السبت 18، مايو 2024
19º
منذ 4 سنوات
انهيار أجزاء من قبة الأردبيلي

و"الأوقاف" تُحمل الاحتلال مسؤولية منع ترميم باب الرحمة

و
حجم الخط

شبكة وتر-انهار قبل أيام الجزء الجنوبي من قبة الأردبيلي في مقبرة باب الرحمة شرق المسجد الأقصى المبارك، وهو بناء قديم كان ومازال يحتاج إلى الترميم والصيانة يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس، ويضم رفاة الشيخ علاء الدين علي الأردبيلي (الشافي الصوفي) حفيد مؤسس الطريقة الصفوية، الذي ولد في إيران سنة 832 للهجرة/1428 للميلاد، وتوفي ودفن في مدينة القدس ودفن في مقبرة باب الرحمة بجوار اسوار المسجد الأقصى المبارك.

والقبة التي هي عبارة عن بناء حجري ذي أربعة أقواس مفتوحة تضم العديد من القبور، ترتفع ثلاثة أمتار متميزة عن بقية قبور مقبرة "باب الرحمة"، ملاصقة لسور المسجد الأقصى المبارك، إذ بنى أصحاب الأردبيسلي فوق قبره قبة كبيرة كمزار له.

وسبق أن حاولت الأوقاف الإسلامية في القدس ترميم الواجهة الشرقية لأسوار المسجد الأقصى المبارك، وشرعت فعلاً بترميم باب الرحمة من الداخل والخارج، إلا أن سلطات الاحتلال أوقفت الترميم في المسجد الأقصى، وأصرت على التدخل في عمل لجنة الإعمار. واشتد المنع، وأصبح يعتقل كل من يحاول من موظفي الإعمار ومهندسيها التابعين للأوقاف الإسلامية من قبل شرطة الاحتلال منذ إعادة فتح مصلى باب الرحمة.

وسبق أن حمّل وزير الأوقاف الأردنية سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة تجاه أي أضرار معمارية قد تحدث لأي مبنى داخل المسجد الأقصى، خاصة مبنى باب الرحمة نتيجة منعها الدائم لـمديرية مشاريع إعمار الـمسجد الأقصى الـمبارك في الأوقاف من ترميم هذا المبنى التاريخي الذي يزيد عمره عن ألف وأربعمائة سنة وأصبح بحاجة ملحة لعملية الترميم.

كما حملت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الإعاقة ومنع ترميم الجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، بعد ظهور أضرار وتغير في ألوان الحجارة. وأكدت الأوقاف ان المسجد بحاجة ماسة للصيانة والترميم، وإلى أعمال الكحلة والتقوية واستبدال التالف من المداميك.

وقالت إن كوادرها على وعي تام بحالة الجدار، وعلى أتم الاستعداد والجهوزية لإنجاز ذلك في القريب العاجل، مشيرة إلى أنه لوحظ تآكل واضح في مجموعة من الحجارة بفعل قدمها الذي يزيد عن 1400 عام.

ووفق سجلات الأوقاف قبة الأردبيلي تضم بداخله خمسة قبور بفعل الانهيار تعرضت شواهدها تكسرت، باستثناء قبر تحت القوس الشمالي للقبة مباشرة محاط بسياج حديدي، لا يُعرف صاحبه، ومن الخارج قبة الأردبيلي التي لا يتعدى طولها ثمانية أمتار وعرض أربعة أمتار، فحجارتها متآكلة بفعل عوامل الطقس والزمان وقلة الصيانة والترميم اللذين تمنعهما سلطات الاحتلال.

وهناك لوحة حجرية تؤرخ للقبة بخمسة أسطر نُقش عليها بخط الثلث العربي مكتب عليه "هذا قبر الإمام المحقق والحبر المدقق جامع الشريعة والحقيقة الشيخ علاء الدين بن أبو الحسين علي الأردبيلي، توفي سنة اثنين وثلاثين وثمانمائة (832 هـ) ثم انهدمت هذه القبة مكرور الأعوام، فجددها من ذريته أفضل الفضلاء والي الدين الشهير بابن الكواكبي القاضي بالعساكر.. في الدولة العثمانية سنة ثلاثة وثلاثين وما بعد الألف (1033 هـ)".

وقد تعرضت مقبرة باب الرحمة للعديد من الاعتداءات من قبل الاحتلال والمستوطنين وبصورة متكررة وأتاح موقع قبة علاء الدين الأردبيلي من سور المسجد الأقصى فرصاً للمستوطنين للتسلل إليه، سواء عبر تسلق بنائها الذي قلّص المسافة نحو السور، أو عبر التسلل أسفل الأرض من خلال الحجرات السفلية، وقد شهد المسجد حوادث عدة دفعت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة إلى تعيين حارس فوق برج باب الرحمة لمراقبة الجدار الشرقي وقبة الأردبيلي بالذات. بعد أن كشفت تحركات المستوطنين وشرطة الاحتلال أن هناك نوايا مبيته لتغيير الواقع داخل المسجد الأقصى المبارك ومحاولات محمومة لإغلاق باب الرحمة من الداخل.

وأشار مدير مركز المخطوطات في المسجد الأقصى رضوان عمرو في وقت سابق إلى أن القبة كانت هدفاً ومنصةً للعديد من محاولات اقتحام المسجد الأقصى المبارك، من بينها محاولات التسلل في بدئها من عام 1984، حيث لاحظ أحد حراس المسجد الأقصى حبلاً ملفوفاً على مسننات السور من الداخل قرب قبة الأردبيلي، فارتاب واستمر بمراقبة الموقع، واستطاع كشف ثمانية مسلحين إسرائيليين رفقة قنابل وأسلحة حاولوا الدخول بها إلى الأقصى.

وقال عمرو: وحصلت محاولات اقتحام كثيرة، جمعيها عبر القبة من خلال سلالم وحبال، كان آخرها عام 2016، حيث كشف الحراس عن بداية تنقيب في سور الأقصى بهدف اختراقه عبر الحجرة الجنوبية أسفل قبة الأردبيلي.

وتقول الأوقاف الإسلامية إن الموقف واضح ولا يمكن التنازل عنه "والأولوية لترميم الباب حتى نقوم باستعمالاته الوقفية، وإن جهود أردنية حثيثة مستمرة ولم تتوقف لترميم مبنى باب الرحمة، بيد أن الاحتلال يرفض ذلك ويصر على إغلاق المصلى والباب".