رادي اورينت-كتبت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الاربعاء، ان رئيس الشاباك الاسرائيلي الجديد، نداف ارجمان، قدم امس، استعراضا امام لجنة الخارجية والامن البرلمانية، قال خلاله انه على الرغم من انخفاض عدد العمليات في الآونة الاخيرة، الا ان الواقع في الضفة شديد الانفجار، ومن شأن احداث غير اعتيادية، كالتوتر في الحرم القدسي، ان تقود الى اندلاع جديد.
وحسب ما قاله نواب اسرائيليون حضروا الجلسة، فقد قال ارجمان انه لو كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد شجب العمليات بشكل اكبر، لكان ذلك سيؤدي الى انخفاض مستوى التحريض، وبالتالي انخفاض حجم العمليات. كما قال ارجمان ان عباس والسلطة الفلسطينية لا يشجعون العمليات، ولكنهم ينتهجون سياسة التحريض ضد اسرائيل. وحسب ارجمان، فان عباس لا يزال يؤيد مفهوم الاتفاق مع اسرائيل ويعارض استخدام العنف. وقال: “ياسر عرفات اخذ الهَبات الصغيرة وحولها الى كبيرة، وابو مازن لا يتصرف هكذا”.
وحسب اعضاء الكنيست فقد قال ارجمان ان حقيقة عدم شجب الرئيس عباس بما يكفي للهجمات على إسرائيل،. ولكن عندما يشجب عباس، فان ذلك يترك تأثيرا مهدئا للأوضاع. واضاف ارجمان انه يستدل من المعلومات المتوفرة لدى الشاباك ان التحريض ضد اسرائيل ينجح بشكل خاص في صفوف الشبان في جيل 16-18 عاما. وعرض معطيات تشير الى ان 40 عملية تم تنفيذها من قبل نساء، ويدعي ان تم في غالبية هذه العمليات تحريض النساء من قبل عائلاتهن على تنفيذ العمليات من اجل التكفير عن المس بشرف العائلة.
واشار ارجمان الى اعتماد قسم كبير من المجتمع الفلسطيني على العمل في اسرائيل. وقال ان 140 من الفلسطينين يعملون في اسرائيل بشكل قانوني، او غير قانوني، ويوفرون المعيشة لحوالي ثلث الفلسطينيين في الضفة. وحسب رأيه “عندما يتوفر العمل بشكل اكبر، يقل الميل الى تنفيذ عمليات”.
مع ذلك اشار ارجمان الى وجود تنسيق امني وثيق مع اجهزة الامن الفلسطينية والتي تعمل بشكل مكثف ضد نشطاء حماس في الضفة الغربية، بفعل مصلحتهم في محاربة التنظيم.
وقال رئيس الشاباك ان المنافسة الداخلية في فتح على خلفية الاعتقاد بأن عهد عباس يقترب من نهايته، تدفع مسؤولين كبار في التنظيم الى اطلاق تصريحات قتالية ضد اسرائيل في محاولة لتحسين مكانتهم استعدادا “لليوم التالي” لعباس.
وتطرق ارجمان الى الوضع في غزة واشار الى ان “الهدوء الحالي هناك يضلل”. واشار اعضاء الكنيست الذين حضروا الجلسة الى ان ارجمان اكد بأن الضائقة المتزايدة في القطاع، والتضخم الحثيث لحماس والتحديات التي تواجهها من قبل جهات الجهاد العالمي، كتنظيم داعش، يمكن ان تقود الى اشتعال جديد. واكد ارجمان ان من يقف وراء غالبية اطلاق النار من قطاع غزة، هي جهات الجهاد العالمي، وليست حماس التي لا تزال مرتدعة وليست جاهزة لحرب اخرى ضد اسرائيل.
وحسب اقواله فان “حركة حماس تواجه ضائقة استراتيجية بسبب عزلتها السياسية والتنكر لها من جانب المعسكر السني، خاصة مصر، والمصاعب التي تواجهها امام المعسكر الشيعي بقيادة ايران”. واضاف: “توجد خلافات داخلية في الحركة، خاصة بين المؤسسةالعسكرية في القطاع والقيادة في الخارج، في وقت يتزايد فيه تأثير المؤسسة العسكرية”.
كما اشار ارجمان الى ازدياد الانتقاد لحماس في الرأي العام في غزة، على خلفية الوضع الاقتصادي الصعب. ومع ذلك، يقدر الشاباك بأن الجمهور في غزة لن يسعى الى انقلاب ضد التنظيم بسبب التخوف من رد صارم، وبسبب الاعتماد الاقتصادي على التنظيم وغياب البديل السلطوي الاكثر اعتدالا.