الأحد 19، مايو 2024
31º
منذ 9 سنوات

تل أبيب تُوظّف الجرحى السوريين "لأنسنة إسرائيل وشيطنة الأسد ونصر الله"

تل أبيب تُوظّف الجرحى السوريين
حجم الخط
شبكة وتر- في الوقت الذي تتعرّض فيه إسرائيل لحملة مقاطعة دوليّة بسبب سياساتها العدوانيّة تجاه الشعب العربيّ الفلسطينيّ، وفي الوقت الذي بات أركان تل أبيب يُحذّرون من أنّ المقاطعة باتت تُشكّل تهديدًا إستراتيجيًا على الدولة العبريّة في جميع المحافل الدوليّة، تلجأ إسرائيل عبر إعلامها المتطوّع لصالح ما يُسّمى بالإجماع القوميّ الصهيونيّ لتوظيف قضية علاج الجرحى السوريين من المُعارضة المُسلحّة في مستشفياتها لتحسين صورتها المشوهة في جميع أصقاع العالم، زاعمةً أنّها تقوم بهذا العمل بدوافع إنسانيّة بحتة. والجمعة، بثت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ، في نشرة آخر الأسبوع، والتي تحوز على أكبر نسبة مشاهدة في أوساط الإسرائيليين، بثت تقريرًا مُطولاً عن علاج الجرحى السوريين في مستشفيات الشمال، وأجرت لقاءات عديدة معهم، طبعًا دون الكشف عن أسمائهم الحقيقيّة أوْ صورة وجوههم، وكان لافتًا للغاية أنّ الجيش الإسرائيليّ تعمدّ مُساعدة مُعّد التقرير، أوهاد بن حيمو، الذي يُجيد اللغة العربيّة بطلاقة، حيث سمحوا له بتصوير الحدود الإسرائيليّة-السوريّة، أوْ بالأحرى خط وقف إطلاق النار، وكيفية استقبال الجرحى الذي يصلون من سوريّة إلى إسرائيل، وكيف يقوم الطاقم الطبيّ العسكريّ الإسرائيليّ بتقديم المساعدة الأوّليّة لهم، ومن ثمّ نقلهم إلى المستشفيات للعلاج. وقد استغلّ التلفزيون والجيش على حدٍ سواء، وصول طفل سوريّ من مدينة درعا برفقة والده إلى الحدود، وباشر أفراد الطاقم الإسرائيليّ بقمة الإنسانيّة بعلاج الطفل الذي كان يبكي، والتحدّث معه بلطف وعطف وحنان، متمنين له الشفاء العاجل، فيما قال والده للتلفزيون إنّه يشكر السلطات الإسرائيليّة على هذه أللفتة الإنسانيّة. وكان واضحًا للغاية أنّ الجرحى قاموا بأداء الدور الذي تمّ إعداده لهم من قبل خبراء الحرب النفسيّة في الدولة العبريّة، وكالوا المديح لإسرائيل، وبموازاة ذلك، شنّوا هجومًا سافرًا ضدّ الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، الذي وصفوه بالمُجرم، الذي يأمر طائراته بقصف المدنيين وبإلقاء البراميل المتفجرّة بهدف القتل، نعم القتل، شدّدّ الجرحى، الذين أُجريت معهم اللقاءات في مستشفي (زيف الواقع بمدينة صفد. أحد الجرحى، والذي ظهر على الشاشة الإسرائيليّة تحت اسم محمد، وأكّد أنّه ينتمي لما يُسّمى بالجيش السوريّ الحر، أعرب عن شكره وعرفانه لإسرائيل بسبب العلاج الممتاز الذي يُقدّم له، وعن المُعاملة الإنسانيّة التي يحظى بها. وفي معرض ردّه على سؤال التلفزيون الإسرائيليّ قال إنّ أيّام الأسد المُجرم، وفق تعبيره، باتت معدودة، ولكنّه بالمُقابل عبّر عن خشيته العميقة من سيطرة الدولة الإسلاميّة على سوريّة ما بعد الأسد، وقال مطمئنًا الإسرائيليين: لا تقلقوا، فنحن نقف لتنظيم الدولة