الجمعة 26، إبريل 2024
18º
منذ 4 سنوات

عوز فيتامين "د" يزيد خطر الإصابة بكورونا

عوز فيتامين
حجم الخط

شبكة وتر-من المعلوم أن فيتامين "د" هو عنصر أساسي يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم، كما يساهم في تقوية العظام والحفاظ عليها، لذا فإن عوز هذا الفيتامين قد يسبب تشوه البنية الأساسية للعظام في جسم الإنسان.

لكن السؤال الذي نطرحه هنا والذي يأتي في ظل أزمة صحية عالمية بثت الرعب في قلوب ملايين البشر، هل يكون الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا من غيرهم؟

تجيبنا عن هذا السؤال وغيره من الأسئلة في هذا السياق أخصائية الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة، الطبيبة بنغيسو آي، بمستشفى مديبول الجامعي، في إسطنبول.

تنظيم الجهاز المناعي للجسم

لدى سؤالها عما إذا كان المصاب بنقص فيتامين د أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، قالت الطبيبة إنغيسو آي إن هناك جانب من الصحة في هذا السؤال.

وأضافت موضحة: "من المعروف أن لفيتامين د فوائد على الهيكل العظمي لجسم الإنسان، وبنفس الوقت يلعب دورا هاما في تنظيم الجهاز المناعي ويعمل ضد الإلتهابات".

وتابعت: "تتحقق تلك التأثيرات من خلال تنظيم وظائف الخلايا المناعية وتحفيز تركيب خلايا نخاع العظام".

وبنفس الوقت ثبت في بعض الدراسات أن خطر تطور الأمراض المزمنة المتعلقة بالرئة كالربو أو الانسداد الرئوي المزمن ارتفعت نسبته عند الأشخاص الذي يعانون من نقص في فيتامين د، بحسب الطبيبة.

ونظرا لأن جهاز مناعة الإنسان يكون ضعيفا عند نقص فيتامين "د" فإن خطر الإصابة بأي عدوى يرتفع إحتماله أكثر، بما في ذلك عدوى فيروس كورونا، تضيف الطبيبة.

وأشارت إلى أن الإصابة بالأمراض المعدية ككورونا قد تكون أخطر على الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة بالرئة إذا كان لديهم نقص بفيتامين د.

وفي معرض ردها على سؤال بخصوص إمكانية استخدام فيتامين د دون الفحص المسبق لحاجة الجسم من عدمها، أكدت اخصائية الأمراض المعدية على ضرورة إجراء فحص للأشخاص الذين يعانون من أمراض الصدر لرصد مستوى الفيتامين لديهم قبل الشروع في تناوله .

وعللت ذلك بأنه عندما ترتفع مستويات هذا الفيتامين في الدم يبدأ الجسم بتخزينه في الرئة والأنسجة الدهنية، ما يتسبب بأضرار للجسم.

وتابعت: "لهذا السبب ليس من الصواب تناول الفيتامين دون الرجوع لفحوصات الطبيب".

 الرياضة وشرب الماء والتغذية المنتظمة

وحول إجراءات تعزيز جهاز المناعة لدى الأفراد خلال فترة العزل المجتمعي، أوصت الطبيبة بتناول كافة المجموعات الغذائية بطريقة متوازنة، والنوم ليلا بانتظام، والقيام بتمارين شد العضلات، فضلا عن شرب الكثير من الماء.

وكمثال على المجموعات الغذائية التي ينبغي تناولها، ذكرت الأخصائية أن الحليب ومشتقاته، على سبيل المثال غني بالكالسيوم وفيتامينات "ب" و "أ" والفوسفور.

أما اللحوم والبيض والبقوليات فتحتوي على البروتين والزنك والفوسفور والمغنيسيوم والحديد وفيتامين "ب".

ولفتت إلى ضرورة تناول الخضروات الطازجة والفواكه لما تحتويه من معادن وفيتامينات ومضادات أكسدة؛ والحبوب الكاملة فهي مصدر للألياف النافعة في عملية الهضم و تمد الجسم بالطاقة، بحسب الطبيبة آي.

وحول المصادر الطبيعية للحصول على فيتامين د، قالت الطبيبة التركية إن أول عملية إنتاج للفيتامين تكون في خلايا الجلد عبر تعرضه لأشعة الشمس، ومن خلالها يتم تلبية 90 بالمئة من حاجة الجسم.

وأما النسبة المتبقية فيمكن الحصول عليها من خلال تناول البيض والحليب والسمك الدهني (السلمون- السردين- التونة) والحبوب الكاملة، بحسب ما ذكرته الأخصائية.

وأوضحت الطبيبة أن "فيتامين د الذي نشتريه من الصيدليات هو شكل من أشكال الفيتامين الذي نحصل عليه من أشعة الشمس. بمعنى آخر أنه يمكننا تلبية احتياجات جسمنا في الأوقات التي يصعب فيها التعرض للشمس من خلال تلك المكملات الدوائية".

وقالت إن "القدر الذي نحصل عليه من خلال إستهلاك المنتجات الحيوانية هو نفسه الذي نحصل عليه من الشمس، ويكون تواجده أكثر في السمك والكبد وصفار البيض".

وفي معرض ردها على سؤال عما إذا كانت سرعة انتشار كورونا في الدول الأوروبية ترجع إلى فقر شعوبها بفيتامين د، أجابت: "من المعروف أن نقص هذا الفيتامين يلاحظ في الدول الباردة التي تغيب عنها الشمس".

وأضافت: "وهذا ما يضعف جهاز المناعة بسبب نقص الفيتامين لقلة التعرض لأشعة الشمس، مما قد يتسبب في الإصابة بمختلف الأمراض المعدية بما في ذلك COVID-19".

واختتمت حديثها مع الأناضول بالقول: "لا ينبغي التركيز على فيتامين د فحسب، بل يجب تناول كل أنواع الفيتامينات بشكل متوازن".

وCOVID-19" ، هو اسم الوباء المعدي الذي يتسبب به فيروس كورونا. وظهر الفيروس أول مرة في ديسمبر/ كانون الأول 2019 بمدينة ووهان الصينية، وتم تعريف المرض في 13 يناير/ كانون الثاني عقب أعراض ظهرت على مجموعة من المرضى.

ويصيب هذا الفيروس الجهاز التنفسي لدى الإنسان ومن أعراضه الحمى والسعال وضيق التنفس والإرهاق، وفي الحالات المتقدمة من المرض قد يصاب المريض بآلام مبرحة، وانسداد الأنف، ورشح، وآلام في الحلق والإسهال.