الثلاثاء 23، إبريل 2024
18º
منذ سنتين

هل أصبح شهداؤنا مجرد أرقام؟!

هل أصبح شهداؤنا مجرد أرقام؟!
حجم الخط

شبكة وتر- شبكة وتر- نصحوا في كل صباح على أعداد أخرى من الشهداء تم اغتيالهم على يد قوات الاحتلال الآثمة . وهذا مسلسل طويل ومؤلم ممتد منذ أن جثم هذا الاحتلال على أرضنا وأقام كيانه على تراب هذه الأرض المباركة بعد اغتصابها وتشريد جل أهلها ، فلذلك لن يكون الشهداء الذين قارب عددهم على العشرة خلال الأيام الأخيرة والذين اغتالتهم قوات الاحتلال في محافظتي القدس وجنين هي الحلقة الأخيرة في مسلسل القتل والتصفية بل هي حلقة من حلقات مسلسل تراجيدي طويل لم تكتمل حلقاته بعد ولم تصل لنهايتها .

إن ما أصبح يؤلم ويُدمي ويقّطع القلوب لحالات الاغتيالات والتصفية التي يمارسها الاحتلال بحق شبابنا وأهلنا أن هذه التصفيات تمر دون أي ردات فعل متوازية تُجبر الاحتلال عن كف يد التصفية والاغتيالات لزهرات وورود فلسطين ، وهذا ما شجع الاحتلال على مواصلة سياسة التمادي في الاغتيالات والتصفيات التي أصبحت شبه يومية . فمواكب الشهداء اليوم تترك حزناً آنياً سرعان ما تتبعها مواكب أخرى دون حسيب لهذا الاحتلال الغاشم ودون وضع حد لسيلان وجريان الدماء المراقة ظلما وبغيا .
فالحقيقة المُرة أن التعامل مع الشهداء الذين يرحلون بالتتابع اليومي أصبح مجرد أرقام تُعد وتُدوّن دون رد فعل حقيقي يجعل الاحتلال يفكر طويلا قبل أن يعيد الكرة مرة أخرى وهذه جريمة يقترفها ذوو القربى بحق هؤلاء الذين قدّموا وضّحوا بأغلى ما يملك الإنسان في سبيل وطريق التحرير الحقيقي لأرض فلسطين العزيزة المباركة. فحالة الخذلان التي يعيشها أهل فلسطين قد جرأت الاحتلال الظالم على ارتكاب جرائمه باستمرار لأنه لم يجد من يوقف جرائمه ولأنه يعرف حدود ردات الفعل الباهتة الفارغة من أي مضمون تجاه تلك الجرائم المتتابعة.

إن أهل فلسطين منذ أن وطأت أقدام المحتل هذه الأرض وهم يأبون إلا أن يعنونوا أخبارهم بدمائهم الزكية ويبرقوا ألف رسالة ورسالة بأننا أهل الأرض وأهل الحق وأن بقاء الاحتلال وأعوانه على هذه الأرض مسألة وقت وإن الاحتلال مهما اقترف وأرتكب من جرائم فإننا صامدون ولن نرحل .

فرغم التضحيات الجسام والعظام التي يقدمها أهل فلسطين إلا أن موازين القوة تميل لصالح دولة الاحتلال وقواته وهذا ما يشجعه على الاستمرار في سياسة القتل والتدمير والتهجير دون مبالاة واكتراث ولذلك كان لا بد في ظل حالة التغول والتمادي للاحتلال من إعادة القضية الفلسطينية لأصلها كقضية أمة تتحمل الأمة بمجملها ومجموعها المسؤولية تجاهها .