الإسلاميّة بالمرصاد، ولن نسمح له بالاقتراب من الحدود الإسرائيليّة-السوريّة، على حدّ تعبيره. وشدّدّ المدعو أحمد على أنّ الجيش الحر يُسيطر على المناطق المتاخمة للحدود، أيْ في الجزء المُحرر من الجولان العربيّ السوريّ المُحتّل، وأنّه لن يسمح لتنظيم الدولة الإسلاميّة بتشكيل خطر على أمن إسرائيل، حسبما قال. وأجرى التلفزيون مقابلةً مع شاب في الـ21 من عمره، قال إنّه أًصيب خلال المعارك التي خاضها الجيش الحر مع الجيش العربيّ السوريّ ومع مُقاتلي حزب الله، قال إنّ حزب الله يتصرّف في سوريّة وكأنّها منطقة تابعة له، وزعم أنّ المقاتلين من الحزب يقومون باغتصاب النساء السوريّات، فرادي وجماعات، لافتًا إلى أنّ الجيش الحر اعتقل العديد من عناصر حزب الله وقام بإعدامهم رميًا بالرصاص. علاوة على ذلك، قال المُقاتل في معرض ردّه على سؤال التلفزيون الإسرائيليّ: إننّي أكره الشيعة، أكرههم كثيرًا، ولا أقدر أنْ أتحملهم، وعندما سأله مُعّد التقرير عن كرهه لليهود أجاب أنّه لا يكره اليهود، بل يكره الشيعة، متوعدًا بالعودة إلى سوريّة، بعد الانتهاء من علاجه، لمُواصلة القتال ضدّ الشيعة والعلويين، على حدّ تعبيره. وتابع قائلاً إنّه يأمل بأنْ يتّم إسقاط الأسد قريبًا ومن ثمّ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل. وبطبيعة الحال، أثنوا الجرحى على مستوى العلاج الطبيّ في إسرائيل، مقارنةً بالمستشفيات في سوريّة، وقال أحدهم إنّه لا مجال للمقارنة بين دمشق وصفد، ففي المدينة الإسرائيليّة العلاج متطوّر ومُتقدّم إلى أبعد الحدود، على حدّ تعبيرهم. وقال مُعّد التقرير، إنّ مستشفى صفد بات بيتًا لأكثر من 500 جريح سوريّ في الفترة الأخيرة، وأجرى مقابلةً مع أحد الأطبّاء الاختصاصيين في العظام، وهو مُستجلب من روسيا، والذي تحدّث عن إنقاذ يد مقاتل من الجيش السوريّ الحر من القطع، حيث سأل الطبيب الجريح باللغة العربيّة كيف الحال، فردّ عليه بالقول الحمد لله. وكان لافتًا، أوْ بالأحرى ليس لافتًا، أنّ التقرير الذي استمرّ زهاء 15 دقيقة، لم يتطرّق لا من قريب ولا من بعيد إلى تكلفة علاج الجرحى السوريين، ومَنْ هي الجهة التي تقوم بتمويل هذا العلاج الذي يُقدّر بعشرات ملايين الدولارات في الشهر الواحد فقط. في السياق ذاته، ذكر موقع (NRG) الإخباريّ-الإسرائيليّ، أنّ سكّان الجليل الأعلى باشروا بحملة احتجاج واسعة النطاق زاعمين أنّ الحكومة الإسرائيليّة تقوم بتخصيص الأموال الباهظة لعلاج السوريين، وذلك على حساب سكّان المناطق الشماليّة في إسرائيل، وطالبوا الحكومة بالتوقّف عن استقبال الجرحى في مستشفيات الدولة العبريّة. وقال قادة حملة الاحتجاج التي جاءت تحت اسم” نُغيّر الاتجاه” إنّه بسبب الجرحى السوريين، الذي أقام لهم الجيش الإسرائيليّ مستشفي ميدانيًا في الجولان المُحتّل، تمّ إغلاق غرفة الطوارئ، التابعة لمستشفى “زيف” بصفد، والتي كانت تعمل على مدار الساعة في مستوطنة كريات شمونه (الخالصة) في شمال إسرائيل، حسبما أفاد الموقع الإسرائيليّ.