الأحد 05، مايو 2024
10º
منذ 4 سنوات

هل تنقذ الخلايا الجذعية الصين من الفيروس؟

هل تنقذ الخلايا الجذعية الصين من الفيروس؟
حجم الخط

شبكة وتر-يعمل باحثون صينيون على استخدام الخلايا الجذعية في علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" الذين تطور لديهم المرض بشكل خطير، وذلك وفقا لصحيفة العلوم والتكنولوجيا اليومية الصينية، فكيف يمكن أن تساعد الخلايا الجذعية في محاربة كورونا؟

ونقلت الصحيفة عن نائب وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني شيوي نان بينغ قوله إن أربعة مرضى بفيروس كورونا تلقوا علاجا بالخلايا الجذعية بعد أن وصلوا لمرحلة خطيرة، وقد خرج الأربعة من المستشفى بعد شفائهم.

وقال شيوي إن ثمة توجها لتوسيع استخدام تكنولوجيا الخلايا الجذعية لمعالجة المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد، خاصة الحالات الخطيرة.

أيضا أظهرت دراسة جديدة أجراها علماء صينيون أن امرأة صينية تبلغ من العمر 65 عاما تدهورت حالتها بعد إصابتها بفيروس كورونا، قد تعافت بشكل مذهل بعد تلقيها علاجا بالخلايا الجذعية.

وكانت المريضة تصارع من أجل حياتها في وحدة العناية المركزة في مستشفى باوشان في كونمينغ، عاصمة مقاطعة يونان بجنوب غرب الصين، منذ ما يقرب من أسبوعين بعد إصابتها بالفيروس.

ولكن وفقا لبحث نشره فريق من الباحثين من جامعة كونمينغ برئاسة الدكتور هو مين، فإنه بعد أربعة أيام فقط من إعطائها أول جرعة من خلايا جذعية من الحبل السري، وقفت المرأة على قدميها وتمكنت من المشي.

وبحسب وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، طورت الأكاديمية الصينية للعلوم عقارا جديدا من الخلايا الجذعية، هو كاستيم (CAStem)، الذي أظهر نتائج واعدة في التجارب على الحيوانات.

وتقدم فريق البحث بطلب للحصول على تقييم عاجل من قبل الإدارة الوطنية للمنتجات الطبية، وتجري الموافقة على ذلك من قبل لجنة الأخلاقيات والمراقبة والتقييم السريري.

الخلايا الجذعية

الخلايا الجذعية (أو الجذرية أو الخلايا الأولية أو الأساسية أو المنشأ) هي خلايا لها القدرة على الانقسام والتكاثر وتجديد نفسها، وهي قادرة على تكوين خلية بالغة، وأهميتها تأتي من قدرتها على تكوين أي نوع من أنواع الخلايا المتخصصة كخلايا العضلات وخلايا الكبد والخلايا العصبية والخلايا الجلدية.

والسمتان المميزتان للخلية الجذعية هما التجديد الذاتي الدائم والقدرة على التمايز إلى نوع خلية بالغ متخصص. وتتميز الخلايا الجذعية بإمكانيات كبيرة في تجديد الأنسجة وإصلاحها، ولديها القدرة على بناء كل الأنسجة في جسم الإنسان.

وحسب خبراء صينيين فإن الخلايا الجذعية تعمل على تحفيز تكوين أوعية الدم الجديدة وتكاثر الخلايا ومنع استجابتها للالتهاب، وتعزز بيئة المناعة المجهرية في الرئتين وتخفض مخاطر الفشل الرئوي الناجم عن الالتهاب. وتستخدم في معالجة الأمراض المعدية ومضاعفاتها. وقد استخدمت في معالجة إنفلونزا الطيور وحققت نتائج جيدة.

وهناك نوعان من الخلايا الجذعية، الجنينية التي تتميز بالقدرة على التمايز لجميع أنواع الخلايا الأخرى مثل العضلات والعظام، وغير الجنينية التي تكون قادرة على التمايز إلى أنواع خلايا أخرى ولكن بدرجات مختلفة، ويمكن أن تكون بالغة ومتمايزة مثل العضلات.

كيف يعمل علاج كورونا بالخلايا الجذعية؟

إحدى الآليات التي يسبب فيها فيروس كورنا المستجد "كوفيد-19" الضرر بالرئتين هو تسببه بعاصفة خلوية، وهي استجابة مناعية خطيرة تحدث عند إنتاج الجسم للخلايا المناعية بشكل مفرط ودخولها إلى الرئتين، مما يقود إلى تدهور في الجسم يشبه تسمم الدم.

يرافق هذا تراجع في القدرة على التنفس والتهاب رئوي، مما قد يقود في النهاية إلى الموت.

ويعمل العلاج بالخلايا الجذعية على إصلاح الضرر في أنسجة الرئة، حيث يحقن الباحثون منتجات الخلايا الجذعية في الرئتين. ويمكن للخلايا الجذعية تحسين البيئة المناعية في الرئتين وتقليل خطر الفشل الرئوي الناجم عن الالتهاب.

ولأن الخلايا الجذعية لديها القدرة على التجديد الذاتي والتمايز، فيمكنها أن تتطور إلى خلايا وظيفية رئوية جديدة وحويصلات هوائية، وبالتالي تصلح الأنسجة الرئوية التي أتلفها فيروس كورونا أو العاصفة الخلوية.

رغم ذلك لا يزال الاستخدام الواسع للخلايا الجذعية في علاج كورونا بعيدا، ويجب التحقق من سلامته وفعاليته من خلال تجارب سريرية كافية على البشر.