*** بيان صادر عن مطرانية اللاتين
أبناء وبنات رعايانا الأكارم،
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الغطاس
لا شك أنكم عرفتم عمّا نشره قبل أيام موقع الوكيل الإخباري بتاريخ 4/1/2016 تحت عنوان "ما هي الأماكن التي يحّرم فيها الصلاة؟"، والتي ذكر فيها أن الكنائس من الأماكن التي لا تجوز فيها الصلاة أنها موضع للشيطان. وهذا كلام خاطئ ومُهين للمكوّن المسيحي في هذا المجتمع، وللمبادرات العالمية التي يقودها سيد البلاد، وللوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد. وعلى ذلك نعلن:
1- إننا نؤيد ما جاء في بيان الاستنكار الصادر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام والتابع لبطريركيتنا اللاتينية، وبالأخص في دعوته إلى اعتذار مباشر وصريح من الجهة المسيئة. وإنّنا بهذه المناسبة نحيي جهود المركز الكاثوليكي الإعلامية.
2- نشر موقع الوكيل ما قيل إنه "اعتذار"، إلا أنّه لا يرقَى إلى ذلك، لذلك نطالب باعتذار واضح وصريح ومباشر. ومهما تكن الأعذار، فرئيس التحرير هو المسؤول على أي أمر يُنشر في موقعه.
3- إثارة النعرات الدينية والطائفية اليوم عن طريق المساس بأي رمز ديني يعتبر وقوداً جديداً في أيدي الجماعات المتطرفة التي لا تعطي أي احترام للتعددية الدينية بل تقوّضها وتعمل على إلغائها كليًّا. لذلك فإننا نوجه هذه الدعوة إلى وسائل الإعلام، وبالأخص الإلكترونية، إلى ضرورة الاحتكام إلى العقل والمنطق، والأخلاقيات المهنية، فالإعلام رسالة لتعزيز روح الإخاء والمودة والرحمة بين الناس.
4- احتفل جلالة الملك عبد الله الثاني قبل أيام قليلة بعيد المولد الشريف، وجاء بعدها إلى القصر العامر لاستقبال رؤساء الكنائس لتهنئتهم بعيد الميلاد، وكان حريًّا بموقع الوكيل أن يسلّط الضوء على هذه الأمور السامية، بدل النزول إلى مستنقع الإساءة للأديان.
5- نعيش هذه السنة سنة الرحمة التي دعا إليها قداسة البابا فرنسيس، لذا ندعو مؤمنينا الأكارم أن يتنبهوا إلى ضرورة نشر المحبة وروح المسامحة في كل ما نكتب؛ ولا يجرّنا أحدٌ إلى مستوى الردود غير الإنسانية والشتائم. فمثالنا هو السيد المسيح الذي قال: "صلّوا من أجل المسيئين إليكم".
6- أخبرنا بعض الأشخاص بأنهم توجهوا -أو سيتوجهون إلى القضاء الأردني- من أجل رفع دعوى بحق من أساء إلى الرموز الدينية، وجوابنا على ذلك أنّنا ما دمنا في بلد القانون والعدالة، فهذا حقّ لأي شخص شعر بأنّ ما نُشر يسيء إلى شعوره وإلى رموزه الدينية. وما دام الأمر بيد القانون، فنحن مطمئنون.
7- ختاماً، نكرّر ما قاله القديس بطرس في رسالته الأولى في دعوته إلى أن نجيب على كل التساؤلات، ولكن باحترام: "كونوا دائماً مستعدين لأن تردوا على من يطلب منكم دليل ما أنتم عليه من الرجاء، ولكن ليكن ذلك بوداعة ووقار".
المطران مارون لحّام+ مطران اللاتين في الأردن