الثلاثاء 21، مايو 2024
30º
منذ 8 سنوات

بلدية الاحتلال تخطط لتدمير مقبرة مأمن الله بالقدس

بلدية الاحتلال تخطط لتدمير مقبرة مأمن الله بالقدس
حجم الخط
شبكة وتر- أكد مركز "كيوبرس" الإعلامي أن بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة تسارع الإجراءات بوضع مخططات تفصيلية وواسعة لتحويل كل منطقة مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية إلى مركز جذب عقاري وسكني وسياحي وتجاري. وقال المركز في تقرير أصدره الخميس "يبدو أن بلدية الاحتلال قد وضعت منطقة مقبرة مأمن على سلم أولويات عملها واستهدافها، وتعمل على تدميرها بشكل كامل ومحاصرة ما تبقى منها، في انتظار فرصة مواتية لاستكمال التدمير لما تبقى من قبورها، بهدف الانتهاء من ملف المقبرة". وأوضح أن البلدية وذراعها التخطيطي، وبإيعاز من رئيسها "نير بركات" وعبر مخطط ممنهج ومدروس تسارع الإجراءات بوضع مخططات تفصيلية وواسعة بشكل متزامن في عدة مواقع من أرض المقبرة، وتعقد جلسات شبه ماراثونية للمصادقة على مشاريع عمرانية في عدة مواقع لتحويل كل منطقة المقبرة إلى مركز جذب عقاري وسكني وسياحي وتجاري. وبين أن ذلك يهدف إلى محو كل أثر إسلامي عربي ضمن مساحة نحو 200 دونم هي مساحة المقبرة الأصلية، قبل أن تقضمها يد المؤسسة الإسرائيلية. ويتضح أن البلدية بمشاركة أذرعها التخطيطية والتنفيذية –شركة عيدن على سبيل المثال، وبعد أن ترجح لها أنه لا يمكن الشروع ببناء مجمع محاكم إسرائيلية على جزء من المقبرة، مقابل موقع "متحف التسامح" الذي يتواصل العمل به أيضًا على حساب جزء من المقبرة، وضعت مخططًا بديلًا على نفس المساحة بالضبط، وغيّرت تفاصيل الاستعمال فقط. فبينما سلم المخطط البديل بتاريخ 4/5/2015، تمت المصادقة على فتح ملف للبدء بمراحل المصادقة فقط بعد نحو ثلاثة أسابيع أي بتاريخ 25/5/2015، والمريب أنه لم يمر سوى شهر حتى عقدت اللجنة المحلية للبناء والتخطيط في البلدية جلسة وصادقت مباشرة على المشروع بتاريخ 24/6/2015. وبين المركز أن هذا الأمر يعتبر زمن قياسي في مراحل المصادقة على مخططات مثيلة، والتي قد تستغرق أشهر طويلة، مع الإشارة إلى أن المخطط ما زال بحاجة إلى مصادقات أخرى وعرضه لإمكانية تقديم اعتراضات عليه. وبحسب وثائق تعليمات المخطط، فإن المساحة المستهدفة هي نحو 20 دونمًا من أرض مقبرة مأمن الله ( 19,544 دونمًا)، ومساحة بنائية تصل إلى 62 ألف متر مربع تشمل بناء فندق كبير وشقق سكنية ومتاجر ومباني عامة. ويشمل المخطط بناء فندق فيه 480 غرفة فندقية بمساحة بنائية ( 33334 متر مربع)، 192 شقة سكنية على مساحة بنائية ( 22000 متر مربع )، مباني ومؤسسات عامة بمساحة بنائية ( 3333 متر مربع)، وكذلك محلات وحواصل تجارية على مساحة بنائية ( 3333 متر مربع ) كما يشتمل على بناء مواقف تتسع لمئات السيارات، وتفصيلات لتغييرات في خطط المواصلات في الشوارع القريبة والملاصقة لموقع المشروع. وتشير مصادر إلى أنه تم إجراء حفريات فحص أولية بواسطة ما يسمى بـ"سلطة الآثار الإسرائيلية" للموقع المذكور للمخطط، تبين من خلالها وجود هياكل عظمية ودفن منظم بصفوف مرتبة، الأمر الذي يؤكد وجود مقبرة إسلامية مترامية الأطراف كجزء من مقبرة مأمن الله. ووفق "كيوبرس"، فإن بلدية الاحتلال تستمر في الأشهر الأخيرة برسم مخططات، على الأقل هناك مخططين لأبنية جديدة في المحيط الملاصق للمقبرة، وضم مساحات أخرى لما يطلقون عليه "حديقة الاستقلال" التي أقيمت على مساحة عشرات الدونمات على أنقاض مقبرة مأمن الله. وفي الوقت ذاته توضع اللمسات الأخيرة، على ما يبدو، لافتتاح مقهى ومخمرة على جزء من المساحة الأصلية لمقبرة مأمن الله، كذلك يتواصل العمل فيما يسمى "متحف التسامح" على مساحة نحو 20 دونمًا من المقبرة، حيث وصل العمل إلى تنفيذ بناء الطابق الثالث. كما افتتح قبل أشهر فندق "وولدورف أسطورية"، والذي بني على أنقاض مبنى المجلس الإسلامي الأعلى، وقبل أشهر بدأ العمل ببناء فندق "بيت سيرا" مقابل المقبرة من الجهة الشمالية. وقال ناشطون مقدسيون إن الخيارات مفتوحة لمواجهة هذه المخططات بمجملها، ولابد من تضافر الجهود وتنسيقها من أجل التصدي لمخططات التهويد وتدمير المقبرة، من ضمنها المسار الشعبي الجماهيري، كتنظيم الوقفات والاحتجاجات ضد جرائم البلدية وأذرعها التنفيذية، وكذلك المسار القضائي وإن كان لا يعوّل عليه كثيرًا. وأكدوا أن خيار التوجه للمسار الدولي مطروح كالتوجه إلى الهيئات والمحاكم الدولية – اليونيسكو ومحكمة الجنايات، وهو الأمر الذي يتطلب تدخلًا وجهدًا إسلاميًا وعربيًا وفلسطينيًا، كون المقبرة أعرق وأكبر مقبرة إسلامية بالقدس، بل في فلسطين التاريخية، ولها قيمة مقدسة وتاريخية وحضارية وأثرية على نطاق واسع.