الأربعاء 08، مايو 2024
10º
منذ 3 سنوات

خطوات الضم قائمة باستمرار ولا بد من صحوة سياسية

خطوات الضم قائمة باستمرار ولا بد من صحوة سياسية
حجم الخط

شبكة وتر-من يسير من القدس حتى جنين شمالا او الخليل جنوبا يرى في كل منطقة وعلى رأس كل جبل مستوطنة. والمستوطنة لا تعني المباني فقط وانما المنطقة المحيطة بها والطرق المؤدية اليها، ايضا، اي ان الضفة الغربية التي نتحدث عنها، هي في الحقيقة صارت بؤرا استيطانية. والقدس، عاصمتنا الموعودة بصورة خاصة يبتلعها الاستيطان ومخططات التهويد، وقد قرروا قبل يومين اقامة الاف الوحدات الاستيطانية في ثلاث مستوطنات تحيط بالقدس وهي جزء منها. وفي احصائية اخيرة فان المستوطنين الذين يعيشون في ٧٨ مستوطنة خارج الجدار بالضفة و ٥٢ مستوطنة داخل هذا الجدار هم نحو نصف مليون يهودي، ومساحة الارض التي يسيطرون عليها كبيرة للغاية وهي تقتل الحياة عمليا بالضفة.

نحن كسبنا جولة ضد ضم الاغوار ووقف العالم كله باستثناء اميركا ترامب، معنا، وصار الموقف محيرا امام نتانياهو خاصة وان الاول من تموز يقترب، وهو الموعد الذي حدده هذا المتغطرس لكي يضم الاغوار. وبالتأكيد تقريبا فانه لن يضم الاغوار كما وعد ولكنه لن يقف مكتوف الايدي . والتقديرات انه سيعلن عن ضم مستوطنات واجزاء من الاغوار، ولا سيما انه بدأ فعلا وميدانيا بتنفيذ ذلك، حيث قطع المياه عن كثير من المناطق ومنع المواطنين من الوصول الى اراضيهم، وبدأ يتصرف وكأنه المسيطر الفعلي والوحيد على تلك المناطق.

هناك مشكلة اخرى كبيرة تواجهنا وهي قضية التطبيع العربي مع الاحتلال، وقد صار الامر مكشوفا ويجد اصحابه تبريرات كثيرة لذلك .. ولا ضرورة لذكر الاسماء لانها معروفة.

والاسوأ ان الاهتمام بنا صار قضية ثانوية بعد كارثة الانقسام التي اساءت وتسيء لكل تاريخنا الماضي والحاضر.

كثير من العرب يقولون اذا كان الفلسطينيون انفسهم غير متحدين للنضال من اجل قضيتهم فما هو واجبنا نحن وهل نكون فلسطينيون اكثر من الفلسطينيين ...؟! والجواب بالنسبة لنا محرج ومؤلم ايضا.

لم يعد المطلوب استمرار الركض وراء البيانات والخطابات والشعارات التي مللنا سماعها منذ عقود كثيرة، ولم تعد التظاهرات المنددة والتجمعات الحاشدة والمتحدثون الكثيرون، يثيرون أي اهتمام بل العكس تماما فقد زهق الناس وهم يطالبون بما هو عملي وليس الركض وراء الكلمات والشعارات الجوفاء.

المطلوب اولا وقبل اي شيء تقييم الاوضاع بشكل جدي وميداني ومن ثم استخلاص، ما هو ممكن وما هو في متناول اليد وفق المعطيات العربية والدولية والاهم المعطيات الداخلية الفلسطينية. قد مر علينا عبر التاريخ اوضاع كثيرة مشابهة وكانت الخلاصات خاطئة وغير واقعية ولا تتفق مع المعطيات وانما مع المطلوب نظريا ومع الشعارات.

المطلوب اولا، وبشكل بسيط ، استعادة الوحدة الوطنية فاذا كنا غير قادرين على ذلك وسط ما نمر به من تحديات، تموت كل الشعارات وكل المواقف الكلامية. واذا كانت القيادات غير قادرة على الاتحاد فكيف يصدق احد انها قادرة على مقاومة الاحتلال وقهره؟!

والمطلوب ثانيا ان تصحو هذه القيادات على ما نمر به من واقع. نحن نتحدث عن القدس عاصمتنا الموعودة والقدس تختنق بالاستيطان والتهويد. ونحن نطالب بحدود ٥ حزيران ١٩٦٧، وكلنا يعرف ان هذه الحدود قد ماتت وقتلها الاستيطان والاحتلال. ونحن نأمل بتأييد عربي وعرب كثيرون يغرقون في مهاوي التطبيع. ونأمل بموقف دولي والعالم لا يقدم إلا الادانة والاستنكار في احسن الاحوال.

لا بد من صحوة سياسية حقيقية وقوية لان الركض وراء البيانات والشعارات والمواقف الخطابية لن يؤدي الا الى الوهم ولن نجد بعده إلا السراب.