الخميس 25، إبريل 2024
18º
منذ 3 سنوات

ماكرون في بغداد لدعم "سيادة العراق"

ماكرون في بغداد لدعم
حجم الخط

شبكة وتر- بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة خاطفة إلى بغداد تستهدف "دعم سيادة العراق" ويأتي ذلك بعد زيارة ثانية للبنان ركزت على تشكيل حكومة جديدة بمواصفات معينة كي تحظى بالدعم من الخارج.

ووصل ماكرون بغداد صباح اليوم الأربعاء قادما من بيروت في زيارة تستغرق بضع ساعات، هي الأولى منذ توليه مهامه رئيسا عام 2017، ويلتقي خلالها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ورئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس إقليم كردستان نيجرفان البارزاني، كما يلتقي في مدينة النجف المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.

وقالت مصادر في الرئاسة الفرنسية إن الزيارة ستركز على تعزيز التعاون بين البلدين، لاسيما في المجال الاقتصادي والثقافي والأمني.

وأضافت أن فرنسا ستدعم جهود تعزيز السيادة العراقية والقدرات الأمنية للقوات المسلحة العراقية، خاصة في مجال التدريب.

وكان ماكرون قد قال في مؤتمر صحفي ببيروت أمس إنه سيزور العراق اليوم ليطلق بالتعاون مع الأمم المتّحدة مبادرة لدعم "مسيرة السيادة" في هذا البلد.

وقالت مصادر عراقية إن زيارة ماكرون ستركّز على "السيادة" العراقية في ظل سعي بغداد للسير على طريق مستقل بعيدا عن المواجهة بين إيران والولايات المتحدة، وتعزيز علاقتها مع الدول العربية، خاصة منها السعودية.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان زار العراق منتصف يوليو/تموز الماضي، ودعا بغداد إلى أن "تنأى بنفسها عن التوترات الإقليمية".

ووفق مصادر عراقية، فإن المحادثات الفرنسية العراقية ستتناول الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب.

بدورها، قالت صحيفة "الصباح" الحكومية العراقية الصادرة اليوم إن زيارة الرئيس الفرنسي تحمل ملفات مهمة وحساسة، وتعبر عن وقوف باريس إلى جانب بغداد في مختلف الأصعدة.

ونقلت الصحيفة عن النائب في البرلمان سعران الأعاجيبي أن زيارة ماكرون تأتي دعما للحكومة، وستكون مصدر قوة لاسيما من الناحية العسكرية، إذ يمكن لفرنسا تصدير طائرات حربية للعراق.

ورجح الأعاجيبي أن يبحث الجانبان موضوع القصف التركي ضد مواقع حزب العمال الكردستاني شمالي البلاد.

حكومة لبنان
وكان ماكرون قال أمس في بيروت إن القوى السياسية تعهدت بتشكيل الحكومة الجديدة التي يرأسها مصطفى أديب خلال 15 يوما، محذرا من العواقب إذا لم تحقق تلك القوى ما تعهدت به بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الثاني المقبل.

وأضاف ماكرون في مؤتمر صحفي أنه تواصل مع نظيره الإيراني حسن روحاني، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقادة دوليين قبل انخراطه في مسار مساعدة لبنان، موضحا أنه لمس لدى هؤلاء القادة إرادة للسماح للبنان بأن يسلك طريقه.

وتابع أنه لن يقدم للبنان شيكا على بياض، وأنه إذا لم تنفذ الإصلاحات فستتوقف المساعدات الدولية، مشيرا إلى أن أهم الإصلاحات المطلوبة هي إصلاح الكهرباء، والقطاع المصرفي، والقضاء.

وأكد أن القوى الحزبية -بالتنسيق مع الرئيس ميشال عون- التزموا كلهم بأن تكون الحكومة جاهزة في غضون الأيام المقبلة، من شخصيات تتحلى بالكفاءة، وتحظى بمساندة كل القوى السياسية.

وقال ماكرون إنه دعا عون، ورئيس الحكومة الجديد مصطفى أديب، ورئيس مجلس النواب نبيه برى، وباقي القوى، إلى حضور مؤتمر يعقد في باريس في أكتوبر/تشرين الأول المقبل لتقييم ما ستحققه السلطات اللبنانية من إصلاحات.

كما قال إن بلاده ستنظم مؤتمرا دوليا جديدا مع الأمم المتحدة في باريس بالنصف الثاني من الشهر المقبل لمساعدة لبنان الذي يعاني من أزمة مالية خانقة، أضيفت إليها تداعيات الانفجار المدمر الذي ضرب مرفأ بيروت أوائل الشهر الماضي.

وكانت فرنسا رعب الشهر الماضي مؤتمراً دوليا لدعم لبنان تعهد خلاله المشاركون بتقديم أكثر من 250 مليون يورو لمساعدة اللبنانيين، على أن تقدم برعاية الأمم المتحدة، وبشكل مباشر للشعب اللبناني.

ونقلت وكالة رويترز أن الرئيس الفرنسي صرح بأن من المحتمل أن تفرض عقوبات على السلطات اللبنانية في حال ثبوت فسادها، مضيفا أنه سيكون تنسيق ذلك مع الاتحاد الأوروبي.

زيارة ثالثة
وزيارة ماكرون إلى لبنان هي الثانية منذ انفجار مرفأ بيروت، وقد أعلنت الرئاسة الفرنسية أنه يعتزم زيارة ثالثة إلى بيروت في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وقد استبقت القوى السياسية اللبنانية وصول الرئيس الفرنسي بالتوافق على تكليف أديب (48 عاما) بتشكيل الحكومة المقبلة، بعد استقالة حكومة حسان دياب تحت ضغط الرأي العام عقب انفجار المرفأ.

وأديب هو سفير لبنان لدى ألمانيا، وهو شخصية غير معروفة لدى اللبنانيين، وقال ماكرون في تصريحات لموقع "بروت" الفرنسي أمس إنه "سيضع ثقله" ليتمكن أديب، الذي التقاه مرتين اليومين الماضيين، من تشكيل حكومة سريعاً قادرة على "إطلاق إصلاحات بنيوية".