شبكة وتر-بدأ رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، أمس الإثنين، الإدلاء بشهادته حول في إطار محاكمة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في المحكمة المركزية في القدس، كشاهد في "الملف 1000".
ويُتهم نتنياهو في هذا الملف بالاحتيال وخيانة الأمانة؛ إثر تلقيه منافع شخصية من رجلي الأعمال أرنون ميلتشين وجيمس باكر.
وتمحور استجواب النيابة العامة للبيد حول قانون يعفي مواطنين إسرائيليين عائدين للسكن في "إسرائيل" بعد التواجد لسنوات خارجها من تسديد الضرائب لمدة 10 سنوات، ويعرف بـ "قانون ميلتشين".
ويتهم نتنياهو بأنه سعى إلى تمديد القانون بناء على طلب ميلتشين، فيما عارض لبيد ذلك كوزير للمالية في حينه.
وقال لبيد إن ميلتشين ومحاميه حضرا إلى منزله وطلبا تمديد القانون، وذلك بحضور مستشارة لبيد الاقتصادية، وطلبا تمديد سريان القانون لـ 10 سنوات أخرى، "بادعاء أنه يشجع السكان على العودة إلى البلاد".
وأضاف: "المستوى المهني في الوزارة اعتقد أن هذه فكرة غير جيدة. وأبلغتني مساعدتي الاقتصادية أنها فحصت الموضوع وأن المستوى المهني كله يعتقد أن هذه فكرة غير جيدة. وأبلغت ميلتشين أن هذا لن يحدث".
وقال لبيد أن نتنياهو تحدث معه مرتين حول تمديد سريان القانون. منوهًا إلى أن نتنياهو وصف القانون بـ "الجيد". مؤكدًا أنه (لبيد) رفض تمديد القانون.
وسأل القاضي موشيه بار عام إذا كانت المحادثة مع نتنياهو قد جرت بعد علمه بموقف المستوى المهني في وزارة المالية، وأجاب لبيد: "لا أذكر. ومنذ البداية لم اعتقد أن هذا قانون ناجح، ولم أفهم لماذا يتعين أشخاص عاديين أن يسددوا الضرائب ولا يفعل ذلك أشخاص أغنياء".
وتابع لبيد: "فسّرت توجه نتنياهو إلي أنه نابع من أن كلانا يعرف ميلتشين، لكن موضوع مرسوم الضريبة ليس موضوعًا يتحدث حوله رئيس حكومة ووزير مالية، فهو موضوع هامشي جدًا".
وبعد استجواب النيابة للبيد، سيستجوبه محامي نتنياهو، عَميت حداد، ويتوقع أن يستمر هذا الاستجواب ليوم ونصف اليوم.
وتهدف شهادة لبيد إلى ترسيخ أدلة تتعلق بما يوصف بـ "قانون ميلتشين، الذي صادق عليه الكنيست في العام 2008.
ويقضي هذا القانون بإعفاء مواطنين إسرائيليين عادوا للسكن في "إسرائيل" من تقديم تقارير وتسديد ضرائب عن مدخولات في خارج البلاد لمدة عشر سنوات.
ويتهم نتنياهو بأنه طلب تمديد سريان هذا القانون كي يستفيد ميلتشين منه، وذلك بينما تواجد نتنياهو في حالة تناقض مصالح على إثر تلقيه منافع شخصية من ميلتشين وبسبب العلاقة الوطيدة بينهما.
ووفقا للائحة الاتهام ضد نتنياهو، فإن ميلتشين توجه، في آب/ أغسطس 2013، إلى لبيد، كوزير للمالية حينها، طالبًا تمديد فترة الإعفاء من تسديد الضرائب، وأن لبيد تحفظ من الطلب وحوّله إلى مسؤولين في وزارته وبعد ذلك أوضح لميلتشين أنه لا يعتزم الاستجابة لطلبه.
وأضافت لائحة الاتهام أن ميلتشين توجه في موازاة ذلك إلى نتنياهو طالبًا تدخله. وطرح نتنياهو الموضوع أمام لبيد، خلال اجتماعين.
وأشارت لائحة الاتهام إلى أن "نتنياهو عبر أمام لبيد عن تأييده لتمديد مدة الإعفاء، بينما قال لبيد إنه لا يعتقد أنه ينبغي تمديده".
وادعى نتنياهو في رده على لائحة الاتهام أنه لا يذكر أن ميلتشين تحدث معه بشأن تمديد مدة الإعفاء من تسديد الضرائب، وأنه لم يطلب من لبيد مساعدة ميلتشين في هذا الخصوص.
واعتبر نتنياهو أن لبيد نفسه عمل بتناقض مصالح عندما تعامل مع "قانون ميلتشين" بالرغم من علاقاته مع ميلتشين، وأن لبيد عقد لقاءين مع رجل الأعمال حول تمديد الإعفاء.
ونوه إلى أن تناقض المصالح الذي تواجد فيه لبيد سببه أنه صداقتهما القديمة وكذلك عمله لدى ميلتشين، وتأييد الأخير لتأسيس حزب "ييش عتيد" الذي يرأسه لبيد.
إلا أنه لم يتم التحقيق مع لبيد كمشتبه وإنما كشاهد. وتعتبر النيابة العامة أن ثمة فروق عدة بين نتنياهو ولبيد بشأن قوة تناقض المصالح، خاصة بما يتعلق بمنافع شخصية، على شكل هدايا، تلقاها نتنياهو من ميلتشين.
وفي المقابل، لا توجد أدلة على تلقي لبيد منافع شخصية بخوله إلى الحياة السياسية.
يذكر أن الشرطة الإسرائيلية بدأت التحقيق مع نتنياهو، في كانون أول/ ديسمبر 2016، للاشتباه بتورطه في قضايا فساد، وأوصت بتوجيه اتهامات ضده، الأمر الذي اعتبر، آنذاك، سابقة في "إسرائيل"، إذ لم يسبق أن خضع رئيس الحكومة للتحقيق خلال فترة ولايته.
ووجّهت إلى نتنياهو رسميًا، في 21 كانون ثاني/ نوفمبر 2019، اتهامات في ثلاث قضايا فساد، عرفت باسم الملف 1000 "ملف الهدايا"، والملف 2000 "ملف نتنياهو – موزيس"، والملف 4000 "ملف بيزك – واللا".
وتتمحور جميع الملفات التي يواجهها نتنياهو حول تورطه بقضايا رشوة، وخيانة الأمانة العامة، واستغلال السلطة لأمور شخصية.