شبكة وتر-"بقلم:محمود الخواجا"أظهرت نتائج استطلاع جديد حول أوساط الشباب الفلسطينيين تراجعاً في المعرفة بالتاريخ السياسي الحديث للقضية، والانخراط في النشاط المجتمعي والسياسي، إضافة لعدم الاكتراث بالتسجيل للانتخابات، فضلاً عن ارتفاع نسب التشاؤم وعدم الاطمئنان للمستقبل.
وكان مركز العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد" عمل على الدراسة، ونشر نتائجها الثلاثاء الماضي، بعد إجرائها على عينة مكوّنة من 1200 شاب وشابة ضمن الفئة العمرية من 18 إلى 25 عاماً، في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكدت الدراسة على أنها "تدقّ ناقوس الخطر" وتأتي كـ "جرس إنذار" بالنسبة للنتائج، التي كان منها، أن 67% من الشباب يعتقدون بأن المجتمع الفلسطيني بات يسير في الاتجاه الخاطئ.
وهي نسبة مرتفعة مقارنةً بنتائج آخر استطلاع مشابه لـ "أوراد" الذي أجري عام 2013 وأظهر أن 54% من الشباب يعتقدون أن مجتمعهم يسير في الاتجاه الخاطئ.
وهو ما يمكن أن يكون نتيجة الأحداث التي جرت في السنوات الثلاثة الماضية، مثل العدوان على غزة، والهبّة الشعبية الأخيرة، عدا عن الأوضاع الاقتصادية المتردّية، وفقَ ما أشار إليه منسق العمل الميداني في المركز محمد شعيبي، وذلك خلال حديثه لبرنامج "شباب Start Up" على أثير 24FM.
وربط شعيبي بين تراجع نشاط الأحزاب والعمل الحزبي بتدّني المعرفة بتاريخ القضية الفلسطينية، وتراجع الثقة بالأحزاب التي تستعمل "أساليب شعاراتية" على الدوام، فحسب نتائج الاستطلاع فإنه من 70%-79% من الشباب ليسوا على استعداد للمشاركة في تظاهرة تدعو إليها الأحزاب.
ومن بين أهم النقاط التي ركّزت عليها الدراسة هي:
أكثر من نصف الشباب لم يعرفوا تاريخ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، ولا رئيسها الأول "أحمد الشقيري".
ثلثا الشباب لم يعرفوا اسم أول امرأة ترشحت لرئاسة السلطة الفلسطينية. وفي المقابل قارنت الدراسة بين هذه الأسئلة، وأسئلة أخرى أجابت الأغلبية عليها بالشكل الصحيح مثل "مؤسس موقع فيسبوك" و"الفائزة في الموسم الأول من برنامج سوبر ستار الغنائي".
وعن وجه المقارنة بين هذه الشخصيات، قال شعيبي إن "الأسئلة كانت منفصلة، والإجابات المتاحة لسؤال مؤسس فيسبوك مثلاً كانت متقاربة جداً، ولكنّ 73% تعرّفوا على الاسم" لافتاً إلى أن ذلك يعكس القضايا التي ينصبّ اهتمام الشباب عليها.
وانخفضت نسبة التصريح بالتسجيل للانتخابات ضمن قوائم اللجنة المركزية خلال ثلاث سنوات من 75% إلى 47% فقط، ما يشكّل انعكاساً لغياب الانتخابات خلال السنوات الأخيرة، والجهل بآليات التسجيل، فضلاً عزوف أكثر من النصف عن التسجيل مستقبلاً.
رغم تدنّي المعرفة في كل ما سبق – وفقَ نتائج الاستطلاع – فإن 72% يثقون بقدرتهم على قيادة المجتمع، في ظلّ عدم رضاهم عن الفرص المتاحة لهم لصنع القرار. كما اعتبر المنسق الميداني لمركز "أوراد" محمد شعيبي أن جرس الإنذار موجه للأحزاب والمعنيين وأصحاب القرار، والشباب أنفسهم بطبيعة الحال، لتجاوز هذه النتائج "الواقعية" حسب وصفه.
لا يمكن التعميم
رُغم أن شعيبي أكّد على علمية الدراسة وواقعية نتائجها، وانخفاض نسبة الخطأ في نتائجها، والتي تصل إلى 3%، إلا أن مختصين في علم الاجتماع والإنسان رأوا أنه "لا يمكن تعميم هذه النتائج"، أو فهم نسبة جدّية توضّح كيف يدرك الشباب واقعهم ومستقبلهم، وفقَ ما عبّرت أستاذة علم الإنسان في جامعة بيرزيت لينا ميعاري، والتي أشارت - رغم ذلك - إلى أن الواقع الذي يعيشه الشباب الفلسطينيون ليس سهلاً، "ونظرتهم السلبية تجاه مستقبلهم أمر طبيعي". محذرة من أن التشاؤم يمكن أن يقودهم إلى خيار الهجرة الصعب في حال سنحت الفرصة، إضافة إلى الإحباط واليأس.
على الصعيد ذاته، اعتبر الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة بيرزيت د. محمد أبو هلال أن هذه النسب غير واقعية، "لأن الشباب الجاهلين بتاريخهم وقضيتهم، لا يمكنهم قيادة المجتمع".