تاريخ النشر: 2016-06-22 07:20:01

حفريات الاحتلال تشكل "مدينة يهودية" تحت الأقصى

حفريات الاحتلال تشكل
شبكة وتر-تواصل  سلطات الاحتلال تنفيذ حفريات سرية حول وأسفل المسجد الأقصى دون توفر معلومات واضحة أو نشر صورة فوتوغرافية أو مقطع فيديو عن هذه الحفريات السرية، حيث يمنع فيها التصوير وهي مغلقة أمام الجمهور العام.   وكشفت مصادر عبرية مؤخراً عن حفريات تجريها سلطات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى والقدس القديمة وفي جوارها، وخاصة في بلدة سلوان، زاعمة تكوين مدينة يهودية تحت الأرض تمتد من وسط بلدة سلوان جنوباً وتخترق الجدار الغربي للمسجد الأقصى وأسفل البلدة القديمة في القدس وتمر أسفل المدرسة العمرية في الجهة الشمالية من الأقصى، وتصل الى منطقة  باب العامود وتحديداً إلى مغارة الكتان شمال القدس القديمة.   ويقول أستاذ علم الآثار في جامعة تل أبيب وأحد مؤسسي مركز "عيمق شافيه" المتخصص في الآثار البروفيسور رافي غرينبرغ، في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية، إنه قام، خفية وسراً، بحفر نفق بحجم قطار تحت الأرض في قلب القدس القديمة ومحيطها، ابتداء من منطقة عين سلوان باتجاه المسجد الأقصى، وسوف تتم تقوية هذا النفق بالباطون والحديد.   وتقوم على هذا الحفريات سلطة الآثار الإسرائيلية و"جمعية إلعاد" ووصف غرينبرغ مجموع العمل في الحفريات الإسرائيلية في محيط الأقصى والقدس القديمة بأنها أشبه ما تكون بمتنزه تسالي يهودي أسفل الأرض.   وفي تقرير موسع لصحيفة "هآرتس" العبرية في نسختها المطبوعة والإلكترونية، وصف غرينبرغ واقع الحفريات بأن القدس تتوسع وتتمدد تحت الأرض ويستطيع الشخص التجول لمئات الأمتار في عمقها، عبر أنفاق وأقبية وكهوف وقنوات وعيون، بينما تنتظر في أدراج المخططين وعلماء الآثار برامج ومخططات للتوسيع بشكل كبير في هذا المجال.   وكشف التقرير عن بعض الحفريات السرية، منها: حفريات في وسط بلدة سلوان يتم الدخول اليها تحت الأرض عن طريق باب حديدي، يصل إلى داخل نفق قصير يتفرع لعدة غرف وقاعات، حيث الموقع مغلق أمام الجمهور العام، وكشف عن سلسلة من التحصينات والقنوات المائية من الفترة الكنعانية بالذات.   وأورد تقرير "هآرتس" أنه يُحفر في هذه الأيام نفق طويل وعريض جداً وسيتم خلال سنوات حفر مساره ليمتد على طول 700 متر من عين سلوان حتى حائط البراق، وسيكون عرض النفق 7,5 متر تُضاف إليه شبكة إضاءة ولافتات توجيه ومنصات عرض على جانبيه، والذي سيصل إلى باب تاسع جديد تحت الأرض يخترق سور القدس التاريخي من الجهة الجنوبية، في حين يتيح استكمال هذا النفق المسير  من تحت سلوان إلى البراق، ذهاباً وإياباً، والذي سيكون بمثابة الشارع السريع تحت الأرض في القدس "اوتوستراد".   وتم حفر جزء من النفق المذكور قبل نحو 12 سنة على طول 60 متراً وبعرض 2.5 متر فقط، وفي العامين الأخيرين جدد الحفر في مقطع آخر من النفق، وحتى الآن تم حفر 120 متراً وعلى عرض 7,5 متر، في حين لم تسمح "سلطة الآثار" بزيارة هذه الحفرية، ولم تتوفر صور عن هذه الحفرية الضخمة.   أما في موقع مركز قيدم "الهيكل التوراتي" أو ما يسمى الآن بحفريات جفعاتي في مدخل حي وادي حلوة بسلوان جنوب الأقصى والذي سيشكل واجهة ومحطة مركزية في مخطط المدينة اليهودية السفلى، فإنه يرتبط فيه الآن نفق سلوان/وادي حلوة، وسيتصل به لاحقاً حسب التخطيط نفق سلوان الكبير/الجديد، بالإضافة الى نفق قصير تحت الأرض يصل بين البؤرة الاستيطانية "مركز الزوار- مدينة داوود".   يذكر أنه تم مؤخراً حفر بئر يُطلق عليه الاحتلال "بئر يرمياهو" وهناك مخطط لحفر نفق أسفل الأرض يرتبط مع "مركز قيدم"/مدخل وادي حلوة ويصل إلى القصور الأموية الجنوبية جنوب المسجد الأقصى.   كما لفت التقرير لمخطط "فخم وخيالي في مداه"، وهو إجراء حفريات واسعة تحت كامل ساحة البراق وإيجاد ساحة صلاة يهودية سفلى، حيث تم تجهيز هذا المخطط لكنه جمد مؤقتاً، في حين هناك مخطط يجري على قدم وساق وهو حفر وإنشاء موقف سيارات تحت الأرض بجوار حي الشرف  في قلب القدس القديمة، ليس بعيداً عن منطقة البراق.   وأفاد تقرير "هآرتس" بأنه في حفريات أسفل وقف حمام العين والقاعة المملوكية - اقصى شارع الواد في القدس القديمة- أجريت خلالها، حفريات واسعة كشفت عن أبنية ضخمة في عمق الأرض خلال السنوات الأخيرة ترتبط بشبكة أنفاق الجدار الغربي، لكن هذه الحفريات مغلقة أمام الجمهور العام لأسباب منها ما يتعلق بـ"سلامة وأمان الجمهور، ومنها صعوبة إدارة حركة زوار في عمق كبير كهذا".   وبحسب الصحيفة العبرية فإن مسار نفق الجدار الغربي ينتهي من الجهة الشمالية ببركة مياه أسفل المدرسة العمرية عند بوابة الخروج في شارع المجاهدين شمال المسجد الأقصى، وهذه البركة شقها الأول يقع ضمن مسار النفق الغربي، وشقها الثاني ضمن حدود دير وكنيسة كاثوليكية باسم كنيسة أوجاع العذراء، يتوسطها جدار إسمنتي يفصل بين شقيها ويمنع التواصل بينهما.   وفي مغارة الكتان بين بابي العامود والساهرة، يسار الداخل إلى البلدة القديمة بالقدس، والتي تصل مساحتها إلى تسع دونمات أجريت حفريات وصل بعضها إلى عمق 20 متراً، وكشف عن فراغات كثيرة كان آخرها الكشف عن وجود فراغات جديدة وواسعة في عمق الأرض لكنها مغلقة أمام الجمهور.