شبكة وتر-
تواصلت أزمة المياه في محافظة رام الله، عقب سلسلة اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين على آبار عين سامية، التي تُعد المصدر الرئيسي للمياه لعشرات القرى والتجمعات السكانية في المنطقة.
وقد أدت هذه الاعتداءات إلى توقف الضخ بشكل مؤقت، وتأثر مباشر على برنامج توزيع المياه، ما استدعى تدخلاً عاجلاً من مصلحة مياه محافظة القدس لإعادة جدولة التوزيع والتخفيف من حدة الأزمة.
وفي حديث خاص لـ"معا"، قال فارس مالكي، رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة في مصلحة مياه محافظة القدس: "الانقطاع الذي حدث خلال الأيام الماضية أدى إلى حرمان ما يقارب 40 ألف منزل فلسطيني من المياه، أي ما يعادل 160 ألف مواطن خلال فترة قصيرة، وهذه الأرقام تعكس حجم الأزمة الكبير التي واجهناه، خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة وزيادة استهلاك المياه خلال فصل الصيف."
ويذكر، ان آبار عين سامية تغذي 19 تجمعًا سكانيًا فلسطينيًا بشكل مباشر، تعتبر المياه المستخرجة منها المصدر الوحيد لتلك القرى الواقعة شمال وشرق رام الله.
ووفق المالكي، فإن ما حدث خلال الشهر الماضي كان سلسلة ممنهجة من الاعتداءات، شملت تحطيم كاميرات المراقبة، وقطع خطوط الإنترنت والاتصالات، بالإضافة إلى تدمير التيار الكهربائي، وتخريب أحد الخطوط الرئيسية للمياه في المحطة المركزية.
وأوضح أن هذه الاعتداءات أدت إلى فقدان المصلحة السيطرة الكاملة على تشغيل آبار عين سامية، ما تسبب في توقف عملية الضخ بشكل كامل لعدة أيام.
وتابع المالكي أن المصلحة اضطرت بعد عودة الضخ إلى إعادة جدولة البرنامج بالكامل، ما أدى إلى تأخير وصول المياه لبعض القرى لأيام، في حين وصلت المياه لمناطق أخرى بشكل جزئي فقط، لافتا إلى أن التحديات لا تتوقف عند الانقطاع نفسه، بل تتعلق أيضًا بـ"بعض السلوكيات السلبية"، مثل فتح صنابير المياه لساعات طويلة فور عودة الضخ، مما أثر على عدالة التوزيع.
وفي سياق متصل، كشف مالكي عن انقطاع آخر وقع بالتزامن مع أزمة عين سامية، حيث توقفت المياه لمدة 10 ساعات متواصلة من المصدر الثاني للمحافظة، وهو شركة "ميكوروت" الإسرائيلية التي تزود محطة رام الله،موضحا انه ووفق ما أبلغت به الشركة، كان الانقطاع "نتيجة أعمال فنية".
وقال مالكي: "نتحدث هنا عن 15 ألف متر مكعب من المياه فُقدت خلال 10 ساعات فقط، بمعدل 1500 متر مكعب في الساعة، ولم يتم تعويضنا عنها. هذا الانقطاع أدى إلى حرمان حوالي 40 ألف منزل فلسطيني إضافي من المياه، أي ما يعادل 160 ألف مواطن خلال تلك الساعات القليلة".
وبيّن أن الكمية اليومية التي تضخها مصلحة مياه محافظة القدس من آبار عين سامية وحدها تبلغ نحو 12 ألف متر مكعب، وبالتالي فإن أي انقطاع في هذا المصدر "يُحدث فجوة كبيرة في التوزيع لا يمكن سدها بسهولة"، على حد تعبيره.
واختتم مالكي حديثه بالتأكيد على أن الأزمة ما زالت مستمرة، رغم عودة الضخ تدريجيًا، مشيرًا إلى أن المصلحة "تعمل على استقرار جدول التوزيع وتجاوز الآثار المتراكمة"، لكنها بحاجة إلى تدخل حقيقي لحماية البنية التحتية المائية من أي اعتداءات مستقبلية قد تعيد الأزمة إلى نقطة الصفر.