وعقدت عائلة شاؤول امس مؤتمرا صحفيا، قالت والدته خلاله: "ابني خرج للحرب قبل عامين ولم يرجع من غزة. خلال هذين العامين وعدونا بعدم اجراء أي مفاوضات دون دمج موضوع اورون وهدار". كما اعربت عائلة غولدين عن احتجاجها واعلنت بأن الاتفاق "يتعارض بشكل واضح مع وعود رئيس الحكومة".
وعلمت "هآرتس" انه بات يمكن الاعلان المتوقع عن اتفاق المصالحة، بعد التوصل الى تفاهمات بين الجانبين حول نشاط حماس في تركيا. وقد لخص يوسي كوهين، رئيس الموساد، خلال زيارة سرية الى تركيا، جوهر التفاهمات مع نظيره هاكان فيدان. وحسب الصيغة التي تم التوصل اليها لن تسمح تركيا لحماس بتنفيذ او التخطيط او التوجيه من اراضيها لأي عمل عسكري ضد اسرائيل. مع ذلك يمكن لمكاتب حماس مواصلة العمل في تركيا في المجال السياسي.
ويشار الى انه منذ صياغة التفاهمات بشأن نشاط حماس، اكد مسؤولون اتراك كبار ان الاتصالات التي يجرونها مع التنظيم الارهابي الفلسطيني لن تشكل عقبة امام اتفاق المصالحة مع اسرائيل. والتقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، خلال نهاية الأسبوع في انقرة، مع الرئيس رجب طيب اردوغان ورئيس الحكومة التركية بينالي يلدريم.
ويسود التقدير في القدس بأن الاتراك قاموا بدعوة مشعل من اجل التوضيح له بأن الاتفاق مع اسرائيل لا يهدف الى المس بالعلاقات بين تركيا وحماس.
وسيتم خلال لقاء روما، اليوم، الاتفاق على المسودة النهائية للاتفاق، واعلان الموافقة على كل بنوده. ورغم التقدير بأنه يمكن الاعلان عن التوصل الى اتفاق في نهاية اللقاء، الا ان القدس تحافظ على الحذر وتحاول تخفيض سقف التوقعات. وقال مسؤول رفيع مطلع على الموضوع: "طالما لم نشاهد المسودة جاهزة لن نعرف اذا تم التوصل الى اتفاق. نحن نريد رؤية الموضوع منتهيا".
وفي حال الاعلان اليوم عن التوصل الى الاتفاق فمن المتوقع ان يتم التوقيع عليه بعد اسبوع او اسبوعين. وقبل التوقيع النهائي على الاتفاق سيتم عرضه للنقاش في المجلس الوزاري المصغر، يوم الاربعاء المقبل. ومن المتوقع ان تتم المصادقة عليه بالإجماع.
وفي اطار الاتفاق ستقوم اسرائيل بدفع 20 مليون دولار لصندوق انساني سيقام خصيصا لترتيب دفع التعويضات لعائلات المدنيين الأتراك الذين قتلوا واصيبوا خلال السيطرة على سفينة مرمرة. وتخلت تركيا في اطار الاتفاق عن مطالبتها برفع الحصار الكامل عن قطاع غزة، مقابل التزام اسرائيل بالسماح لتركيا بدفع اقامة مشاريع في مجال البنى التحتية في القطاع، كمشفى ومحطة للطاقة ومحطة لتحلية مياه البحر، شريطة ان تمر المعدات كلها عبر ميناء اشدود الاسرائيلي.
ومن جانبها ستقوم تركيا بتمرير قانون في البرلمان يلغي كل الدعاوى القضائية التي تم تقديمها ضد جنود وضباط اسرائيليين، وستمنع تقديم دعاوى مستقبلا. وسيشمل الاتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي، واعادة السفيرين الى انقرة وتل ابيب، وازالة مختلف القيود التي فرضتها تركيا واسرائيل على العلاقات بينهما.
الى ذلك سيغادر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو البلاد اليوم، متوجها الى روما ايضا، للقاء وزير الخارجية الامريكي جون كيري. وفي حال تم التوصل الى كافة التفاصيل المتعلقة بالاتفاق الاسرائيلي التركي، فان نتنياهو سيعقد مؤتمرا صحفيا في ساعات المساء بعلن خلاله رسميا عن الاتفاق.