الأربعاء 15، مايو 2024
18º
منذ 6 سنوات
اجتماع واشنطن

مخطط لإسقاط المقاومة بثوب إنساني

مخطط لإسقاط المقاومة بثوب إنساني
حجم الخط

شبكة وتر-يرى محللون فلسطينيون أن الاجتماع الدولي-العربي الذي عُقد في واشنطن أمس الثلاثاء، يهدف لإسقاط أو إخضاع المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس عبر بوابة العمل الإغاثي والإنساني، في ظل تنصل السلطة وحكومة الوفاق عن أداء واجباتها تجاه قطاع غزة.

ويعتقد هؤلاء في أحاديث منفصلة مع وكالة "صفا" أن الاجتماع يحمل مضامين سياسية وإن تكلم أصحابه أنه بخلاف ذلك، وقد يأتي ضمن سياق "صفقة القرن" الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.

وعُقد أمس الثلاثاء اجتماع في واشنطن بحضور مسؤولين إسرائيليين ومن دول خليجية (السعودية-الإمارات-قطر-البحرين-عمان) ومصر والأردن، ناقشوا فيه الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، فيما رفضت السلطة المشاركة.

ويعتبر المحلل السياسي هاني المصري الاجتماع من أخطر الاجتماعات لعدم حضور طرف فلسطيني وفي ظل تجاوب عربي ودولي، محذرًا في الوقت نفسه من الانخداع بالمشاريع التي يطرحها.

ويرى المصري في حديث لوكالة "صفا" أنهم "لا يريدون إنقاذ غزة فالمتسبب بالحصار معروف (الاحتلال)، وبالتالي تجاهل السبب وتصّوير المسألة كأنها مسألة إنسانية يدل على أن الإدارة الأمريكية ماضية بقراراتها".

ويعتقد أن الاجتماع يأتي في "سياق التنفيس"، و"تطويع غزة لأن مركز الخطة الأمريكية للتسوية، فقد كانوا يعولون في تحقيق ذلك على السلطة"، متوقعًا أن تأخذ السلطة إجراءات عقابية جديدة في هذا الإطار ضد غزة.

وجاء هذا الاجتماع بعد أسبوع من مقال لجرينبلات في صحيفة "واشنطن بوست" كان عنوانه: "هل تمتلك حماس الجرأة لتقول إنها فشلت"، مُدعيًا أن الوضع الإنساني المتردي سببه حماس.

ويحذر المصري حركة حماس من الانخداع بعناوين هذه الاجتماعات، ويقول: "مشاريعهم لن يقدموا منها شيء، وذلك وفق التجارب والخبرات السابقة".

ويضيف "هم يريدون إسقاط وإخضاع حماس، وفي نفس الوقت منع انهيار قطاع غزة، لأن إسرائيل ستتحمل تبعات هذا الأمر، إلا أنها لن تمنح حماس القدرة على مقاتلتها مستقبلًا".

وكان غرينبلات قال في مقاله إن على حماس القبول بشروط الرباعية الدولية وإعادة الجنود الإسرائيليين، في حال أرادت أن تكون جزء من المسألة (حل الأوضاع في غزة).

وتفرض "إسرائيل" حصارًا على قطاع غزة منذ فوز حماس في الانتخابات البرلمانية عام 2006، ثم شددته في منتصف 2007 بعد تولي الحركة على زمام الأمور بالقطاع، تبعته ثلاثة حروب لإنهاء حكمها.

ويوضح المصري أن "الاجتماع يرسل رسالة للكل الفلسطيني، أن انتبهوا فأنتم الآن في طور الشطب في ظل القرارات الأمريكية؛ ولتمنعوا هذه الخطة يجب أن تتوحدوا".

ويشدد على أن مجابهة الخطط الأمريكية لن يجر إلا إذا توحدنا، عبر تشكيل "جبهة فلسطينية عريضة على قاعدة برامج تستند إلى الشراكة الوطنية، فحينها سيعطوننا بزيادة كلما توحدنا".

