرت لتوصيل أنابيب إضافية لتتمكن من الوصول للمياه بعد انحسارها المستمر.

وكانت وزارة الري السودانية أكدت توقف بعض محطات المياه في الخرطوم مؤقتا عن الخدمة، وعزت ذلك لعوامل قالت إن سد النهضة ليس أهمها.