الخميس 09، مايو 2024
10º
منذ 4 سنوات

تقرير: فيروس كورونا الجديد ينشر الكآبة الاقتصادية في أوروبا

تقرير: فيروس كورونا الجديد ينشر الكآبة الاقتصادية في أوروبا
حجم الخط

شبكة وتر- بدأت جائحة فيروس كورونا الجديد، الذي أودى بحياة أكثر من 60 ألف شخص وأصاب أكثر من 700 ألف شخص في أوروبا حتى يوم الأربعاء، في نشر الكآبة الاقتصادية في القارة.

وعلى مدى الأيام الماضية، أصدرت مؤسسات فكرية اقتصادية وبنوك مركزية ومسؤولون حكوميون في أوروبا توقعات اقتصادية قاتمة للاقتصادات الأوروبية الكبرى، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا.

توقعات قاتمة

في يوم الأربعاء، توقعت المعاهد الاقتصادية الرائدة في ألمانيا أن الناتج الاقتصادي لألمانيا، المحرك الرئيسي للنمو في أوروبا، من المرجح أن ينكمش بنسبة 4.2 بالمائة في عام 2020 بسبب تأثير فيروس كورونا الجديد.

كانت هذه توقعات مشتركة من قبل المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية ومعهد إيفو، ومعهد كيل، ومعهد هالي للبحوث الاقتصادية، وأر دبليو أي إيسين.

ووفقا للتوقعات، فمن المرجح أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الألماني بنسبة 1.9 بالمائة في الربع الأول ثم 9.8 بالمائة في الربع الثاني.

وتوقعت المعاهد أن يرتفع معدل البطالة في البلاد نتيجة للمرض إلى 5.9 بالمائة "في ذروته" في عام 2020.

وستنتهي ألمانيا أيضا بـ"عجز قياسي" يبلغ 159 مليار يورو (172.8 مليار دولار أمريكي) هذا العام، مقارنة برصيد إيجابي قدره 45.3 مليار يورو في 2019.

وفي فرنسا المجاورة، قال البنك المركزي بي دي أف أن اقتصاد البلاد انكمش بنسبة 6 بالمائة في الربع الأول من العام، وهو أسوأ أداء له منذ عام 1945، بسبب الركود في الصناعة وأنشطة الخدمات واضطراب السوق المالية الناجم عن المرض.

وكان البنك قد قدر في السابق نموا بنسبة 0.1 بالمائة في الفترة من يناير إلى مارس من هذا العام.

وقد فرضت الحكومة الفرنسية إغلاقا لمدة أسبوعين في 17 مارس لاحتواء تفشي المرض. وتم تمديد فترة الإغلاق لمدة 15 يوما حتى 15 أبريل، ومن المحتمل أن يتم تمديدها من جديد. وقال البنك المركزي إن الإغلاق لمدة أسبوعين يؤدي إلى خسارة 1.5 بالمائة في الناتج المحلي الإجمالي.

وأظهر تقرير للبنك، بناء على مقابلات مع 8500 من قادة الأعمال في الفترة من 27 مارس إلى 3 أبريل، أن النشاط الاقتصادي الفرنسي انخفض بنسبة 32 بالمائة بسبب الإغلاق.

وفي بريطانيا، قال تقرير نشره يوم الاثنين مركز الأعمال والبحوث الاقتصادية، وهو مركز أبحاث، إن الناتج الاقتصادي للبلاد سينخفض بنسبة 31 بالمائة بسبب المستوى الحالي من الإغلاق لمكافحة كوفيد-19.

وتوقع مورجان ستانلي الشهر الماضي أن ينكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 5 بالمائة هذا العام، في تناقض حاد مع أحدث توقعات النمو الرسمية والمقدرة بنسبة 1.1 بالمائة من مكتب مسؤولية الميزانية.

قتال "ماراثوني"

وفي الوقت الذي أفادت فيه التقارير أن بعض الدول الأوروبية تحاول تخفيف إجراءات الإغلاق في منتصف أبريل، وصف المكتب الإقليمي الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء القتال المستمر ضد كوفيد-19 في المناطق الأوروبية بأنه "ماراثوني"، مؤكدا أنه لم يحن الوقت لتخفيف تلك الإجراءات.

ودعا المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا الدكتور هانز كلوج عبر تصريح بالفيديو للصحافة في كوبنهاغن جميع الأوروبيين إلى البقاء متحدين ويقظين.

وقال "إن معرفة كوفيد-19 وبعض الإشارات الإيجابية من بعض البلدان لا تمثل نصرا حتى الآن ... الوقت الآن ليس مناسبا لتخفيف الإجراءات. لقد حان الوقت لمضاعفة جهودنا الجماعية مرتين وثلاث مرات للدفع نحو القمع بدعم كامل من المجتمع"، محذرا من أن "أوروبا تظل في قلب المرض".

شاطره نفس التحذير الدكتور رانييري غويرا، الذي يخدم ضمن اللجنة الفنية والعلمية التي تقدم المشورة للحكومة الإيطالية بشأن كيفية التعامل مع المرض.

وقال غويرا يوم الأربعاء في مؤتمر صحفي في روما "ما زال يتعين علينا اتخاذ الكثير من الخطوات الأولية".

وقال غويرا، الذي يشغل أيضا منصب مساعد المدير العام للمبادرات الاستراتيجية في منظمة الصحة العالمية، "اتجاه المنحنى الوبائي يظهر أنه لا يتراجع بشكل ملحوظ، لكننا في خضم تباطؤ في سرعة انتقال (الفيروس)".

وأضاف "هذا يعني أن هناك خزانا لحاملي الفيروس دون أعراض، مما يضمن استمرار تداول الفيروس".

وقال إن التخفيف من الإغلاق "في هذه الظروف من دون معرفة دقيقة بكيفية تطور فيروس كورونا الجديد وكيف سيتطور، من الصعب تخيله".

وفي يوم الأربعاء، قال وزير الصحة الإسباني سلفادور إيلا إن إسبانيا، التي سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة في أوروبا، "وصلت إلى ذروة العدوى"، على الرغم من أن البلاد شهدت ارتفاعا في عدد حالات الإصابة والوفيات الجديدة بسبب كوفيد-19 لليوم الثاني بعد أربعة أيام متتالية من التراجع.

وحتى يوم الأربعاء، أبلغت إسبانيا عن 146690 حالة مؤكدة و14555 حالة وفاة. واحتلت إيطاليا المرتبة الثانية بـ139422 حالة مؤكدة و17669 حالة وفاة، تلتها فرنسا بـ112950 حالة مؤكدة و10869 حالة وفاة.

وفي هولندا، تخطى العدد الإجمالي لحالات كوفيد-19 عتبة الـ20 ألف يوم الأربعاء، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن السلطات الصحية.