تاريخ النشر: 2016-02-22 10:00:27

الكشف عن مصير الطيار الاسرائيلي "رون اراد" ؟

الكشف عن مصير الطيار الاسرائيلي

نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" تقريرا حول المعلومات التي ادلى بها مفيد قنطار المشبوه بالتجسس لإسرائيل في لبنان خلال الحرب الاهلية في الثمانينيات، حول الطيار الاسرائيلي المفقود رون أراد. وتكتب الصحيفة اعتمادا على ما نشر في صحيفة ديلي ستار اللبنانية انه  بعد 30 سنة من وقوع الطيار رون أراد في الأسر، قد يلقي بروتوكول احدى المحاكمات العسكرية في لبنان، اضواء جديدة على ظروف موت الطيار ومكان دفنه.

وحسب ما نشرته ديلي ستار فقد قال مفيد قنطار الذي كان ضابطا في ذراع عسكري تابعة لاحدى التنظيمات السورية التي عملت في لبنان آنذاك، خلال نقاش جرى في المحكمة، في بيروت، يوم الجمعة، انه التقى بأراد قبل عدة أيام من موته تحت التعذيب، وانه تم دفنه في بلدة بولونيا في جبل لبنان.

وقال قنطار انه والجهات التي أسرت أراد، لم يعرفوا بأنه الطيار الاسرائيلي المفقود، وهو ما تبين لهم بعد سنوات فقط. وفي مرحلة معينة من افادته، ادعى قنطار انه بعد ان اتضحت هوية أراد، وان الكشف عن مكان دفنه يمكن ان يساعد على تبادل اسرى مع اسرائيل، توجه الى الرئيس اللبناني في حينه ميشيل لحود وطلب التقائه شخصيا. لكن القاضي اوقف الجلسة عند ذلك وامر باستمرار النقاش بعد عدة اسابيع في جلسة مغلقة.

وحسب تقرير ديلي ستار، فقد ادعى قنطار انه التقى بأراد قبل عدة ايام من وفاته في ايار 1988. وحسب اقواله فقد تم اسر اراد من قبل مجموعة من المسلحين اللبنانيين الشبان الذين لم ينجحوا بالتحقيق معه، فتوجهوا اليه كي يساعدهم في التحقيق. وقال ان "اراد كان يرد عليهم بلغات مختلفة، انجليزية وفرنسية واسبانية، ولذلك لم ينجحوا باستكمال التحقيق معه. وفهموا منه فقط بأنه ضابط اسرائيلي نجح بالفرار من منطقة صيدا".

وحول حالة أراد الصحية قال انه حين وصل الى قرية فرزل في البقاع، حيث كانوا يحتجزون أراد، بدت له حالته صعبة وتثير الشفقة. فلقد تعرض للتعذيب والضرب القاسي. وقال انه طلب من الشبان السماح له بالاغتسال وتناول الطعام وارتداء ملابس نظيفة ونقله الى بلدة ظهور الشوير لاستكمال التحقيق معه. واضاف: "وبعد يومين من التقائي بالأسير اتصل بي الشبان وابلغوني بأنهم عثروا عليه ميتا في الحمام. كان من الواضح لي انه مات جراء الضرب والتعذيب".

وحسب اقواله فقد امر الشبان بدفنه، وتم ذلك في بلدة بولونيا في جبل لبنان. وبعد عشر سنوات، عندما شاهد صورته في التلفزيون فهم ان الاسير الذي التقاه هو روان أراد. وحسب اقواله "اتصلت عندها بالشخص الذي طلب مني الحضور للتحقيق مع الأسير والتقينا وابلغته بأن علينا العثور على القبر في الغابة واخراج عظامه".

وفي اسرائيل لم يتأثروا من هذا التقرير، وقال النائب أيال بن رؤوبين (المعسكر الصهيوني) الذي كان مديرا عاما لجمعية "ولد للحرية" التي ركزت معالجة الجهود المبذولة لإعادة المفقودين وبينهم أراد، ان المعلومات التي كشفها قنطار تبدو بعيدة عن الواقع. المعلومات المتوفرة لدينا ان أراد مات في 1988 وفي تلك السنة فقدت اسرائيل الاتصال به".

وحسب بن رؤوبين فقد تسلم الكثير من المعلومات خلال معالجته للملف،  خاصة من قبل اناس تبين ان دافعهم هو الجشع المادي. ويقول ان تقديرنا بأن اثار اراد اختفت خلال عملية للجيش في البقاع اللبناني. واحدى التكهنات تقول انه تم احتجازه في بلدة النبي شيت، ومع اجتياح الجيش الاسرائيلي قام الحراس بقتله.

وقال بن رؤوبين انه جرت محاولات عدة لإطلاق سراح أراد في اطار صفقة للأسرى، لكن وزير الأمن آنذاك، يتسحاق رابين، رفض التفاوض حول الموضوع بسبب الانتقاد الذي تم توجيهه اليه اثر صفقة تبادل الأسرى مع جبريل، والتي تم خلالها اطلاق سراح 1150 اسيرا. وهكذا تم تفويت الفرصة لإعادة أراد.