الأحد 19، مايو 2024
20º
منذ 6 سنوات

غزة: مولود كل عشر دقائق.. محمد هو اكثر الاسماء للذكور، وليان للاناث

غزة: مولود كل عشر دقائق.. محمد هو اكثر الاسماء للذكور، وليان للاناث
حجم الخط
راديو اورينت - بات قطاع غزة يسجل أرقامًا كبيرة في أعداد المواليد خلال الأعوام القليلة الماضية، وسط تحذيرات مؤسسات دولية من أن القطاع سيصبح غير قابل للحياة بحلول عام 2020.      

وسجّل قطاع غزة في الشهر الأول من عام 2017 الجاري، أعلى نسبة مواليد جدد حتى الشهر العاشر منه، حيث بلغ عدد المواليد فيه 5353، بمعدل 172 مولودًا يوميًا وسبعة مواليد كل ساعة. تلاه في أكتوبر/ تشرين أول عدد مواليد وصل إلى 5058، بمعدل 163 مولودًا يوميًا، بواقع 6 مواليد في الساعة.

ووصل بذلك عدد المواليد خلال الأشهر العشرة من العام الجاري إلى 43878 مولودًا، حيث يصل المعدل العام من أربعة إلى خمسة آلاف مولود شهريًا في جميع محافظات القطاع، وفقًا لإحصائيات جمعتها "القدس". ما يرجح وصول أعداد المواليد إلى أكثر من 53 ألفًا في الشهرين الأخيرين من العام.

ووصل عدد المواليد في العام المنصرم إلى 58170 مولودًا، بمعدل 160 مولودًا يوميًا و6 مواليد في الساعة، وبزيادة بنسبة 8% عن عام 2015 الذي بلغ فيه عدد المواليد 53729 مولودًا.

الأعداد في ارتفاع

وبحسب الإحصائيات الصادرة عن دائرة الأحوال المدنية، فإن أكثر الأسماء التي أُطلقت على الذكور من الأطفال خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة هي (محمد – أحمد – محمود)، في حين أن الأطفال من الإناث كانت (ليان – مريم- ميرا – جنى).

وتسجّل محافظة مدينة غزة أكثر عدد من المواليد من بين محافظاتها الخمسة. حيث تشير وزارة الداخلية في قطاع غزة إلى أنّ القطاع أصبح أكبر بقعة في العالم مكتظة بالكثافة السكانية العالية. مشيرةً إلى أنه يتم تحديث السجل المدني على مدار الساعة بإضافة المواليد الجدد.

وتقول الاخصائية الاجتماعية فلسطين عابد، إن سبب الزيادة الهائلة في أعداد المواليد في قطاع غزة تعود إلى ثقافة الزواج المبكر التي تسود المجتمع خاصةً في قطاع غزة. مشيرةً إلى أن هناك أسباب أخرى منها الدينية والوطنية.

وأوضحت أن غالبية السكان يعتقدون بشكل راسخ أن العامل الأهم في مسألة زيادة الإنجاب هو الصراع مع الاحتلال الذي يقتل أبناء الشعب الفلسطيني. مشيرةً إلى أن هذه المسألة متعلقة بالحس الوطني في ظل الصراع الديموغرافي بالإضافة إلى الشعور بالرضى من قبل بعض العائلات بما يعرف بـ"العزوة" والتعاضد العشائري والعائلي بزيادة عدد أفرادها.

ولفتت إلى أن جهل الكثير من العائلات بقضايا التربية وصعوبتها وحاجتها للجهد الكبير من أهم أسباب الزيادة في أعداد المواليد، إلى جانب الاعتقاد الديني السائد بالمباهاة بكثرة الأبناء أو عدم تحديد النسل وجهل الناس في التفريق بين التحديد والتنظيم لعب دورا واضحا في هذه الزيادة.

وأضافت "البعض يعتبر بأن الإنجاب الكثير مرتبط بالدين ولا يلتفتون لجوانب أخرى كالجانب الاقتصادي والجانب النفسي والجانب الاجتماعي والجانب التعليمي المتعلق بحاجات الطفل ونفقاته".

ورأت أن الحالة النفسية التي يعيشها سكان القطاع بسبب الأوضاع القاسية ووجود الفراغ الناجم عن عدم توفر فرص عمل يعد عاملا مساهما بشدة في تسجيل هذه الأرقام العالية من المواليد في غزة، وجلوس الرجال في المنازل لفترة طويلة دون عمل.

وكان تقرير صادر عن مؤسسة التجارة والتنمية "أونكتاد" التابعة للأمم المتحدة، قد أوضح في سبتمبر/ أيلول من عام 2015 أنه بحلول عام 2020 فإنّ قطاع غزة لن يصبح قابلا للحياة في حال استمرت الأوضاع الحالية نتيجة الحروب والحصار وتدهور الأوضاع الاقتصادية ونقص الأمن الغذائي والسكني والمياه النظيفة والكهرباء.

وتبلغ مساحة قطاع غزة 360 كيلومترا فقط، بطول 41 كيلوا مترا وعرض يتراوح ما بين 5 إلى 15 كيلو مترا. وتمثل الأراضي الزراعية ما نسبته 35% غالبيتها حدودية لا يسمح الاحتلال بالوصول إليها، فيما أصبح يقطن بالقطاع ما يزيد على 2 مليون شخص، ما يجعله أحد أكبر مناطق العالم كثافة سكانية.

ووفق تقرير صادر عن جهاز الإحصاء الفلسطيني، مطلع العام الجاري فإن قطاع غزة، يُعد من أكثر بقاع الأرض ازدحاما بالسكان، ويُسجل لكل كيلو متر مربع 4661 نسمة.