الاثنين 29، إبريل 2024
18º
منذ 5 سنوات

ملحمة جلجامش

ملحمة جلجامش
حجم الخط

شبكة وتر- كان على الطلبة في الجامعة الامريكية في بيروت، أن يحضروا دورتين دراسيتين في العلوم الانسانية، تعنيان بتطور الفكر الانساني، وتشملان موضوعات تتنوع بين فلسلفة و أدب وفن ، كان الهدف منها هو أن يكون لدى الطالب، مهما كان مجال دراسته ، بعض الإلمام بشؤون الانسان العامة و الجوهرية، معارف تغتني بها روحه و تتسع بها آفاقه. وكان من بين الكتب التي قررت علينا للدراسة ، آنذاك، كتاب عن "ملحمة جلجامش" وهي القصيدة السومرية الشهيرة التي يعدها البعض أقدم النصوص الأدبية المكتشفة، أو من أقدمها.

وصلتنا الملحمة بروايات متعددة، باللغة السومرية ، تم جمعها لاحقا في عمل أدبي واحد، بلغة أهل بابل ، المسماة الأكدية ، في حوالي عام ١٨٠٠ قبل الميلاد. إلا أن اكثر النسخ تماسكا ، هي تلك التي يعود تاريخها الى مابين عامي ١٣٠٠ و ١٠٠٠ قبل الميلاد، والتي كتبت بالخط المسماري ، على اثني عشرة لوحة فخارية، وجدت أجزاء منها ، صدفة، في نينوى بالعراق في القرن التاسع عشر ، في أطلال مكتبة الملك آشور بانيبال ، ىخر الملوك الآشوريين".

جلجامش، بطل هذه الملحمة ، يختلف عن أبطال الملاحم الأغريقية. فبينما كان أولئك شخوصا خياليين من ابداع هوميروس ، كان لبطل ملحمتنا وجود حقيقي في التاريخ. إذ تشير سجلات السلالات الحاكمة لممالك مابين النهرين ، إلى أن جلجامش حكم أوروك حوالي عام ٢٧٠٠ قبل الميلاد. و بعد وفاته، ولحقب طويلة، ذاع صيته كفارس مغوار، ومحارب شرس، و كمشيد للاعمال الهندسية الشامخة. أما أوروك فقد كانت من أشهر مدن ما بين النهرين، وقد عثر على بعض آثارها بالقرب من بلدة الوركاء، جنوب العراق، بين البصرة وبغداد. ومما زاد من صيت هذه الملحمة و الاهتمام بها، في العرب المسيحي تحديدا ، ترجمة اللوح الحادي عشر إلى الانجليزية في عام ١٨٧٢م. إذ تضمن هذا اللوح قصة مشابهة في كثير من تفاصيلها لقصة الطوفان الذي حدث في زمن نوح ، عليه السلام، المذكورة في سفر التكوين ، من أسفار العهد القديم، والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم أيضا .

اقرأ أيضا
الشيطان يحكي
الشيطان يحكي
السراب
السراب