ويتوافق المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة مع ما ذهب إليه المصري من أن الاجتماع في واشنطن ليس إنسانيًا فحسب "بل يحمل أهداف ومضامين سياسية خفية لم يعلن عنها بشكل واضح".

وقال غرينبلات في اجتماع واشنطن إن "معالجة الوضع في غزة هو جزء أساسي من التوصل إلى اتفاق تسوية شامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

ويشير أبو سعدة إلى أن هناك تناقض في السياسة الأمريكية فهم قلّصوا المساعدات المقدمة لـ (أونروا)، إلا أن عنوان هذا الاجتماع يدور حول تحسين الأوضاع الاقتصادية.

ويتوقع أن "يكون ذلك جزءًا مما يسمى صفقة القرن الذي يركز على أن نواة الدولة في غزة"، ويلفت إلى أنهم لو كان حريصين على الوضع الاقتصادي لقدموا الدعم لأونروا.

ويوضح أبو سعدة أن الإدارة الامريكية تبحث عن دول للدخول في هذا الأمر تكون قادرة على تمويل المشاريع المقدمة لغزة، مبينًا أن هذه الدول لن تنتظر موافقة السلطة الفلسطينية.

ويلفت إلى أن السلطة رفضت حضور المؤتمر "لأنها تريد إبقاء العقوبات على غزة للضغط على حماس، وأنها تتخوف من أن يكون لهذا بُعد سياسي"، منوهًا إلى أن السلطة لن تستطيع أن تفشل هكذا مخططات.

ويواجه القطاع انهيارًا غير مسبوق ويعاني سكانه من أزمات حادة بفعل الحصار، إلى جانب إجراءات عقابية يفرضها الرئيس محمود عباس فاقمت الأوضاع فيه، وخاصة بملف الموظفين والتحويلات الطبية والكهرباء، وسط اتهامات لحكومة التوافق بالتنصل من مسؤولياتها.

ويعتقد أبو سعدة أن الدول التي حضرت الاجتماع قد تبدأ بمشاريع في قطاع غزة دون موافقة السلطة، وضمنًا حال عدم معارضة حماس لأنها معنية بتحسين الوضع الإنساني.

ويستدرك أبو سعدة أن أمريكا ترفض ما يسمى "دولة داخل دولة"، كالحالة اللبنانية الجارية، فلن يسمحوا لحماس أن تكون لاعبًا إلا أن تعترف بالشروط التي وضعوها لها".

ويرى أبو سعدة أن "مصر (إحدى الدول المشاركة بالاجتماع) ستكون عنوان إعادة تحسين الوضع الاقتصادي، معتبرًا أن "وجود الوفد المصري في غزة يأتي ضمن هذه الرؤية".

ويتوافق المحلل السياسي عدنان أبو عامر مع ما ذهب إليه أبو سعدة، من أن مصر قد تكون "عرابة" لهذه المشاريع عبر عدم الوصول لحالة الانفجار في غزة، وفي محاولة ترويض لحماس رغم رفضها لصفقة القرن".

ويعتقد المحلل السياسي عدنان أبو عامر أن الدول المشاركة في الاجتماع حال أرادت تنفيذ مشاريع في القطاع عبر مالها السياسي، سيكون عبر القفز على حماس من خلال تنفيذ المنظمات الدولية أو بعض الدول.

ووفق كلمة غرينبلات فإن المقترحات التي تم طرحها سيجري تقديمها في مؤتمر أعمال لجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة المقبل في بروكسل.

ويرى أبو عامر أن الأطراف العربية المشاركة في الاجتماع "تتساوق مع المشروع الأمريكي بصفقة القرن، وهذا يطرح تساؤلات عديدة حول الدور التي تؤديه هذه الدول".

ويؤكد أن "السلطة تتحمل دخول أطراف دولية وعربية على الخط في القضية الفلسطينية وقطاع غزة، فلو أدت دورها لما سمح لهم بالدخول".

ويرى أبو عامر أن التوجه الأمريكي للدخول في الواقع الفلسطيني من خلال الاقتصاد يأتي في ظل الفشل السياسي، وفي سياق تقارير دولية وأممية تتحدث عن تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي في قطاع غزة.