الثلاثاء 23، إبريل 2024
10º
منذ 3 سنوات

في سابقة تاريخية.. ترامب أول رئيس أميركي يقبل ترشيح حزبه من داخل البيت الأبيض

في سابقة تاريخية.. ترامب أول رئيس أميركي يقبل ترشيح حزبه من داخل البيت الأبيض
حجم الخط

شبكة وتر- تزايدت الانتقادات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب استخدامه البيت الأبيض في فعاليات المؤتمر العام للحزب الجمهوري، وهو ما يمثل خروجا على تقاليد بعدم جواز استخدام مبان أو ممتلكات فدرالية لخدمة أغراض انتخابية.

ويمثّل عزم ترامب إلقاء كلمة قبول ترشيح الحزب الجمهوري له من حديقة البيت الأبيض سابقة تاريخية، إذ لم يقدم أي رئيس أميركي سابق على مثل هذه الخطوة.

كما وُجّهت اتهامات مزدوجة بسبب إلقاء السيدة الأولى ميلانيا ترامب كلمتها من حديقة البيت الأبيض، وقيام 4 من أولاده الخمسة بالحديث للشعب الأميركي.

ترامب متحدثا من البيت الأبيض
لم يسبق لرئيس في تاريخ الولايات المتحدة يسعى لإعادة انتخابه، أن استخدم البيت الأبيض منصة لإعلان قبوله ترشيح حزبه وتدشين الانطلاقة الرسمية للسباق الانتخابي.

تداعيات انتشار فيروس كورونا وإلغاء الفعاليات الضخمة في مؤتمري الحزبين الديمقراطي والجمهوري، تقف وراء تبرير ترامب اختيار البيت الأبيض، حيث أكد -في حديث للصحفيين- أن هذه الخطوة ستوفر على الحكومة أموالا طائلة قد تتكلفها في السفر والإجراءات الأمنية، مضيفا "أعتقد أن البيت الأبيض سيكون موقعا مناسبا جدا".

الكونغرس أقرّ قانون هاتش عام 1939 للحد من النشاط الحزبي السياسي للموظفين الفدراليين (الفرنسية)

قانون هاتش

من جهته، علق السيناتور الجمهوري جون ثون من ولاية داكوتا الجنوبية بالقول "على الرغم من إعفاء ترامب ونائب الرئيس مايك بنس من قانون هاتش، فإنه يجب على موظفي الحكومة الفدرالية الامتناع عن المشاركة في النشاط السياسي الحزبي".

ويرى خبراء أنه سيتعين على عشرات العاملين في البيت الأبيض القيام بتجهيزات ضرورية قبل أن يلقي الرئيس كلمته، مثل تجهيز القاعة والمنصة إلى جانب إجراءات البث المباشر، وهي إجراءات مخالفة لقانون "هاتش".

ويحظر القانون الترشح للانتخابات الحزبية وإرسال أو تلقي رسائل إلكترونية ذات طبيعة حزبية أثناء الخدمة أو في مكان عمل فدرالي، وممارسة نشاط سياسي أثناء ارتداء زي رسمي أو استخدام سيارة حكومية، واستخدام السلطة الرسمية للتدخل في الانتخابات أو التأثير عليها، والتماس أو تلقي مساهمات مالية، وارتداء ملابس تروّج لحزب أو مرشح أو حمل لافتات بهذا المعنى.

وأقرّ الكونغرس قانون هاتش عام 1939 لضمان تنفيذ البرامج الفدرالية بطريقة غير حزبية، وبالتالي ضمان استمرار القيام بالوظائف الحكومة بشكل عادل وفعال.

الرئيس الأسبق جيمي كارتر أعلن ترشحه لفترة رئاسية جديدة من داخل البيت الأبيض عام 1980 (الأوروبية)

ترامب ليس أول هؤلاء الرؤساء

ولم يكن ترامب أول رئيس يستخدم البيت الأبيض لفعالية انتخابية، لكنه الأول بين أقرانه من الرؤساء السابقين من حيث إلقاء خطاب قبول الترشح الحزبي من هذا المقر.

ففي عام 1980، أعلن الديمقراطي جيمي كارتر ترشحه لفترة رئاسية جديدة من القاعة الشرقية داخل البيت الأبيض، بعد أن رأى أن من غير اللائق الإعلان عن الترشح من مكان تظهر فيه مظاهر البذخ، في وقت كانت فيه أزمة الرهائن الأميركيين في إيران تخيم على البلاد.

بعد ذلك، بثت حملة الرئيس كارتر إعلانا تلفزيونيا مدته 4 دقائق عن إنجازاته، صور داخل البيت الأبيض.

وبعد أكثر من 4 سنوات، استخدم الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان المكتب البيضاوي في البيت الأبيض خلفية لإعلان إعادة انتخابه.

ولا يلتزم الرئيس ترامب بالتقاليد الرئاسية التي تبعد أفراد عائلة الرئيس عن لعب أدوار سياسية بصورة رسمية، فابنته الكبرى إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر يتبوآن مناصب رسيمة كمستشارين رسميين للرئيس الأميركي.

وتحدث 3 من أبناء ترامب -هم: دونالد ترامب جونيور، وتيفاني، وإريك ترامب- وستتحدث إيفانكا لاحقا أمام المؤتمر العام للحزب الجمهوري، في وقت غاب عن المؤتمر جورج بوش الابن، الرئيس الجمهوري السابق والوحيد الباقي على قيد الحياة.

عدم إجماع

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي -في حديث مع شبكة "إم إس إن بي سي" (MSNBC)- إن ما سيقدم عليه الرئيس يعد "فعلا خاطئا جدا"، وأضافت "إن الرئيس ترامب يحط من شأن البيت الأبيض مرة أخرى كما فعل مرارا وتكرارا، هو يسيس البيت الأبيض، وهذا ما يجب أن نرفضه بصورة مباشرة".

وعلى النقيض من بيلوسي، تعتقد كارين تومولتي الكاتبة في صحيفة واشنطن بوست، أنه وفي ظل استمرار جائحة كورونا، يصبح اختيار البيت الأبيض مناسبا أكثر من غيره من الأماكن الأخرى، ليلقي الرئيس خطاب قبول الترشيح، وذلك لاعتبارات تتعلق بالصحة العامة والتكلفة المادية لأي بديل آخر.

وتاريخيا، لم يكن معتادا أن يقبل المرشح ترشيح حزبه الرسمي من خلال المشاركة في المؤتمر العام للحزب، وكان من غير اللائق ظهور المرشح الرئاسي على الإطلاق في فعاليات مؤتمر الحزب.

وبدأ ظهور المرشحين لإلقاء خطاب قبول الترشح في عهد الرئيس فرانكلين روزفلت عام 1932، وسط أزمة الكساد العظيم عندما قبل ترشيح الحزب الديمقراطي في مدينة شيكاغو.

ومنذ ذلك الحين، مثّل خطاب قبول الترشيح حدثا تاريخيا لمرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي.